جدري القرود.. خبراء يضعون 3 سيناريوهات لسبب الانتشار الحالي
52 عاما مرت على اكتشاف فيروس جدري القرود، وخلال تلك الفترة انحصر الفيروس في دول غرب ووسط إفريقيا.
وكان ظهور فيروس جدري القرود خارج هاتين المنطقتين مرتبطا بأسباب منطقية، مثل تسجيل حالات بين مواطنين في أوروبا وأمريكا سافروا للمناطق الموبوءه، أو تعاملوا مع حيوانات تم استيرادها من تلك المناطق، باعتبار أن هذا الفيروس في الأساس هو فيروس حيواني.
والسؤال الذي يشغل اهتمام العالم الآن هو: ما السبب في انتشار الفيروس، لا سيما أن المصابين لم يسافروا إلى أي من الدول الموبوءة؟
الدكتور ديفيد هيمان، الذي كان يرأس سابقا قسم الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، قال لوكالة أسوشيتيد برس أمس الثلاثاء، إنه يميل إلى نظرية انتشار المرض عن طريق الانتقال الجنسي في حفلات أقيمت في إسبانيا وبلجيكا.
وأضاف: "نعلم أن جدري القرود يمكن أن ينتشر عندما يكون هناك اتصال وثيق مع جروح شخص مصاب، ويبدو أن الاتصال الجنسي أدى الآن إلى تضخيم هذا الانتقال".
وفي حال كان هذا السيناريو صحيحا، فإنه يمثل خروجا كبيرا عن النمط المعتاد لانتشار المرض في وسط وغرب إفريقيا، حيث يصاب الناس بشكل أساسي من قبل حيوانات مثل القوارض البرية والرئيسيات، ولم ينتشر تفشي للمرض عبر الحدود.
وبينما يميل الكثير من الخبراء لهذا السيناريو، يبقى السؤال عن مصدر الإصابة في الحالة الأولى التي تسببت في انتشار الإصابة، وهنا تبرز نظرية انتقال المرض عن طريق حيوانات مصابة.
ويقول خالد محمدي أستاذ الأمراض المشتركة بجامعة أسيوط "جنوبي مصر" لـ "العين الإخبارية": "في ظل التجارة الحرة وتجارة الحيوانات بين الدول لماذا نستبعد أن تكون الإصابات مصدرها حيوانات مصابة، لا سيما ان هذا السيناريو تكرر عام 2003؟".
وتم الإبلاغ في عام 2003 عن وقوع حالات جدري القرود في المنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة الأمريكية، وتبيّن أن معظم المرضى المصابين به خالطوا كلاب البراري الأليفة التي تم استيراها من أفريقيا.
ورغم اقتناع محمدي بأن هذا السيناريو لا يقل أهمية عن الحديث عن الاتصال الجنسي في تفسير أسباب التفشي الحالي، إلا أنه يؤكد أيضا أهمية أن نضع سيناريو التسريب المعملي في الحسبان.
ويقول: "فيروس جدري القرود يوجد في التجارب البحثية على حيوانات التجارب بالمعامل، وليس هناك ما يمنع انتقال الفيروس من أحد الحيوانات إلى أحد الباحثين، الذي قام بدوره بنقل الفيروس لآخرين".
ويضيف: " ولكني وضعت هذا السيناريو في الختام، لأنه يظل احتمالا ولكنه ضعيفا بسبب ضعف انتشار الفيروس، وهو ما لا يتفق مع تسجيل ظهوره في 16 دولة حتى الآن".
وحتى 23 مايو / أيار الجاري تم تسجيل 131 حالة إصابة مؤكدة من 19دولة، ولا يزال الوضع يتطور بشكل سريع، كما تؤكد منظمة الصحة العالمية.