القمر يضبط موعد تكاثر الحيوانات.. هل تنطبق نفس النظرية على البشر؟
من أجل إنتاج الجيل التالي، يطلق نوع من الديدان البحرية ذات الشعر الخشن، بيضها وحيواناتها المنوية بحرية في مياه البحر المفتوحة، لذلك فإن التوقيت الصحيح لدوراتها الإنجابية ضروري لبقاء الأنواع.
وكان معروفا بالفعل أن هذه الديدان تحدد موعد تكاثرها في أيام قليلة من الشهر، والآن، اكتشف الباحثون من جامعة فيينا بالنمسا، أن الديدان تختار ساعات محددة جدا كل ليلة، وأن ضوء القمر يحدد على وجه التحديد متى تبدأ هذه الديدان في سلوكها الإنجابي أثناء الليل، والذي يكون دائمًا خلال أحلك جزء من الليل.
وفي الطبيعة يتغير وقت ضوء القمر كل يوم بحوالي 50 دقيقة، ووجد الباحثون أن هناك مرونة في الساعة البيولوجية للديدان تسمح لها بالتجاوب مع هذه التغييرات.
ونجح الباحثون خلال الدراسة المنشورة، اليوم الإثنين، في دورية "بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس"، في توصيف مستقبلات الضوء المشاركة في هذه العملية، وحددوا أن الوظائف الاندماجية لمستقبل "الأوبسين" ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالميلانوبسين المستقبِل للضوء على مدار الساعة البيولوجية للثدييات، وأن بروتينات "الكريبتوكرومات" تفك تشفير الشمس وضوء القمر بشكل تفاضلي لضبط الساعة البيولوجية اليومية.
وتم توثيق تأثير شدة الضوء على طول فترة الساعة البيولوجية للعديد من الكائنات الحية في ظل ظروف المختبر الاصطناعية لعقود، ومع ذلك، فإن الأهمية الفسيولوجية لهذه الملاحظات كانت غير واضحة.
وتقول كريستين تيسمار رايبل، الباحثة الرئيسية بالدراسة في تقرير نشره الموقع الرسمي لجامعة فيينا بالتزامن مع نشر الدراسة: "يكشف عملنا أن هناك معنى بيئي وراء ملاحظة أن الساعة اليومية للفرد يمكن أن تعمل بسرعات مختلفة".
والجدير بالذكر أن البشر يظهرون مثل هذه المرونة اليومية أيضا، فعلى سبيل المثال، يُظهر المرضى الذين يعانون من الاضطراب ثنائي القطب فترات دائرية غامضة (أي 24.8 ساعة) مرتبطة بتغييرات مزاجهم.
ويأمل العلماء أن يساعد عملهم في فهم أصل وعواقب مرونة الساعة البيولوجية ، بالإضافة إلى تفاعلها مع إشارات التوقيت الطبيعية.
aXA6IDE4LjExNy4xNTguMTAg
جزيرة ام اند امز