ملعب محمد الخامس.. صرح شاهد على أمجاد الكرة المغربية
شهد ملعب محمد الخامس في المغرب، العديد من النزالات الكروية التاريخية، وتألق لاعبين سطع نجمهم لاحقا في سماء كرة القدم.
وباحتضانه لا تكون مدينة الدار البيضاء عاصمة اقتصادية للمغرب فقط، بل وأيضا عاصمة للرياضة المغربية بامتياز.
ويستضيف ملعب محمد الخامس مباراة نهائي دوري أبطال أفريقيا 2022، بين الأهلي المصري والوداد المغربي، مساء يوم الاثنين 30 مايو/ آيار.
ونستعرض من خلال السطور التالية، بعض المعلومات عن ملعب محمد الخامس قبل ختام الموسم الكروي في بطولات الأندية الأفريقية.
أقدم ملعب في المغرب
هو أقدم الملاعب الكروية بالمغرب ومازال يجذب الأضواء نحوه كلما استقبل مباراة في الدوري المغربي أو البطولات الإقليمية أو القارية، باعتباره شاهدا على أمجاد الكرة المغربية وصانعا لتاريخ رياضي تسكن تفاصيله روح الجماهير، منذ افتتاحه في مارس/ آذار 1955.
"المركب الرياضي محمد الخامس".. عبارة لا يمكنك سماعها دون أن تسافر بخيالك إلى مشاهد الحشود التي تملأ شوارع العاصمة، وهي تتجه مشيا على الأقدام لحضور مباراة فريقها المفضل، أو كلا الفريقين حينما يتعلق الأمر بالديربي بين العملاقين؛ الرجاء والوداد.
ويقع هذا الملعب في مقاطعة المعاريف، احد أرقى وأعرق الأحياء بالمدينة، والتي يعيش وسطها أكثر من 5 ملايين شخص، ويبعد بنحو 25 كيلومترا عن المطار الدولي محمد الخامس و 5 كيلو مترات عن محطة القطار هناك.
تصنيف ملعب محمد الخامس
ثمة تصنيفات عالمية أكسبت هذا الملعب مراتب متقدمة، لتجعله بذلك نجما تسطع في أحضانه أضواء الجماهير.
وينافس ملعب محمد الخامس أضخم ملاعب العالم، واحتل المركز 16 عالميا، متفوقا بذلك على ملاعب شهيرة مثل مستايا الإسباني وأليانز في يوفنتوس، وحديقة الأمراء الخاص بفريق باريس سان جيرمان الفرنسي. حسب الاستفتاء الذي أجرته صحيفة "ماركا الاسبانية" عام 2018، في هذا الصدد.
إدريس تزارني الصحفي والمحلل الرياضي المغربي، يرى أن السر في هذا الملعب، يكمن في كونه شهدت ملاحم كروية كبيرة مع المنتخب المغربي، ومع الفرق المحلية أيضا، على كافة الأصعدة.
وشهد هذا الملعب العديد من الذكريات التي لا تنسى، منها أول تأهل لمنتخب المغرب لبطولة كأس العالم عام 1970 في المكسيك.
ويؤكد تزارني في تصريحات لـ "العين الرياضية"، أن الملعب يخضع للضوابط الأمنية الدولية المعمول بها لدى الفيفا، مشيرا إلى أنه "احتضن عددا من المباريات الخاصة بالتصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا بعدما تعذر على عدد من الدول تنظيمها لعدم استيفاء الشروط المطلوبة".
تاريخ تأسيس ملعب محمد الخامس
تم تشييد هذا الملعب قبل أكثر من نصف قرن، وتحديدا في 6 مارس 1955 تحت اسم مارسيل سيردون، وهو بطل العالم الأسبق في الملاكمة والمولود بمدينة الدار البيضاء، بطاقة استيعابية بلغت 30 ألف مقعد آنذاك.
وتم تشييد الملعب على يد المهندس المعماري أشيل دانكلتير، وهو من مواليد الدار البيضاء أيضا، والذي صمم كنيسة نوتردام الشهيرة بالعاصمة الاقتصادية الموجودة في شارع المقاومة، وينسب إليه تصميم برج الساعة، الموجود على مدخل المدينة القديمة.
ولاحقا، تمت توسعة هذه المنشأة الفنية التاريخية على عدة مراحل حيث شهدت تحديث وتهيئة امتدت من 1970 وحتى 1981، تزامنا مع تنظيم المغرب لألعاب البحر الأبيض المتوسط نسخة 1983.
وعرف الملعب إضافات متنوعة خاصة عدد المقاعد الذي تجاوز الضعف، وتغير اسمه إلى "مركب محمد الخامس" بدلا من استاد دونور، وهو الاسم الذي أطلق عليه عقب استقلال المغرب بعام واحد.
ولتأهيل الملعب، تم توقيع اتفاقية إصلاحه في 2015 بين وزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم المحلي ومجلس مدينة الدار البيضاء ووزارة الداخلية، ورصدت لذلك ميزانية 220 مليون درهم مغربي (1 دولار = 9.8 درهم مغربي).
هذا المبلغ رُصد بالأساس لتأهيل الملعب ليستجيب للمعايير الدولية، كجودة الكراسي والعشب وباقي معدات المرافق الأخرى تشمل الساعة الإلكترونية ومستودعات الملابس، وباحات الاستراحة ومنصة الصحافة والممرات، إضافة لإصلاحات في محيطه.
وحاليا يقوم ملعب محمد الخامس على مساحة تقدر بـ12 هكتار (12262 متر مربع)، ويعد تحفة رياضية مغربية حيث يسع لنحو 80000 متفرج ويضم قاعة رياضية كبيرة تحتوي على 12000 مقعد، وتشمل جميع الأنواع الرياضية من كرة سلة وكرة اليد والكرة الطائرة بالإضافة إلى الجمباز والملاكمة ومسبح أولمبي.
أحداث كُبرى
في تاريخه، احتضن المركب العديد من الأحداث الرياضية التاريخية، وعلى رأسها ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1983، وفاز المنتخب المغربي في المباراة النهائية على نظيره التركي آنذاك.
كذلك احتضن كأس أمم أفريقيا 1988، وفاز بها المنتخب الكاميروني على حساب نظيره النيجيري، بخلاف نهائي دوري أبطال أفريقيا 2017، والعديد من الأحداث الأخرى.