رئيس هيئة الأنفاق لـ«العين الإخبارية»: تشغيل المونوريل في مصر نهاية ديسمبر
إطلاق «كارت النقل الموحد» رسميا في مطلع 2026

تعتزم الحكومة المصرية بدء التشغيل التجاري لخدمات النقل عبر «المونوريل» في مصر بنهاية ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وذلك لأول مرة للجمهور، وفقا لما أكده الدكتور طارق جويلي، رئيس الهيئة القومية للأنفاق في حوار مع «العين الإخبارية».
وتأتي الخطوة بينما تسرع مصر جهود تنفيذ شبكة متكاملة من خطوط المترو، والقطار الكهربائي السريع، والمونوريل، والقطار الكهربائي الخفيف. وهذه المشروعات لا تمثل فقط نقلة نوعية في حياة المواطنين، بل تؤكد مكانة مصر كدولة تسابق الزمن لتحقيق التنمية المستدامة، وتحويل القاهرة الكبرى والعاصمة الإدارية إلى نموذج حضري ذكي يعتمد على النقل الأخضر.
وفي هذا الإطار، أجرت «العين الإخبارية» حوارًا موسعًا مع الدكتور طارق جويلي، كشف خلاله عن خريطة التنفيذ والتشغيل لمشروعات الهيئة، وتفاصيل الاستعدادات للعام الدراسي الجديد، إضافة إلى خطط التطوير والصيانة وتحديث منظومة النقل في مصر.
مشروعات قومية بأبعاد دولية
أكد الدكتور طارق جويلي أن مشروعات الهيئة القومية للأنفاق لم تعد محلية الطابع، بل أصبحت ذات بعد دولي واستراتيجي، إذ تتقاطع مصالحها مع حركة التجارة العالمية ونقل البضائع عبر الموانئ المصرية.
وقال إن مشروع القطار الكهربائي السريع يعد أحد أهم المشروعات التي تنفذها الدولة، ليس فقط لخدمة الركاب، وإنما كمنظومة متكاملة لنقل الركاب والبضائع تربط بين الموانئ البحرية والجافة ومناطق الإنتاج.
وأوضح أن القطار الكهربائي السريع الذي تصل سرعته إلى 230 كيلومترًا في الساعة، سيخفض زمن الرحلات بين المحافظات بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بالقطارات التقليدية، مشيرًا إلى أن الشبكة تمتد من العين السخنة حتى مرسى مطروح بطول يتجاوز ألف كيلومتر، مرورًا بالعاصمة الإدارية، و6 أكتوبر، والإسكندرية، وصولًا إلى الساحل الشمالي الغربي.
وأشار إلى أن نسبة التنفيذ في هذا المشروع وصلت إلى نحو 70%، وأن من المستهدف تشغيل المرحلة الأولى من السخنة إلى 6 أكتوبر في الربع الأول من عام 2027، بينما يجري العمل على تجهيز الورشة الرئيسية في 6 أكتوبر لتكون مركز التشغيل والصيانة.
وأضاف أن القطارات المستخدمة في هذا المشروع من إنتاج شركة سيمنز العالمية، وهي نفس الشركة المشغلة للقطار السريع في ألمانيا، مؤكدًا أن ما يقارب 90% من العمالة والمهندسين والفنيين العاملين في المنظومة مصريون، وهو ما يعكس حجم الخبرة المتراكمة لدى الكوادر الوطنية.
تعاون مصري - ياباني لدعم النقل الأخضر
وفيما يتعلق بالخط الرابع لمترو الأنفاق، أوضح رئيس الهيئة القومية للأنفاق أن المشروع يحظى بدعم دولي كبير، خاصة من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا"، التي ساهمت في تمويل الشريحة الرابعة من المرحلة الأولى.
وأشار إلى أن الخط الرابع يمثل أحد أهم المشروعات القومية التي تنفذها الدولة بالتعاون مع اليابان، ويربط بين مدينتي السادس من أكتوبر والقاهرة الجديدة، مرورًا بالمناطق الأثرية في الهرم والجيزة والعمرانية ومدينة نصر، حتى محطة مطار العاصمة، مشيرًا إلى أن المشروع لا يخدم فقط النقل اليومي للمواطنين، بل يساهم في تنشيط الحركة السياحية والتجارية.
وأضاف أن توقيع الاتفاقيات الأخيرة بين الحكومة المصرية والجانب الياباني يعكس ثقة المجتمع الدولي في الاقتصاد المصري، مؤكدًا أن الخط الرابع سيساهم في تخفيف الضغط المروري داخل القاهرة الكبرى، وسينقل نحو 1.5 مليون راكب يوميًا بعد اكتماله.
محطة جديدة في التعاون الأوروبي
وفي سياق متصل، تحدث الدكتور جويلي عن التعاون المصري الإسباني في مجال تحديث وصيانة قطارات مترو الأنفاق، موضحًا أن الهيئة القومية للأنفاق وقعت ثلاثة عقود مع شركة "كاف" الإسبانية لتحديث وصيانة قطارات الخطين الأول والثاني.
وقال إن الاتفاق يشمل صيانة 23 قطارًا بالخط الأول و39 بالخط الثاني، إضافة إلى تنفيذ برنامج صيانة شامل لمدة 10 سنوات، بمشاركة عمالة مصرية بنسبة تتجاوز 95% داخل ورش طرة وشبرا.
وأكد أن هذا التعاون يسهم في رفع كفاءة القطارات العاملة منذ التسعينيات، وإطالة عمرها التشغيلي بما لا يقل عن 20 عامًا، إلى جانب توطين صناعة المكونات وقطع الغيار داخل مصر.
مشروعات العاصمة الكبرى والمناطق الحضرية
انتقل رئيس الهيئة للحديث عن مشروعات النقل داخل القاهرة الكبرى، مؤكدًا أن الهيئة أنهت كافة التجهيزات لاستقبال العام الدراسي الجديد على مستوى خطوط المترو والقطار الكهربائي الخفيف.
وقال إن الهيئة وضعت خطة تشغيل متكاملة تشمل زيادة عدد الرحلات ومنافذ بيع التذاكر، وتأمين المحطات ذات الكثافات العالية، وتقليل زمن التقاطر بين القطارات.
وأضاف أن الهيئة توفر اشتراكات مخفضة للطلاب بنسبة تصل إلى 90%، حيث يبلغ سعر الاشتراك للمنطقة الواحدة 150 جنيهًا فقط، موضحًا أن هناك 13 مكتبًا في الخط الأول و14 مكتبًا في الخط الثالث مخصصة لاستخراج الاشتراكات، إلى جانب مكاتب داخل جامعات القاهرة وحلوان لتسهيل الإجراءات.
وأشار إلى أن الخط الثالث لمترو الأنفاق يتميز بانضباط تام، ولا يوجد به باعة جائلون، موضحًا أن من ينجح في التسلل من هؤلاء يدخلون على أنهم ركاب عاديون، مطالبًا المواطنين بالإبلاغ عن أي بائع متجول داخل القطارات حفاظًا على الانضباط العام.
متى ينطلق المونوريل في مصر؟
وعن مشروع المونوريل، أوضح جويلي أن الهيئة تقوم حاليًا بإجراء الاختبارات التشغيلية النهائية، تمهيدًا لبدء التشغيل التجريبي للركاب خلال الأسابيع المقبلة، على أن يبدأ التشغيل الكامل في 30 ديسمبر المقبل.
أما عن مشروع مترو الإسكندرية، فأكد أنه يتضمن 20 محطة على امتداد 21 كيلومترًا، ومن المقرر الانتهاء منه بالكامل خلال 20 شهرًا، مشيرًا إلى أنه يمثل نقلة نوعية في خدمات النقل داخل المدينة الساحلية.
وتابع قائلاً إن مشروع القطار الكهربائي الخفيف يُنفذ على خمس مراحل، تم الانتهاء من مرحلتين حتى الآن، وتربط المرحلة الثالثة منه بالقطار السريع، ما يخلق تكاملًا بين شبكات النقل المختلفة.
وقال رئيس هيئة الأنفاق إن رفع أسعار التذاكر مؤخرًا كان ضرورة لتغطية العجز والخسائر، مؤكدًا في الوقت نفسه أن أي وسيلة نقل جماعي في العالم لا تحقق أرباحًا مباشرة، وإنما تقدم خدمة عامة مدعومة لضمان العدالة الاجتماعية.
وأضاف أن الهيئة تعمل على تعظيم مواردها واستغلال أصولها غير المستغلة، مشيرًا إلى أن الهيئة طرحت مزايدة لبيع 105 عربات قديمة من الخط الأول كخردة ضمن خطتها لتنمية الإيرادات، متوقعًا أن تحقق نحو مليار جنيه من العائدات.
كارت موحد للنقل في مصر قريبا
واختتم الدكتور طارق جويلي حديثه بالإشارة إلى نظام الكارت الموحد الذي يتم العمل عليه حاليًا بالتعاون مع مكتب استشاري متخصص ووزارة النقل، مؤكدًا أنه سيتم تطبيق النظام رسميًا مع بداية العام الجديد 2026.
وأوضح أن هذا الكارت سيسمح للركاب بالتنقل بين جميع وسائل النقل في القاهرة الكبرى — المترو، المونوريل، القطار الكهربائي، والأتوبيسات — باستخدام وسيلة دفع واحدة، ما يمثل نقلة نوعية في خدمات النقل الذكي والتحول الرقمي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNSA=
جزيرة ام اند امز