محمد السادس.. رجل الدبلوماسية الحكيمة
اختراقات دبلوماسية غير مسبوقة للمغرب خاصة على مستوى "ملف الصحراء"، بفضل توجيهات الملك محمد السادس رجل الدبلوماسية الحكيمة.
ويلاحظ المُتتبع للشؤون الدولية في الآونة الأخيرة تموقعا مهما للمملكة المغربية، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، وبروز اسمها ساطعا، خلال لعبها دورا محوريا في العديد من الملفات الجيواستراتيجة المهمة.
ووفق محللين فإن هذه المكانة المُتميزة والمُتفردة ما كان المغرب يصل إليها لولا التوجيهات الملكية السديدة، والاستراتيجيات الدبلوماسية التي وضعها الملك محمد السادس.
يد الخير والوحدة أقوى
حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية، لـ"العين الإخبارية"، قال إن سداد الرأي الملكي بشأن نزاع الصحراء المفتعل، جعل كُبريات الدول تسحب اعترافاتها بـ"الدولة الوهمية" التي تروج لها مليشيات البوليساريو ومن معها.
ولفت إلى أنه بفضل التوجيهات الملكية، والمشاريع التنموية غير المسبوقة في الأقاليم الجنوبية على غرار باقي أقاليم المملكة الأخرى، جعلت دولاً عُظمى كالولايات المتحدة الأمريكية تُعلن صراحة اعترافها بمغربية الصحراء، ودعمها للطرح المغربي لحل النزاع، والمتمثل في الحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية المغربية.
وشدد "بلوان" على أن الـ24 دولة التي فتحت قنصلياتها في كل من مدينتي الداخلة والعيون الواقعتين في الصحراء المغربية، وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة، ما كانت لتقوم بذلك لولا المجهودات التي يبذلها الملك محمد السادس على المستوى الدبلوماسي.
وساطة مُحايدة
المواقف المتزنة للمملكة المغربية، وعدم تدخلها في الشؤون الداخلية للدول مع احترامها للسيادتها، جعلها محط ثقة دولية، وهو الشيء الذي جعلها قبلة للفرقاء الليبيين بغرض إذابة الجليد فيما بينهم والوصول إلى اتفاقات تحل النزاع في ليبيا.
وشدد الخبير في العلاقات الدولية على أن الملك محمد السادس ما فتئ يُؤكد على لسان وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أن الرباط تؤمن بكون الحل لملف ليبيا موجود بين الليبيين أنفسهم، وأن لا أجندة للمملكة في ليبيا سوى "ليبيا نفسها".
ولفت إلى أن هذا التبصر الكبير من لدن الملك محمد السادس، جعل مواقف المملكة على المستوى الدولي تحظى باحترام وتقدير كبيرين، من لدن الدول العظمى، التي تحسب ألف حساب للمملكة بقيادة عاهلها الملك محمد السادس.
صديق في وقت الضيق
من معالم الدبلوماسية الرشيدة والمتزنة، حرص الملك محمد السادس على الوقوف إلى جانب الدول الصديقة والشقيقة في أوقات المحن والأزمات، سواء بدعمها عبر الوسائل الدبلوماسية المعهودة من بيانات وتصريحات أو حتى على أرض الواقع من خلال مساعدات إنسانية وطبية ومستشفيات ميدانية.
وفي هذا الصدد، يُسجل اللبنانيون الخدمات الجسام التي قدمتها المملكة إبان انفجار مرفأ بيروت قبل عام، عبر المستشفى العسكري الميداني الذي أقامته المملكة بالعاصمة اللبنانية، فضلا عن أطنان المساعدات الطبية والإنسانية.
وأضاف الخبير في العلاقات الدولية: "لا يمكن الحديث عن المساعدات دون ذكر ما تقدمه المملكة من دعم للشعب الفلسطيني، فإلى جانب تأكيد العاهل المغربي الدائم على على حل الدولتين الذي يمر عبر حوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فإن المساعدات المغربية لا تكاد تنقطع عن الأراضي المقدسة كلما حلت بها أزمة".
وعلى المستوى الأفريقي، يحرص الملك محمد السادس باستمرار على دعم الدول الهشة، سواء عبر توجيه استثمارات تنموية بها، أو إرسال مساعدات إنسانية، وهذا الأمر ظهر جلياً خلال جائحة كورونا، وفق بلوان.
سلام وصلة للرحم
هو أمير لجميع المؤمنين بخلاف دياناتهم، يقول بلوان مُتحدثاً عن العناية الخاصة التي يمنحها الملك محمد السادس لأبنائه من اليهود المغاربة، سواء كانوا داخل المملكة أو مُقيمين بخارجها.
وفي هذا الصدد، أشار إلى إشراف الملك على توقيع الاتفاق الثلاثي بين المملكة وأمريكا ودولة إسرائيل، والتي بموجبها تم استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية، ما شكل خُطوة تاريخية متعددة الأبعاد.
وبغض النظر عن دعمها للسلام، وأيضا ما تحمله من منافع متعددة المجالات للبلدين. فهذا الاتفاق، بحسب بلوان يُعتبر تعزيزاً لصلة الرحم بين المغرب وأبنائه، خاصة وأن في إسرائيل مئات الآلاف من اليهود ذوي الأصول المغربية.