الإفريقي التونسي.. عملاق دمرته مزاجية جماهيره
يعيش النادي الإفريقي التونسي فترة مفصلية في تاريخه بعدما أصبح مهددا بالهبوط للدرجة الثانية بقرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وكان نادي العاصمة التونسية فشل في سداد ديونه لدى لاعبيه ومدربيه السابقين، مما جعله مهددا بعقوبات مغلظة من قبل لجنة النزاعات التابعة للفيفا.
وقام الهيكل المشرف على الكرة العالمية، العام الماضي، بخصم 6 نقاط من رصيد الإفريقي في الدوري التونسي، بسبب مستحقات مالية متأخرة من صفقة التعاقد مع المهاجم الجزائري السابق إبراهيم الشنيحي، كما عوقب بالمنع من التعاقدات العام الماضي لفترتي الانتقالات الشتوية والصيفية.
أزمة الإفريقي أخذت أبعادا جديدة بعد نزول الجماهير للشارع للمطالبة برحيل الرئيس الحالي للنادي، عبد السلام اليونسي، بسبب فشله في معالجة ملفات ديون النادي.
وكانت شوارع العاصمة التونسية (السبت الماضي) مسرحا لاشتباكات بين الجماهير وقوات الشرطة، بعد أن تم الاعتداء على بعض الممتلكات الخاصة والعامة.
ورغم تراجع نتائجه في العقدين الأخيرين، فإن النادي الإفريقي يملك تاريخا مشرفا جعله في فترة من الفترات عملاقا يسيطر على الكرة الأفريقية والعربية.
سداسية ناكيفوبو ورباعية الأهلي
صنع الإفريقي الحدث في عام 1991، وذلك عندما أهدى تونس لقبها الأول في مسابقة دوري أبطال أفريقيا في نسختها القديمة.
وفرض نادي "حي باب جديد" سيطرة مطلقة على نسخة عام 1991 من أمجد الكؤوس الأفريقية للأندية، حيث توج بها بعد تغلبه ذهابا في المباراة النهائية على ناكيفوبو فيلا الأوغندي بنتيجة 6-1، وتعادله معه إيابا بنتيجة 1-1.
الإفريقي أيضا هو أول ناد تونسي يتوج بالكأس الأفروآسيوية للأندية، وحصل ذلك عام 1992 عندما تغلب على الهلال السعودي بنتيجة 4-3 بمجموع مباراتي الذهاب والإياب.
"الأحمر والأبيض" فاز أيضا في عام 1995 بالبطولة العربية للأندية الفائزة بالكؤوس على حساب مواطنه النجم الساحلي. وتفوق الفريق التونسي في دور المجموعات على عملاق آخر هو الأهلي المصري بنتيجة 4-1.
بداية المتاعب
انطلقت معاناة الإفريقي في نهاية القرن الماضي وبداية القرن الجديد، مع بداية "تغول" الجماهير وفرض آرائها على الإدارات المتعاقبة.
واضطر الرئيس الأسبق للنادي سعيد ناجي للرحيل في عام 1996 بسبب ضغط الجماهير التي حملته مسؤولية خسارة الفريق لعدة مباريات "ديربي" أمام الغريم التقليدي الترجي.
وتكرر الأمر مع الرئيس الراحل شريف بلامين، الذي تعرض لانتقادات لاذعة طوال مروره الأول في الفريق (1997-2000) والثاني (2002-2006)، وذلك على الرغم من التضحيات المادية الكبيرة التي قام بها.
واضطر الأخير لرمي المنديل بعد أن أصبح شخصا غير مرغوبا فيه من قبل جماهير النادي، التي أمعنت في انتقاده بطريقة مجانية في العديد من المناسبات.
وأسهم فوز الفريق بلقب الدوري في 2008 في تحسن الأجواء في صفوف الفريق، وذلك بعد أن نجح كمال إيدير رئيس النادي وقتها في حماية الفريق وقتيا من التدخلات الخارجية للجماهير.
غير أن هذا الهدوء لم يتواصل طويلا، حيث اضطر الأخير للرحيل بضغط من الجماهير التي دفعت باتجاه إسناد رئاسة النادي لرجل الأعمال جمال العتروس، وهو ما حصل في عام 2011.
نفس الجماهير قامت بالإطاحة بالأخير في عام 2012، تحت تأثير الحملة الانتخابية التي قام بها رجل السياسة سليم الرياحي، الذي قدم مشروعا طموحا للنادي قبل أن يتضح في نهاية المطاف زيفه.
ثورة جماهير نادي العاصمة التونسية طالت الرياحي الذي اضطر في عام 2017 للاستقالة، بعد أن أصبحت الوضعية المالية للنادي كارثية بسبب أزمة الديون.
وقامت الجماهير ذاتها في عام 2018 بانتخاب عبد السلام اليونسي رئيسا للنادي، ليصبح الأخير غير مرغوب فيه في عام 2021 في ظل تواجد رغبة قوية في عودة سليم الرياحي إلى دفة الرئاسة من جديد.
aXA6IDMuMTQ0LjQ1LjE4NyA=
جزيرة ام اند امز