استقالات جماعية.. لعنة قطر وتركيا تعصف بحزب المرزوقي في تونس
83 قياديا أعلنوا استقالتهم، بينهم: الأمين العام السابق للحزب ومدير الديوان الرئاسي السابق.
قد تبدو الاستقالات الجماعية من حزب "حراك تونس الإرادة" الذي يقوده الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، مفاجأة لغير العارفين بكواليس الأمور، غير أنها بدت متوقعة إلى حد كبير بالنسبة للمطلعين على خط الحزب ورئيسه.
ولاء أعمى لقطر وتركيا الداعمتين للإرهاب، على حساب المصلحة الحزبية والوطنية، كتب نهاية الحزب وتفككه عمليا، بانسحاب العشرات من قياداته بهيئته السياسية ولجنته المركزية ومجالسه المحلية.
83 قياديا أعلنوا، في بيان صدر أمس الأربعاء، استقالتهم، بينهم: عدنان منصر، الأمين العام السابق للحزب ومدير الديوان الرئاسي السابق، وطارق الكحلاوي، المدير السابق للمعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية.
نرفض دور قطر وتركيا في دعم الإرهاب
ولئن بدت أسباب الاستقالة الجماعية بالبيان ضبابية نوعا ما، خصوصا تلك المتعلقة منها بـ"اصطفافات إقليمية قائمة على الانحياز لأنظمة وزعامات بعينها"، إلا أن الكحلاوي حسم الأمر بإشارته إلى أن الاستقالات جاءت بسبب دعم المرزوقي للدوحة وأنقرة، في وقت يرفض فيه شق كبير من قيادات الحزب دورهما في دعم الإرهاب.
وفي تصريحات إعلامية، قال الكحلاوي إن "التموقع السياسي الداخلي للحزب أدى لاصطفافات إقليمية قائمة على الانحياز لأنظمة وزعامات بعينها".
وأضاف القيادي أن تلك الاصطفافات حدثت بشكل آلي وليس على أساس المصالح التونسية العليا والسيادة الوطنية"، موضحا أن "رئيس الحزب المنصف المرزوقي يصطف وراء جبهة إقليمية بعينها تضم كل من دولتي تركيا وقطر، وهو ما يهدد مصالح تونس العليا".
وتابع أن "جبهة كبيرة داخل الحزب كانت رافضة لسياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ودعمها للجماعات المسلحة في سوريا، فيما يقف المرزوقي إلى جانب المواقف التركية القطرية".
وأوضح "أنا لا أستطيع أن أوافق على التوجه العام لتركيا، وليس كل ما تقوم به تركيا صحيحا وفي جزء منه يتقاطع مع مصلحة تونس".
واستنكر الكحلاوي الدعم الفوري الذي يبديه المرزوقي لـ"أي شيء يقوله أو يفعله أردوغان"، لافتا إلى أن الأخير إنما يدافع عن مصلحة الأمة التركية وليست التونسية.
وبخصوص الطرح المشكك في النوايا من وراء توقيت الاستقالة، بما أن مسألة دعم المرزوقي لقطر وتركيا أمر غير مستجدٍّ، رد الكحلاوي بالقول إن الموضوع طرح للنقاش في الإطار الداخلي للحزب، ومارسوا ضغوطات على أمل تغير الأشياء قبل أن يكتشفوا أنه لا فائدة ترجى من وراء كل ذلك.
من أجل عيون الإخوان
السبب الذي طرحه الكحلاوي لاقى تأييدا من قبل الأمين العام المستقيل من الحزب، عدنان منصر، والذي قال إن المرزوقي يغازل قطر وتركيا من أجل عيون حركة النهضة، ذراع جماعة الإخوان بتونس.
وأوضح منصر، في تصريحات لإذاعة محلية، أن المرزوقي يطمح للوصول إلى الرئاسة، ويعتقد أن الكتل البرلمانية الكبيرة باستطاعتها أن توصله للمنصب.
وقال "لم يتوقف المرزوقي عن مغازلة هذه الكتل، ووصل الأمر حد منع الحزب من التعبير عن رأيه في بعض المسائل من أجل تجنب القطيعة معها"، واصفا الأمر بأنه "غير نزيه".
وبالنسبة له، فإن "الحزب سقط في مزايدات على المستوى الإقليمي على غرار علاقته بتركيا، حيث عادة ما يفرط المرزوقي في مواقفه الداعمة لهذا البلد، مع أن لا داعي لها، وتأتي في ظرف يكون فيه الاهتمام بالشأن الوطني له الأولوية".
aXA6IDE4LjE5MS4yMDIuNDgg جزيرة ام اند امز