مراقبة الأحلام.. أحدث "صيحات" أمازون لاقتحام خصوصية البشر
تتبع مسار النوم عبر جهاز "Halo Rise" ابتكار "أمازون" العصري، لتحسين نوم الإنسان. لكنه في الحقيقة يصل إلى حد اقتحام الخصوصية، فكيف ذلك؟
ربما يتمكن جهاز ابتكرته شركة التكنولوجيا الأمريكية من معرفة ما إذا كنت نائمًا أم لا أو حتى ما إذا كنت تحلم. هذا ما يستطيع جهاز Halo Rise عمله، وتخطط أمازون لطرحه في الأسواق خلال الفترة المتبقية من 2022؛ حيث يمكنه تتبع أنماط النوم بدون حتى ارتداء سوار حول المعصم.
حركة "نوم الإنسان".. مراقبة بمستشعرات الذكاء الاصطناعي
وقالت أمازون إن الجهاز الذي يطلق عليه "Halo Rise" سيعتمد على مستشعرات غير متصلة والذكاء الصناعي لقياس حركة الإنسان ونمط تنفسه، مما سيسمح له بتتبع مراحل النوم أثناء الليل. ولا يتضمن الجهاز كاميرا أو ميكروفونا وسيصل سعره إلى نحو 140 دولارا. والجهاز قادر على العمل حتى إذا تقلبت يمينا أو يسارا أو أدرت للجهاز ظهرك أو حتى غطيت نفسك بالبطانية.
والجهاز هو الأحدث في سلسلة أجهزة (Halo) التي تنتجها أمازون والتي تشمل أجهزة مراقبة للنشاط البدني وأنماط النوم، والجهاز مزود كما أغلب أجهزة أمازون بتقنية تسمح باتصاله بالمساعد الافتراضي التابع للشركة "أليكسا"، مما يتيح للمستخدمين الاستيقاظ على نغمات أغانيهم المفضلة أو ضوء يحاكي الألوان والسطوع التدريجي لشروق الشمس.
وبحسب "بلومبرج"؛ يسلط الجهاز الجديد الضوء على تحرك الشركة المتنامي صوب دمج تقنياتها في حياة المستهلكين وتوسيع نطاق وصولها إلى قطاع الصحة. ويتنامى طموح الشركة في القطاع بمرور السنوات وتجسد في الآونة الأخيرة في استحواذ بقيمة 3.9 مليار دولار على شركة الرعاية الصحية الممتازة "وان ميديكال". والصفقة تخضع للفحص من جانب لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية.
قالت أمازون التي تواجه تدقيقا شديدا بشأن معالجتها بيانات المستهلكين كالمعتاد إن المعلومات الموجودة في الجهاز ستظل آمنة وإنه سيتم تشفير البيانات الصحية المسجلة.
اقتحام الخصوصية
لكن هذا لا يكفي لتهدئة المخاوف، فتطور تكنولوجيات أمازون بات مخيفا جراء التطور الذي لحق بإنترنت الأشياء في السنوات الماضية والسماح بدمج واتصال الأجهزة الذكية بعضها ببعض.
أمازون ربما ابتكرت أكثر من أقرانها، مجموعة واسعة النطاق من المنتجات والخدمات التي يمكن القول بوضوح إنها تتتبع وتراقب المزيد من حياتنا اليومية داخل منازلنا وخارجها.
في الفترة الماضية، أصدرت أمازون إعلانين من شأنهما توسعة انتشارها في حياتنا. إذ وافقت على الاستحواذ على "iRobot" الشركة التي تقف وراء ابتكار روبوتات التنظيف الآلية (المكانس) المعروفة باسم "رومبا" والتي يصنع بعضها خرائط لمنازلنا من الداخل. كما أعلنت خططا للتوسع في سوق الرعاية الصحية.
بهذه الطريقة، فإن أمازون توفر مستوى لم يسبق له مثيل من الراحة للمستخدمين لكن في ذات الوقت مع الكثير مما تعرفه عن حياتنا مما يثير القلق.
ولدى أمازون تاريخ حافل من جمع بيانات المستخدمين دون علمهم. وتجمع أمازون البيانات عن المستهلكين من خلال مساعدها الصوتي "أليكسا" ومنصتها للتجارة الإلكترونية، وأجهزة قراءة الكتب الإلكترونية "كيندل"، والكتب الصوتية المسموعة، ومنصات الفيديو والموسيقى التابعة لها، وكاميرات الأمن المنزلي، وأجهزة مراقبة أنشطة اللياقة البدنية.
تقوم الأجهزة التي تدعم "أليكسا" بالتسجيل داخل المنازل، كما أن كاميرات "رينج" الأمنية التابعة لأمازون تقوم بالتقاط صور ومقاطع مصورة لكل زائر.
وكشفت تقارير أن أمازون جمعت أكثر من 90 ألف تسجيل من أليكسا لأفراد أسر بين ديسمبر 2017 ويونيو 2021، بمتوسط 70 تسجيلا يوميا. تتضمن تفاصيل مثل أسماء الأطفال الصغار وأغانيهم المفضلة.
إن طرح أمازون المستمر للمنتجات التي يمكنها مراقبة العملاء بدرجات متفاوتة يأتي في وقت يشعر فيه الأمريكيون بالخوف من جمع البيانات التي باتت تتراوح من ذاكرة بحثهم عبر الإنترنت، إلى بيانات مواقعهم ورسائلهم وغيرها من المعلومات الرقمية، ويزداد ذلك الخوف إذا ما كانت هذه المعلومات من الممكن أن تقع في يد الوكالات الحكومية أو حتى في يد قراصنة الإنترنت.