جدري القرود يعود للواجهة في بريطانيا.. تصريحات من قلب الحدث لـ«العين الإخبارية»

أكدت طبيبة بالمستشفى الملكي البريطاني، أن الوضع الحالي لانتشار جدري القرود في بريطانيا مطمئن، ولم تسجل حالات جديدة للمرض هذا العام.

وقالت الدكتورة ريهام عاطف، الأخصائية البارزة في المستشفى، في تصريح خاص لـ«العين الإخبارية»، أن المملكة المتحدة شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الإصابات بجدري القرود خلال صيف 2023، إذ تجاوز العدد الإجمالي 3500 حالة. 

وأضافت الدكتورة عاطف، أنه بفضل التدابير الوقائية المستمرة، بدأت الإصابات في الانخفاض تدريجياً حتى تراجعت إلى أقل من 100 حالة مع نهاية الصيف.

وكانت المملكة المتحدة قد شهدت حالة من الذعر في مايو 2023 بعد تسجيل حالات إصابة بجدري القرود، وهو مرض كان يُعد سابقاً محصوراً في مناطق معينة من أفريقيا. ولكن الإجراءات السريعة، بما في ذلك حملات التطعيم المكثفة وزيادة الوعي، ساهمت في خفض أعداد الحالات بشكل كبير.

وأوضحت الدكتورة عاطف، عضو الكلية الملكية البريطانية، أن الانخفاض الملحوظ في عدد الإصابات لا يمكن تفسيره بالتطعيم وحده، مشيرةً إلى أن هناك احتمالاً بأن التغيير في سلوك المجتمع، لا سيما بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، كان له دور كبير في هذا التراجع.

وتابعت قائلة: "قد يكون هناك تحول في سلوك الأفراد المتأثرين، حيث بدأوا بعزل أنفسهم عند ظهور الأعراض وفحص شركائهم بحثاً عن أي علامات مشتبه بها، مما ساهم في تقليل الانتشار."

وعلى الرغم من هذه التطورات الإيجابية، حذرت الدكتورة عاطف من أن المرض لم يُقضَ عليه تماماً، وأنه من الضروري الحفاظ على مستوى عالٍ من اليقظة لمنع عودة تفشيه.

وأردفت أن "الحفاظ على معدلات إصابة منخفضة يتطلب الاستمرار في تطعيم الفئات المعرضة للخطر ومراقبة الوضع الصحي بشكل مستمر".

وأشارت عاطف إلى أن العيادات المتخصصة في الصحة الجنسية قد تعرضت لضغوط شديدة خلال العام الماضي نتيجة الطلب الكبير على اللقاحات، حيث كانت الإمدادات غير مستقرة.

وأكدت على أهمية توعية المجتمع بالإجراءات الوقائية الضرورية، ونصحت من يشعرون بأعراض مشابهة لجدري القرود بالبقاء في المنزل والتواصل مع عيادات الصحة الجنسية المحلية لتلقي الإرشادات المناسبة، وتجنب استخدام الأدوات الشخصية مثل المناشف والفراش حتى يتم توجيههم بما يجب القيام به.

وفي ختام حديثها، شددت الدكتورة على الدور الحاسم للتطعيم في حماية الأفراد والمجتمع من انتشار المرض، مشيرةً إلى أن "الرسالة الأساسية التي يجب الالتزام بها هي الاستمرار في اتباع التدابير الوقائية والتطعيم لضمان السيطرة على المرض وصون الصحة العامة".