هل تضع مولدوفا رياح أوروبا العاتية في «صندوق»؟
منذ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تنظر دول أوروبية للتغير الجيوسياسي الكبير في المنطقة بالكثير من الحذر.
وأدلى الناخبون في مولدوفا بأصواتهم اليوم الأحد، في انتخابات رئاسية واستفتاء حول عضوية الاتحاد الأوروبي
وتصوت مولدوفا، المحايدة والمحاذية لأوكرانيا، على مقترح الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي رغم أن عددا كبيرا من سكانها يميل لروسيا.
ومولدوفا بلد صغير يقوم اقتصاده على الزراعة، ويتحدث سكانه أربع لغات.
تظهر استطلاعات الرأي أن الرئيسة الحالية مايا ساندو، ذات التوجه المؤيد للغرب، تتقدم بفارق مريح على منافسيها العشرة في انتخابات الرئاسة، ومع ذلك سيحتاج السباق لجولة إعادة في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني إذا لم تحصل ساندو على نسبة 50% اللازمة للفوز من الجولة الأولى.
وتشير الاستطلاعات إلى أنه من المرجح أن تواجه ساندو، ألكسندر ستويانوجلو، المدعي العام السابق المدعوم من حزب الاشتراكيين الموالي لروسيا، إذا اقتضى الأمر جولة إعادة.
وتأمل ساندو أن يصوت الناخبون "بنعم" بأغلبية مدوية في الاستفتاء الذي سيحدد ما إذا كان سيتم إدراج مادة في الدستور تحدد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي كهدف.
وقالت ساندو بعد إدلائها بصوتها اليوم: "تصويتنا في الاستفتاء سيحدد مصيرنا لعقود عديدة مقبلة"، داعية جميع مواطني مولدوفا إلى الإدلاء بأصواتهم، وخصوصًا المغتربين.
وتظهر استطلاعات الرأي أن معظم ناخبي مولدوفا يؤيدون الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة، إلا أن خمسة من المرشحين طلبوا من أنصارهم التصويت "بلا" أو مقاطعة التصويت، قائلين إن توقيت الاستفتاء خدعة لتعزيز فرض ساندو.
ويحتاج الاستفتاء إلى مشاركة ثلث الناخبين المسجلين على الأقل حتى يُعتبر قانونيًا، لكن سجلات الناخبين لم يتم تحديثها منذ سنوات على الرغم من هجرة الكثيرين.
وقال مسؤولو الانتخابات إن نسبة الإقبال تجاوزت 16% حتى الساعة 12 ظهرًا بالتوقيت المحلي.
وقاطع ستويانوجلو الاستفتاء أثناء إدلائه بصوته، وقال للصحفيين إن البلاد بحاجة إلى حكومة جديدة وإنه يؤيد سياسة خارجية "متوازنة" من شأنها تطوير العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، وروسيا، والولايات المتحدة، والصين.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في السابعة صباحًا (05:00 بتوقيت غرينتش) وتغلق في التاسعة مساءً (18:00 بتوقيت غرينتش).
ومن المتوقع أن تصدر اللجنة المركزية للانتخابات نتائج أولية مبكرة في مؤتمر صحفي في العاشرة مساءً (19:00 بتوقيت غرينتش).
وتتنقل الدولة التي يقل عدد سكانها عن ثلاثة ملايين نسمة وتقع بين رومانيا وأوكرانيا، بين مسارين: أحدهما مؤيد للغرب والآخر مؤيد لروسيا منذ تفكك الاتحاد السوفياتي في عام 1991.
وتدهورت العلاقات مع موسكو منذ تولي ساندو السلطة في ديسمبر/كانون الأول 2020.
ونددت حكومة مولدوفا بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، واتهمت ساندو روسيا بالتخطيط للإطاحة بها، كما عملت على تنويع مصادر الطاقة بعد أن خفضت روسيا إمدادات الغاز.
وأصدرت وزارة الخارجية بيانًا قالت فيه إن مركزي اقتراع في موسكو، من بين العديد من المراكز التي تم إنشاؤها لمواطني مولدوفا الذين يعيشون في الخارج، كانا مكتظين "بشكل مصطنع" بالناس، وحذرت مما قالت إنها قد تكون محاولات غير قانونية لنقل الناخبين بالحافلات.
وفي الفترة التي سبقت التصويت، بثت الإذاعة الحكومية في كيشيناو إعلانات تحث الناخبين على عدم التصويت مقابل المال، وتطلب منهم إبلاغ السلطات عن أي عروض من هذا القبيل.
مفاوضات الانضمام
وفي يونيو/ حزيران من عام 2022، أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، موافقة زعماء الاتحاد الأوروبي على ترشح أوكرانيا ومولدوفا لعضوية الاتحاد الأوروبي، وفي ذات الشهر من العام الجاري بدأت الأخيرة رسميا مفاوضات الانضمام.
وتنقسم المفاوضات حول انضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي إلى 35 قسمًا أو فصلًا، تغطي جميع مجالات الحياة في البلاد من الرعاية الصحية إلى السياسة الخارجية، ومن التعليم إلى الأسواق المالية.
ويجب أن تفي الدولة بجميع متطلبات الاتحاد الأوروبي لتكييف تشريعاتها بشكل كامل مع التشريعات الأوروبية.
وكان رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي مهدوا الطريق أمام مفاوضات الانضمام لمولدوفا في منتصف ديسمبر/كانون الأول 2023.