في نهاية العام الثاني من الخمسينية الثانية لبلادي «وطن التعايش»، يحتفي شعبنا وقيادتنا الرشيدة بعيد الاتحاد الـ52، الذي تزامن مع استضافة حدث عالمي يجسد ما وصلت إليه دولة الإمارات من تطور وتقدم، وما تحظى به من تقدير واحترام دوليين.
فعلى أرض دولة الإمارات، يُعقد المؤتمر الـ28 للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28"، في ظل مسيرة إماراتية طموحة نحو تحقيق أعلى المعايير في ملف جودة الحياة ومواجهة التغيرات المناخية.
وتقود دولتنا الجهود العالمية في مجال العمل المناخي، وتوفر على أرضها فرصة ثمينة لإعادة الاصطفاف الدولي، وحشد جهود جميع الأطراف من أجل التعاون وتوحيد الأصوات، وتعزيز العمل المناخي لضمان مستقبل مستدام للبشرية جمعاء.
في عامها الثاني والخمسين تمضي دولة الإمارات بثقة واقتدار وثبات في ظل قيادة نحن في دولة الإمارات محظوظون بها برئاسة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وتواصل رحلة تطورها الحضاري رغم كل التحديات الناجمة عن البيئة الإقليمية التي تعج بالصراعات والتوترات والنزاعات، ووسط أزمات إقليمية شديدة التعقيد تؤثر بشكل سلبي على أجواء الأمن والاستقرار التي سعت دولة الإمارات طويلاً لترسيخها واستدامتها من خلال غرس ثقافة التعايش والتسامح بديلاً للعنف والصراع والكراهية وثقافة التحريض التي عانت منها، ولا تزال، منطقة الشرق الأوسط طويلاً.
إن كل ما يحدث على أرض دولة الإمارات يمثل حصاد تخطيط وجهود بدأت في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971، على يد القائد المؤسس المغفور له -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وها هي تمضي بثقة واقتدار لترسخ دورها وقدرتها على الإمساك بزمام المبادرة في علاقاتها الدولية والإقليمية، والتحرك العابر للتناقضات المصالحية والاستراتيجية وبناء التوافقات، والقدرة على كسب الأصدقاء، والحفاظ على مساحات القبول والترحيب والاحترام والتقدير ذاتها في مختلف الأوساط الإقليمية والدولية، بما يعكس الطاقات الدبلوماسية الفائقة والمهارات الاتصالية الاستثنائية التي تدير بها قيادتنا الرشيدة السياسة الخارجية الإماراتية، والتي تجلت بشكل قوي في المواقف المشهودة التي تبنتها الدولة تجاه القضية الفلسطينية وخلال أحداث غزة، والتي كان الدور الدبلوماسي الإماراتي في مجلس الأمن الدولي خلالها نموذجاً ملهماً في الدفاع عن العدالة والقوانين والمبادئ والمواثيق الدولية.
وإذا كان عيد الاتحاد الـ52 يأتي هذا العام وسط نجاحات داخلية وتحديات إقليمية خارجية، فإن دولة الإمارات تبقى على عهدها دائماً متمسكة بمبادئها وقيمها الإنسانية النبيلة التي تمثل طوق الإنقاذ للعالم أجمع من كل هذه التوترات والصراعات التي يشهدها العالم في مناطق جغرافية مختلفة.
ستبقى دولة الإمارات منارة للعلم والتكنولوجيا والعصرنة والحداثة والرهان على القيم الإنسانية النبيلة، وستحافظ على دورها كأيقونة للتحضر والتطور ومصدر إلهام للبشرية جمعاء في رحلة بحثها عن الأمن والاستقرار والسلام بين البشر جميعاً، من خلال جودة توظيف الموارد الطبيعية والاستثمار في تعظيم كفاءة الموارد البشرية، وتوجيه المزيد من الإنفاق نحو مجالات تصب في مصلحة مستقبل البشرية مثل التكنولوجيا واستكشاف الفضاء والطاقات المتجددة والعمل البيئي والمناخي، وتبني سياسة خارجية قائمة على بناء الجسور وتصفير المشاكل والتواصل مع الجميع ـ إقليمياً ودولياً ـ من دون استثناء، وذلك كله في إطار تنفيذ جاد وملهم لوثيقة "مبادئ الخمسين"، التي تمثل خريطة طريق استراتيجية رسمتها قيادتنا الرشيدة وتمضي في تنفيذها بشكل يجسد الإرادة القوية والإصرار والعزم على بلوغ تلك الأهداف الطموحة، التي تبدأ جميعها وتنتهي عند سعادة ورفاه شعبنا الغالي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة