رغم تغييرات المناخ.. "تعامد الشمس" ظاهرة فلكية مستمرة في مصر
ظاهرة فلكية تاريخية تتكرر أكثر من مرة بالمعابد والآثار المصرية الفرعونية، وترصد بوابة "العين" أماكن وأوقات حدوث ظاهرة تعامد الشمس.
لم يكن "تحنيط المومياء" هو السر الوحيد الذي يشير إلى عظمة وعبقرية المصريين القدماء، بل هناك أسرار في عدة مجالات وعلى رأسها "علم الفلك"، ليستمر بحث العلماء بشأن ظاهرة تعامد الشمس والحسابات الفلكية والعلمية التي اعتمد عليها الفراعنة في ضبط حدوث الظاهرة.
ظاهرة تعامد الشمس التي تتكرر أكثر من مرة بالمعابد والآثار المصرية الفرعونية، شهدتها البلاد في منطقتين مختلفتين الأربعاء الماضي، حيث تعامدت الشمس على قدس الأقداس الإله آمون رع بـ معبد الكرنك، الواقع في مدينة الأقصر جنوب مصر، إضافة لتعامد الشمس على قدس الأقداس بقصر قارون بمدينة الفيوم.
بوابة "العين" الإخبارية ترصد أماكن وأوقات تكرار الظاهرة الفلكية بمصر.
معبد الكرنك
داخل أكبر وأشهر المعابد الفرعونية الواقعة بمدنية الأقصر، المدينة التي تحتوي على أكثر من ثلث آثار العالم، في صباح يوم 21 ديسمبر/كانون الأول تتعامد أشعة الشمس في كل عام على مقصورة قدس الأقدس الإله آمون رع، بمعبد الكرنك الموجود بالبري الشرقي للمدينة.
وتسمى هذه الظاهرة عند حدوثها بمعبد الكرنك، بـ"الانقلاب الشتوي" التي تحدث بالتزامن مع ذكرى ميلاد أهم الآلهة المصرية القديمة، الإله "رع" إله الشمس، ولم تكن حسابات المصري القديم في عملية بناء وتشيد الكرنك وتحديداً قدس الأقدس بالصدفة، بل اهتم المصري القديم بوضع معايير معينة وحسابات فلكية محددة، لتعلن هذه الظاهرة من كل عام انطلاق فصل الشتاء.
ومجد المصري القديم الإله رع، ببناء معبد الكرنك على محور شمسي، تخليداً لدوره في التاريخ، واحتفالًا بيوم ميلاده مع يوم انطلاق فصل الشتاء من كل عام.
وفي المعبد نفسه، وفي تمام الساعة "06:42" وقت غروب الشمس بالتوقيت المحلي، يشهد العالم ظاهرة الانقلاب الصيفي، على وجه الإله آمون في يوم 21 يونيو/حزيران، لترصد غروب الشمس من البوابات الشرقية لمعبد الكرنك.
معبد حتشبسوت
في يوم الانقلاب الشتوي نفسه، يرصد الآلاف من السياح والمصريين ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد الدير البحري، أهم المعابد للملكة حتشبسوت، الواقع بالبر الغربي بالأقصر، ليتم رصد ظاهرة التعامد بزاوية مختلفة عن تعامدها عن قدس الأقداس بالكرنك.
ولم يكن يوم 21 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، هو اليوم الوحيد الذي تزور فيها الشمس المعبد التاريخي الشاهد على تاريخ حتشبسوت الملكة الفرعونية الأقوى في تاريخ مصر القديمة، ولكن في بداية الشهر نفسه وتحديداً يوم 8 ديسمبر، تتعامد أشعة الشمس على مقصورة قدس الأقدس لآمون رع داخل الدير البحري، ووفقاً لمشاهدات سنوية للظاهرة، يستمر التعامد لمدة 10 دقائق متواصلة.
معبد أبو سمبل
في يومي 22 أكتوبر/تشرين الأول، و22 فبراير/شباط من كل عام، تتعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني، أعظم ملوك مصر القديمة، بمعبده الكبير أبوسمبل، الواقع في مدينة أسوان جنوب مصر.
وكل عام يحرص السياح على الحضور لمشاهدة هذه الظاهرة الكونية وسط احتفالات مستمرة، التي تدخل فيها أشعة الشمس وتتعامد على منتصف وجه الملك الذي حكم مصر أكثر من 60 عاماً، في نفس الموعد والتوقيت من كل عام.
ومن خلال كتابات تاريخية، ومشاهدات علمية، تعتبر هذه الظاهرة من أكثر الظواهر التي تشير إلى عظمة القدماء المصريين في تحديد تعامد الشمس في يومي جلوس رمسيس الثاني على العرش 22 أكتوبر، ويوم ميلاده 22 فبراير.
معبد قصر قارون
تم رصد هذه الظاهرة الفلكية في معبد قصر قارون، بمدينة الفيوم، وفي يوم 21 ديسمبر من كل عام تقام احتفالية كبري لمشاهدة ورصد الظاهرة الكونية العظيمة التي فيها تتعامد الشمس على قدس الأقداس داخل معبد قصر قارون.
ويعد معبد قارون من ضمن آثار الحقبة اليونانية الرومانية، وواحد من أهم الأماكن الأثرية التي تشهد تكرار الظاهرة الفلكية.
معبد دندرة
وامتدت هذه الظاهرة الطبيعية إلى معبد "دندرة" بمحافظة قنا، لتحدث الظاهرة بتعامد الشمس على مقصورة بيت الولادة الإلهية بمعبد دندرة، ومن كل عام يومي4 فبراير/شباط، و8 نوفمبر/تشرين الثاني يشاهد مئات السياح تقديس الفراعنة للعلم، بتعامد الشمس في عيد الإله حورس.
معبد هيبس
وبداخل قدس الأقدس بـ معبد هيبس الأثري، الموجود بـ الوادي الجديد، تسقط أشعة الشمس بشكل عمودي عليه في يومي الـ 6 من سبتمبر/أيلول، والـ7 من إبريل/نيسان سنوياً، لتظهر دقة الفراعنة في البناء والتشييد لهذه المعابد المقدسة، وعبقريتهم في تقديس الألهه والأماكن المقدسة.
تمثال أبو الهول
ولم يكن تشييد تمثال أبوالهول ناحية الشرق هو محض صدفة، بل أراد المصري القديم أن يضبط التعرف على باقي فصول السنة، ليكن بمثابة تنبيه لبداية فصلي الربيع والخريف، حينما تحدث الظاهرة الكونية بتعامد الشمس على تمثال أبوالهول في يومي 21 مارس/آذار، و23 سبتمبر/أيلول من كل عام.
التغييرات المناخية
وطوال 30 قرنًا من الزمن، تحدث الظاهرة الكونية دون أي تغيير، إلا في فبراير/شباط الماضي، تسببت بعض التغييرات المناخية في امتناع الشمس من الوصول إلى وجه رمسيس الثاني، ما أثار تساؤلات عديدة في مطلع العام الجاري بشأن احتمالية توقف هذه الظاهرة الفلكية في حال التغييرات المناخية المتوقعة السنوات المقبلة.
aXA6IDMuMTM4LjExOC4xOTQg جزيرة ام اند امز