مختار التليلي لـ"العين الرياضية": تأهل تونس للمونديال مهدد.. و"معركتي" يضم حقائق صادمة
يعد مختار التليلي أحد أشهر المدربين الذين مروا على الكرة التونسية على مدار تاريخها الطويل، بما صنعه من تاريخ حافل خلال مسيرته.
وكان التليلي نشط كلاعب في صفوف النادي الإفريقي التونسي، قبل أن يتجه للتدريب بعد نهاية مسيرته ويصنع تاريخا خاصا شهد تدريبه نحو 30 فريقا تونسيا وعربيا، وفقا لقوله، وكذلك منتخب تونس الأول، قبل أن ينهي مسيرته التدريبية مع منتخب نسور قرطاج للكرة المصغرة (ميني فوتبول).
وأصدر مختار التليلي مؤخرا كتابا بعنوان "معركتي"، يروي فيه مسيرة 50 سنة من التدريب، ويحتوي وفقا لقوله على حقائق صادمة تخص التلاعب بالنتائج والفساد في تاريخ الكرة التونسية، كما يتناول جانبا من مسيرته الرياضية، ويتناول في جزء كبير منه علاقته بالأندية والرؤساء واللاعبين.
وأكد التليلي، في مقابلة خاصة أجرتها معه "العين الرياضية"، أن كل المعلومات والاعترافات التي تضمنها الكتاب هي حقيقية وليست من باب التشفي أو تصفية حسابات.
وأوضح أن الكتاب تضمن أيضا علاقته بالرؤساء التونسيين باعتباره كان صديقا لأغلبهم، بداية من الحبيب بورقيبة إلى زين العابدين بن علي وصولا الى الباجي قائد السبسي، حيث كان مقربا منهم وساعدوه في مسيرته، وفق تعبيره في الحوار الذي تستعرض العين الرياضية تفاصيله في السطور التالية.
مسيرة نصف قرن
بالعودة لمسيرته، أكد التليلي أنه بدأ السلم من الأسفل ومر بعديد التجارب إلى أن وصل لمنصب مدرب المنتخب التونسي، مشيرا إلى أنه درب أغلب الأندية التونسية بمختلف درجاتها من الناشئين إلى الشباب وصولا للفرق الأولى.
وقال التليلي: "حققت مع الفرق التونسية العديد من الإنجازات، ومنها فرق أنقذتها من الهبوط، وأخرى ساعدتها على الصعود، وثالثة تمكنت من قيادتها لتحقيق كؤوس وبطولات".
وأشار إلى قيامه بتدريب نحو 30 فريقا تونسيا وعربيا خلال مسيرته، مما جعله من أشهر مدربي كرة القدم في تونس.
وأوضح أن بدايته كلاعب كانت في النادي الإفريقي، بينما انطلقت مسيرته التدريبية في السبعينيات، إلى أن أصبح مدربا لمنتخب تونس في نهاية الثمانينيات، كما خاض أكثر من تجربة خارج البلاد بينها قيادة الوحدة ونجران والشعلة في السعودية، كما درب في الإمارات وليبيا وفلسطين.
وعن إمكانية تدريب المنتخب التونسي مجددا قال التليلي: "أنا إنسان عقلاني ولا يمكنني أن أتجاوز عمري، فأنا الآن أبلغ 80 سنة، مما يجعلني أرفض أي منصب من هذا القبيل، لكنني أستطيع أن أكون مستشارا أو مديرا فنيا في المنتخب".
وتابع: "مشكلة المنتخب ليست في المدرب في حد ذاته، بل في المسؤولين القائمين على الكرة التونسية، وهمنا الآن هو الانتصار ثم الانتصار".
مسيرة عربية
وعن تجربته الرياضية في الخليج العربي، قال التليلي إنه درب أول منتخب سعودي لمدة 4 أشهر، كما درب فريق الجزيرة الإماراتي.
وعن ذكرياته مع الجزيرة، قال التليلي: "تم الاتصال بي آنذاك لتدريب الفريق لكن وزير الرياضة التونسي محمد كريم رفض، وأعلمت إدارة الجزيرة بأن الحل الوحيد هو الاتصال بالرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة الذي وافق في الحين، وفي غضون 24 ساعة سافرت للإمارات ودربت فخر أبوظبي عام 1981".
وأضاف "أحمل العديد من الذكريات خلال تدريبي للفريق الإماراتي، وأشكر قيادات الدولة الذين ساعدوني حينها وأخذوا بيدي، ولا يمكن أن أنسى خلال وفاة والدتي حيث قاموا بمواساتي وتعزيتي، وكلها ذكريات طيبة لا تنسى".
وأكد التليلي أن المدرب يجب أن يكون دائما مواكبا للتطورات الرياضية، مؤكدا أنه لا يزال يجري تدريبات وآخرها كان 2020، موضحا أنه يدرّس في التكوين العالي وهو مسؤول من مسؤولي امتحان المدربين في تونس، موضحا: "أنا مواكب للمتغيرات، كما لا ننسى دور المواقع على الإنترنت التي تبرز كل المستجدات الرياضية".
وأضاف: "دربت ما لا يقل عن 90 % من المدربين التونسيين من الكبار للصغار، ودربت كل الأندية الصغرى والكبرى".
واعتبر التليلي بعد مسيرته الرياضية التي دامت 53 سنة أن أفضل لاعب تونسي على الإطلاق هو طارق ذياب لاعب الترجي الأسبق رغم العديد من الخلافات التي تجمع بينهما، فيما اعتبر أن أفضل حارس مرمى هو الصادق ساسي عتوقة حارس الإفريقي الأسبق.
أزمة الكرة التونسية
وبخصوص المشاكل القائمة بين وديع الجريء رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم، وكمال دقيش وزير الرياضة، قال التليلي إن الجامعة حققت إنجازات كبرى في عهد الجريء، موضحا: "أعتقد أن هذا الخلاف مع الوزير كان بناء على توجهاته وميولاته التي لا تتماشى مع وديع الجريء".
وأضاف: "أنصح الوزير ورئيس الجامعة باعتبارهما في سن أبنائي بالتروي خدمة لمصلحة المنتخب الذي يتطلع للترشح لكأس العالم 2022 ولم يبق أمامه سوى مواجهة تأهيلية واحدة"، داعيا عقلاء الدولة والرياضة للتدخل لأن تشنج الساحة الرياضية يمكن أن يؤثر على قدرة المنتخب على تخطي الموقعة الحاسمة".
يذكر أن الصدام بين الوزير ورئيس الجامعة التونسية كان بسبب مسألة حضور الجمهور من عدمه في مباراة الجولة الأخيرة من تصفيات أفريقيا لكأس العالم 2022 بين المنتخب التونسي ونظيره الزامبي، والتي أقيمت الثلاثاء 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي بملعب رادس.
ووجه وزير الرياضة التونسي في حوار إذاعي أجراه مؤخرا رسالة إلى وديع الجريء قال فيها :"الجامعة لعبت ضد المنتخب وضد الشعب التونسي في المباراة الأخيرة التي جمعت تونس وزامبيا، وهذه الأمور لن تتواصل".
كما تحدث عن تدخل الأحزاب السياسية في تسيير كرة القدم في تونس وعن فساد التحكيم في عهد الجريء، وأفاد بأنه تلقى عدة شكاوى من قبل عدد من الحكّام، بينما رد رئيس الجامعة التونسية على ما قاله الوزير معتبرا إياه ادعاءات خطيرة وباطلة، وخطابا تحريضيا صريحا ضده.
aXA6IDMuMTQyLjEzMy4yMTAg
جزيرة ام اند امز