اتصالات محمد بن زايد.. تحركات إماراتية لإسكات مدافع الحرب الأوكرانية
اتصالات هاتفية ولقاءات متواصلة كان العامل المشترك فيها هو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية من أجل احتواء الأزمة الروسية الأوكرانية.
ودخلت الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت الخميس 24 فبراير/شباط الماضي أسبوعها الثالث حيث يشتد رحاها يوما بعد يوم في ظل تمسك طرفي النزاع بموقفهما وسط تزايد أعداد القتلى بين الجانبين.
وتعمل دولة الإمارات من خلال مجلس الأمن على نزع فتيل الحرب الروسية الأوكرانية، عبر 4 محاور: الدبلوماسي؛ إذ تدعم الحلول الدبلوماسية في الأزمة الروسية الأوكرانية، وتغليب الحوار في تسوية النزاعات.
وهناك أيضاً المحور الإنساني؛ الذي يرتكز على توفير الحماية القصوى للمدنيين في مناطق النزاع، وعدم التأخر في توفير وإيصال المساعدات الإنسانية، وضرورة مراعاة مصلحة وأمن المدنيين في الجانبين الروسي والأوكراني.
وفيما يتعلق بالمحور الثالث، الميداني؛ فقد أكدت دولة الإمارات خطورة النزاع الروسي الأوكراني في تقويض الأمن والسلم الدوليين، وضرورة خفض التصعيد بشكل فوري.
وأخيرا المحور القانوني؛ الذي يؤكد ضرورة احترام كل الأطراف وتطبيق القوانين الدولية، فضلا عن حق كل دولة بالأمم المتحدة في الأمن والسيادة والاستقلال.
اتصال مع بوتين
ولعل أبرز ملامح التحرك الإماراتي تجسدت في اتصال هاتفي بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحثا خلاله عدداً من القضايا الإقليمية والدولية.
اتصال هاتفي بين الجانبين في إطار الاتصالات والمباحثات التي يجريها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والتي شملت رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية.
واطلع ولي عهد أبوظبي خلال الاتصال على آخر التطورات الجارية حالياً، كما تم التطرق للعلاقات الثنائية بين الطرفين وملف الطاقة في ضوء التعاون الروسي مع منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" .
كما اطلع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من الرئيس الروسي على تطورات الأزمة مع أوكرانيا، مؤكدا الحل السلمي للأزمة بما يضمن مصالح كافة الأطراف وأمنهما القومي.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ضرورة استمرار الاتصالات والمشاورات الجادة لحل الأزمة والتوصل إلى تسوية سياسية بما يحقق السلم والأمن العالمي، لافتا إلى أن دولة الإمارات ستواصل اتصالاتها مع مختلف الأطراف المعنية، بهدف المساعدة في إيجاد حلول سياسية للأزمة.
مباحثات مع زيلينسكي
في الوقت نفسه، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دعم دولة الإمارات لكل تحرك على طريق التسوية السلمية للأزمة الأوكرانية.
تأكيد جاء في اتصال هاتفي تلقاه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مساء الجمعة الماضي، من الرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي ناقش خلاله الهجوم الروسي على أوكرانيا، وعدد من القضايا الإقليمية والدولية.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن دولة الإمارات تدعم كل تحرك على طريق التسوية السلمية للأزمة، وحريصة على تقديم المساعدة إلى المدنيين المتضررين من الأزمة في أوكرانيا من منطلق نهجها الإنساني المتأصل في سياستها الخارجية.
وتابع: "يجب الاستمرار في الاتصالات الجادة لإيجاد حل سياسي للأزمة بما يضمن مصالح جميع الأطراف وأمنها القومي".
اتصالات مكثفة
واليوم الأربعاء قاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مجموعة اتصالات هاتفية لاحتواء الأزمة الروسية الأوكرانية، لعل أبرزها اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.
اتصال جديد يأتي في إطار استمرار الاتصالات والمباحثات بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وقادة دول العالم بشأن مستجدات الأزمة على الساحة الأوكرانية.
وتبادل الطرفان وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والملفات الإقليمية والدولية وفي مقدمتها تطورات الأزمة الأوكرانية وتداعياتها على المستوى الإنساني بجانب تداعياتها على الأمن والسلم الدوليين.
وشدد على أهمية تكثيف الجهود الدولية لدعم الأوضاع الإنسانية للمتضررين من الأزمة وتسهيل الوصول السريع والآمن للمساعدات والعمل على توفير الحماية والحفاظ على حياة المدنيين.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ضرورة اللجوء إلى السبل السلمية والدبلوماسية لتسوية النزاعات والخلافات بين الدول وتغليب لغة الحوار البناء للوصول إلى توافق يضمن مصالح الجميع ويخدم الأمن والاستقرار الإقليميين.
كما استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الأربعاء، إيدي راما رئيس وزراء ألبانيا الذي قام بزيارة عمل إلى دولة الإمارات.
وتبادل الطرفان وجهات النظر بشأن مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وإلى جانب ذلك، تلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اتصالاً هاتفياً من الدكتور فرانك فالتر شتاينماير رئيس ألمانيا؛ حيث بحثا خلاله العلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين الصديقين وسبل تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات..
وتطرقا إلى مستقبل أمن الطاقة العالمي وأوضاع السوق وأهمية العمل على استقرارها.
وتناول الجانبان عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
وقبل أيام، تبادل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وكارل نيهامر مستشار النمسا في قصر الشاطئ، وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها تطورات أزمة أوكرانيا وتداعياتها على الأمن والسلام في العالم.
وأكدا ضرورة إيجاد تسوية سلمية لها من خلال الحوار والتفاوض والحلول الدبلوماسية، مشددان على أهمية تقديم الدعم الإنساني للمتضررين من المدنيين وتوفير الحماية والمساعدة لهم.
كان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أكد أن دولة الإمارات من خلال رئاستها مجلس الأمن الدولي خلال شهر مارس الجاري تبذل كل ما في وسعها من أجل تشجيع الحلول السلمية للأزمة الأوكرانية، والعمل والتعاون مع الأطراف المعنية لتعزيز السلام الدولي.