رئيس الوزراء المصري من حديقة الفسطاط.. رسالة حاسمة بشأن زيادة أسعار البنزين

تشهد أسعار الوقود في مصر اهتماما واسعا من المواطنين، مع ترقب أي قرارات جديدة تتعلق بتحريك الأسعار في ضوء التطورات الاقتصادية العالمية وتغيرات أسعار النفط.
وتأتي هذه التوقعات بالتزامن مع استعداد لجنة التسعير التلقائي للوقود لعقد اجتماعها الدوري، مما دفع رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إلى توضيح الموقف الرسمي بشأن الزيادات المحتملة.
ما حقيقة زيادة أسعار البنزين في مصر؟
صرح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، حول الاستعدادات الخاصة بالزيادة المرتقبة في أسعار البنزين، قائلا: “أي زيادات في الأسعار يتم وضع الخطط والضوابط الخاصة بها مسبقًا، وهذا لم يتم اتخاذ أي إجراء بشأنه حتى الآن".
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي، الذي عقده رئيس الوزراء من موقع حديقة تلال الفسطاط، وفقا لبيان صحفي من الحكومة المصرية.
وقال رئيس الوزراء: “حرصت أن نكون معا اليوم في حديقة تلال الفسطاط التي أصبحت في مراحلها النهائية، وهي بحق أكبر حديقة عامة في الشرق الأوسط، وستكون الحديقة المركزية للقاهرة على مساحة تتجاوز 500 فدان".
وأضاف مدبولي أن المشروع بدأ منذ فترة، إلا أن ضخامة تفاصيله وتعقيداته كانت هائلة، موضحًا أن المنطقة كانت منذ نحو ثلاث سنوات تضم مناطق غير آمنة تفتقر إلى مقومات الحياة الكريمة، وكان يقطنها آلاف الأسر التي تم نقلها إلى مساكن حضارية بديلة. كما كانت المنطقة موقعًا لتجميع مخلفات القاهرة، ووصلت حالة بحيرتي عين الصيرة والفسطاط إلى مستوى متدهور للغاية.
وأكد رئيس الوزراء أن التوجيهات السياسية من الرئيس عبدالفتاح السيسي كانت واضحة لإحياء القاهرة القديمة، قائلا: “عندما أعلنا بناء العاصمة الإدارية الجديدة لم يكن الهدف ترك القاهرة القديمة، بل إعادة إحيائها، واليوم نشهد ثمرة هذا التوجه من خلال إنشاء أكبر حديقة مركزية في الشرق الأوسط، تجمع بين الأصالة والحضارة".
وأوضح أن الدولة أنفقت أكثر من 10 مليارات جنيه على تطوير هذه المنطقة، شملت أعمال البنية الأساسية وتوفير السكن البديل وإنشاء منشآت خدمية وترفيهية.
وأشار مدبولي إلى أنه من المقرر الانتهاء من الأعمال بالكامل خلال الأسابيع القليلة المقبلة، تزامنا مع افتتاح المتحف المصري الكبير، مشيدا بالجهود الكبيرة المبذولة لإحياء القاهرة وتطوير مناطقها التاريخية.
كما لفت إلى مشروعات أخرى جارية مثل إعادة إحياء القاهرة الخديوية والمناطق الإسلامية والتاريخية، ومن بينها محيط قلعة صلاح الدين ومسجد السلطان حسن ومنطقة السيدة نفيسة ومسجد الإمام الشافعي، مؤكدا أن هذه الجهود تهدف إلى استعادة مكانة القاهرة كعاصمة للتراث والثقافة.
وأوضح أن مشروع حديقة تلال الفسطاط جزء من المخطط العام لإحياء القاهرة الكبرى، ويتزامن اكتماله مع مشروعات تطوير منطقة الأهرامات ورفع كفاءة المناطق التاريخية، ما يؤكد حرص الدولة على الموازنة بين بناء مدن جديدة وإحياء التراث القديم.
تطرق رئيس الوزراء إلى الملف الاقتصادي، مؤكدا تحسن مؤشرات أداء الاقتصاد المصري خلال الأشهر الأخيرة، حيث تجاوز الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية 49.5 مليار دولار، وهو ما انعكس على استقرار سعر صرف الجنيه أمام الدولار.
وأشار إلى أن التقارير الدولية وتصريحات قادة المؤسسات الاقتصادية العالمية تؤكد أن الاقتصاد المصري يسير في المسار الصحيح، وأن الإصلاحات الحكومية بدأت تؤتي ثمارها.
وأوضح مدبولي أنه زار مؤخرا مجمع مصانع النصر للكيماويات الدوائية التابع للشركة القابضة للأدوية، ضمن جهود تعظيم أصول الدولة وإعادة تأهيل المصانع القائمة، كما سبقتها زيارة لمصانع الغزل والنسيج في شبين الكوم، في إطار خطة الحكومة لإحياء الصناعات الوطنية الاستراتيجية ودفع عجلة الإنتاج.
وفي ختام حديثه، أكد رئيس الوزراء أن جميع هذه الإجراءات تؤكد اتجاه الدولة نحو تعزيز التعافي الاقتصادي، مشيرا إلى الاجتماعات المنتظمة مع المجموعة الاقتصادية والمجموعة الاستشارية المعنية بالاقتصاد الكلي لمتابعة تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية وخفض معدلات الدين الخارجي إلى المستويات الآمنة بحلول عام 2030.
وأضاف أن محافظ البنك المركزي عرض مؤخرًا مؤشرات تؤكد استمرار انخفاض معدلات التضخم واستقرار الأوضاع المالية، بما يدعم تحقيق أهداف النمو المستدام خلال المرحلة المقبلة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNSA= جزيرة ام اند امز