إن إرادة التحدي والنهوض التي اتسمت بها سياسة دولتنا الإمارات قد التقت مع إرادة التحدي والنهوض عند شقيقتنا المملكة العربية السعودية.
يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «لم أرَ تحدياً مرَّ على زايد إلا واجهه وتحداه وغلبه»، وما أكثر التحديات التي واجهت دولتنا وانتصرت عليها بحكمة زايد، والقيادة الرشيدة التي استندت إلى المبادئ السليمة التي التزم بها الشيخ الحكيم، وما حادت عنها فتمكنت من تحقيق الإنجاز الحضاري لدولة صغيرة في حجمها لكنها عظيمة في منجزاتها.
ولعلي لا أفارق ما قرأته من مبادئ القيادة الرشيدة التي تحولت إلى مشاريع ومنجزات، وصنعت الإنسان القادر على تحمل المسؤوليات الجسام بروح إيجابية عالية، فقد كانت ولا تزال تلك المبادئ هي حجر الزاوية والطريق المضيء بالأمل والطموح المشروع باتجاه تحقيق الأهداف الوطنية والقومية والإنسانية.
هذه المشاريع ستفتح جميع الآفاق أمام الشعبين الإماراتي والسعودي في الاقتصاد والمعرفة والتطور الأمني والسياسي والعسكري، بما يدفع وبخطوات كبيرة للنهوض والتقدم للحاق بركب التقدم الثقافي والعلمي والتكنولوجي المتسارع في العالم
أعود لروح التحدي في ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد: «الحياة السهلة لا تصنع الرجال ولا تبني الأوطان، التحديات هي التي تصنع الرجال، وهؤلاء الرجال هم من تُبنى بهم الأوطان».
كلام جسده الواقع وبطولات عزّ نظيرها في مختلف الميادين حتى أصبحت دولة الإمارات الأولى عربياً ومن الدول المتقدمة في العالم حضارياً، ولا تزال تسعى للرقم واحد.
ودولتنا الإمارات التي انتصرت في الداخل على الرمل فحولته إلى أبراج شاهقة ومزارع نخيل وشجر وورد، وعلى الأمية الحضارية فبنت المدارس والجامعات الوطنية والعالمية، بنت الإنسان المتعلم الواعي الطموح، وخرجت الكفاءات الثقافية والعلمية والتربوية والسياسية، وتحدت المرض فبنت أرقى المشافي وحصّنت الشعب من كل الأمراض وأمنت على صحتهم.
كما تحدت الفقر والجهل والمرض في أنحاء عديدة من العالم، وتحدت الأمراض المجتمعية فبنت المجتمع السعيد؛ فهي ورغم كل انشغالاتها وسباقها مع الزمن في البناء الحضاري المحلي لم تنس أفقها القومي الذي تنتمي له، فهي كانت ولا تزال مع الأخوّة العربية ومع التلاحم العربي ضد كل التحديات الخارجية التي تواجه أمتنا العربية.
واليوم وقد بلغت هذه التحديات أوج قوتها فما كان لروح التحدي وشجاعة الفرسان أن تقف مكتوفة الأيدي تجاه الأشقاء العرب، فوقفت مع شعب اليمن لإعادة الشرعية المغتصبة، وآزرت شقيقتها السعودية في تحرير اليمن من العصابات الحوثية المارقة، وقدمت للشعب اليمني المساعدات الإنسانية الكبيرة، ولا تزال تدعم هذه الجهود حتى تعود اليمن لأهلها الشرعيين وتندحر إرادة الحوثيين وأسيادهم في قم وطهران.
إن إرادة التحدي والنهوض التي اتسمت بها سياسة دولتنا الإمارات قد التقت مع إرادة التحدي والنهوض عند شقيقتنا المملكة العربية السعودية، وبيننا وبين هذه الشقيقة العزيزة تاريخ طويل مؤطر بالمحبة والتفاهم والعمل القومي المشترك وبين شعبينا صلات جوار وأرحام.
وحين نضع أيدينا بأيدي إخوتنا في المملكة فإننا بذلك نجسدُ ما قاله شيخنا أبونا الحكيم الشيخ زايد عطّر الله ثراه: «إن الاتحاد قوة، والذي جعلنا نرغب فيه ونجدّ ونصبر ونضحي هو أننا نعتبره قوة. وبالتأكيد فإن قوة الأصابع العشرة أقوى من الأصابع الخمسة».
إن المملكة العربية السعودية اليوم بقيادة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الشاب الطموح الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، تسير على ذات النهج القويم والمبادئ الوطنية والقومية والإنسانية، وتعزيز هذا النهج بالعمل التضامني والبناء الحضاري وبروح التحدي لكل ما يواجه البلاد والعباد من أخطار أو أطماع خارجية.
وقد التقت الإرادتان اليوم على طريق التكامل الاقتصادي والمعرفي والعسكري على طريق تحقيق الأهداف الكبرى، وتحقيق طفرة استثنائية، من أجل سعادة ورفاه الشعبين الإماراتي والسعودي، وفي ترسيخ ودعم العمل العربي الخليجي المشترك، بما يدفع وبقوة ثقة العرب بأن المستقبل يشع ببارقة أمل وقوة وعزيمة في مواجهة التحديات.
لقد جاء إعلان (استراتيجية العزم) بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، وهي استراتيجية مشتركة للتكامل الشامل بين البلدين اقتصادياً ومعرفياً وتنموياً وعسكرياً، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، حفظهما الله، والذي كشف عن 44 مشروعاً عمل عليها أكثر من 350 مسؤولاً بين البلدين في 139 جهة حكومية ركزت على المحور الاقتصادي والمحور البشري المعرفي، والمحور السياسي الأمني العسكري.
وقد حدد قادة البلدين فترة 60 شهراً لتنفيذ هذه المشاريع الاستراتيجية التي تمثل أكبر وأنبل مواجهة للتحديات التي تواجه الأسرة الخليجية خاصة والمصالح العربية عامة، فهي كما وصفها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد (نموذج تكامل عربي استثنائي) على الدول العربية أن تستفيد منه وتحذو حذوه في أن تواجه التحديات بتحديات حضارية تخدم الأمة وتقوّيها على أعدائها.
إن هذه المشاريع ستفتح جميع الآفاق أمام الشعبين الإماراتي والسعودي في الاقتصاد والمعرفة والتطور الأمني والسياسي والعسكري، بما يدفع وبخطوات كبيرة للنهوض والتقدم للحاق بركب التقدم الثقافي والعلمي والتكنولوجي المتسارع في العالم، وما هو إلا تجسيد لمبادئ القيادتين الرشيدتين في دولتنا والمملكة العربية السعودية، ونسأل الله التوفيق لكل ما يخدم شعبينا العزيزين وأمتنا العربية وهو السميع المجيب.
نقلا عن البيان
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة