المنصف المرزوقي.. أرجوحة في يد قطر والتنظيم الدولي للإخوان
خبراء ومراقبون اعتبروا أن "المرزوقي انتهى إلى مجرد أرجوحة في يد النظام القطري، لا برنامج له سوى زرع الفتن والإرهاب".
لم تكن فترة حكم المنصف المرزوقي هادئة بالنسبة للتونسيين، فقد كانت ومضة زمنية مليئة بالانفجارات الاجتماعية والضربات الإرهابية والفشل السياسي في إدارة الشأن العام، كما عكست شخصيته العدائية لدول الجوار أفكاره المنصهرة في تلك المنظومة الإخوانية الحاملة لبذور التسلط وعدم الكفاءة.
واعتبر العديد من الخبراء والمراقبين أن المنصف المرزوقي انتهى إلى مجرد "أرجوحة" في يد النظام القطري، لا برنامج سياسيا له سوى تمجيد من اقترف ذنوبا في حق الأمة العربية وزرع الفتن والإرهاب.
- المرزوقي وخضر.. الصندوق الأسود لإخوان تونس
- استقالات جماعية.. لعنة قطر وتركيا تعصف بحزب المرزوقي في تونس
أحمد بلهادي، أحد القيادات المستقيلة من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي أسسه المرزوقي، يؤكد أن "المنصف شخصية متذبذبة في اتخاذ القرارات ولا يعي عاقبة خطواته، ومتفرد بالرأي وغير متسامح، وأن تجربته في الحزب تحت قيادته كانت فاشلة بكل المقاييس".
وأشار إلى أن "كل رفقائه في معارضة نظام زين العابدين بن علي انفضوا من حوله مثل محمد عبو وعبد الرؤوف العيادي، وانشق عنه مدير ديوانه الرئاسي عدنان المنصر وصديقه طارق الكحلاوي".
وتابع بلهادي: "المرزوقي لم يستطع بناء حزب ناجح، وانصهاره التام في الدفاع عن الدوحة جعل منه شخصية غير مقبولة في تونس، حيث إن حزبه الجديد حراك الإرادة لم يحقق أي مقعد في الانتخابات البلدية (المحلية) السابقة (6 مايو/ أيار 2018).
فترة حكمه وبذور الإرهاب
عاشت تونس خلال حكم المرزوقي أعنف الضربات الإرهابية مثل ذبح 10 جنود في جبل الشعانبي من محافظة القصرين (وسط) في 27 يوليو/ تموز 2013 ومقتل 14 جنديا في 10 أغسطس/آب 2014، إضافة إلى اغتيال كل من الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين شكري بلعيد (يسار) في 6 فبراير/شباط 2013 والنائب بالبرلمان محمد البراهمي (قومي) في 25 يوليو/تموز 2013.
ويقول الناشط السياسي عز الدين العويل (قومي)، إن فترة المرزوقي كانت بمثابة الحاضنة الطبيعية للإرهاب، فاستقباله لشيوخ الفتنة الذين يؤويهم النظام القطري، مثل وجدي غنيم ويوسف القرضاوي في قصر قرطاج سنة 2012، إضافة إلى استقباله لقيادات تنظيم ما يسمى بـ"أنصار الشريعة" الإرهابي والمحظور دوليا وسماحه للإرهابيين بالهجوم على السفارة الأمريكية في 14 سبتمبر/ أيلول 2012 شكلت مؤشرات عميقة لوجود تقاطعات بينه وبين الإرهاب.
وأضاف: "لقد أضر المرزوقي بأمن تونس عندما سمح للجماعات المتطرفة بتنظيم اجتماعاتها"، مؤكدا أنه "كان يريد أن يستعملهم ككتلة انتخابية إلا أنهم أطلقوا الرصاص على قوات الأمن والجيش".
شخصية عدائية
أدخل المرزوقي الدبلوماسية التونسية في مسار من الاضطرابات، حيث لم يتردد بمبادرة السب والشتم لأصدقاء تونس وجيرانها، في كسر التقاليد وأعراف العمل الدبلوماسي الذي يقوم على هدف واحد وهو تمتين العلاقات وتوطيد أواصر الأخوة خاصة بين الأشقاء العرب.
ويرى عبدالحميد الجيس أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق بتونس، أن منظومة العلاقات الخارجية الهادئة التي أسسها الرئيس السابق الحبيب بورقيبة (1956-1987) انتهت في فترة حكم المرزوقي، مؤكدا أنه في تلك الفترة كادت أن تخسر تونس علاقاتها الجيدة مع الجزائر التي تمثل العمق الاستراتيجي لتونس.
وبين أن شخصيته العدائية جعلت منه "عنيفا" في خطاباته السياسية، لا يؤمن بأن الخصومات السياسية يمكن حلها بالحوار، مشيرا في هذا الصدد إلى أن "تونس فقدت الكثير من رصيدها الدبلوماسي مع المرزوقي قبل أن يأتي الرئيس الحالي الباجي قايد السبسي لينقذ الموقف نسبيا".
وأشار إلى أن "المرزوقي غرق في صراعات إقليمية أصبح معها أسيرا للإخوان، يأتمر بأمرهم ويسبح بأفكارهم الإرهابية".
وكشفت الاستقالات الجماعية من حزب "حراك تونس الإرادة" الذي يقوده وشملت 83 قياديا، ولاءه الأعمى لقطر وتركيا الداعمتين للإرهاب، على حساب المصلحة الحزبية والوطنية.
وأكدت القيادات المستقيلة أن السبب هو دعم المرزوقي للدوحة وأنقرة، في وقت يرفض فيه شق كبير من قيادات الحزب دورهما في دعم الإرهاب، وأن المرزوقي يطمح للوصول إلى الرئاسة، ويعتقد أن الكتل البرلمانية الكبيرة باستطاعتها أن توصله للمنصب.
aXA6IDE4LjExOS4xNjcuMTg5IA==
جزيرة ام اند امز