أحجار "أبولو 11" القمرية.. مفتاح البشر لفهم الكون
نقل رواد الفضاء هذه الصخور إلى الأرض في خلال 6 مهمات أمريكية على القمر بين 1969 و1972 بدءاً من "أبولو 11".
حمل الرواد الأمريكيون إلى الأرض 400 كيلوغرام تقريبا من صخور القمر، كانت بمثابة المفتاح لفهم النظام الشمسي والكون بشكل عام، خلال 6 مهمات بين 1969 و1972.
"هي أشبه بأحجار رمادية اللون لا قيمة كبيرة لها، لكنها أثمن الموارد على الأرض"، وفق ما يقول سامويل لورنس المتخصص في الكواكب في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا).
ويؤكد لورنس أن القمر هو بمثابة حجر الزاوية لعلم الكواكب.
وكثيرة هي الاكتشافات بشأن طبيعة الكون التي حدثت بفضل العيّنات المسحوبة خلال مهمة "أبولو 11" الأولى التي يحتفى بالذكرى الخمسين لإنجازها في يوليو 2019.
ويقول لورنس: "لا يدرك الناس أهمية العيّنات التي جلبتها مهمات أبولو في فهم مجموعتنا الشمسية والكون المحيط بنا.. ليس فحسب للقمر، بل أيضا للمريخ وعطارد وبعض الكويكبات".
وتمكّن العلماء خصوصا من فهم كيفية تشكّل قمر الأرض، في الفترة عينها التي تشكّل فيها كوكبنا الأزرق، أي ما بين 4,3 و4,4 مليار سنة، نتيجة حدث ضخم ضرب سلف كوكبنا.
واستغرق الأمر مئات الملايين من السنين كي تتكدّس الشظايا في مدار أرضي وتشكّل القمر.
ويضيف لورنس: "اكتشفنا أن الهيكلية الداخلية للقمر هي مثل تلك التي تتحلّى بها الأرض، مع قشرة وغطاء ونواة"، لكن لا حياة فيها "ولا متحجّرات أصلية أو أصناف عضوية".
داخل خزنة
بعض الأحجار القمرية معروضة في مركز جونسون الفضائي في هيوستن (تكساس). وقدّم الرئيس ريتشارد نيكسون أجزاء صغيرة منها هدايا لدول العالم التي كانت وقتها 135 دولة، كعربون لـ "حسن النوايا" الأمريكية.
غير أن الجزء الأكبر منها محفوظ في مختبر "لونر سامبل لابوراتوري" التابع للناسا في هيوستن "داخل أوعية مختومة موضوعة في خزنة آمنة من شأنها أن تصمد في وجه الأعاصير وكوارث طبيعية عدّة". ونقل جزء من الأحجار أيضا إلى وايت ساندز (نيو مكسيكو) على سبيل الاحتياط.
واحتفاء بمرور 50 عاما على قيام الإنسان بأول خطوة على القمر في العشرين من يوليو، وزّعت بعض العيّنات بحذر شديد لعلماء هذه السنة.
ويقول لورنس: "نحن شديدو الحذر. والعلماء يخضعون لإجراءات صارمة للاستحصال على عيّنة".
ولا يزال من الممكن بعد 5 عقود إجراء اكتشافات بفضل تحليل هذه العيّنات. إذ خلص علماء حديثا إلى أن القمر لم يكن "يفتقر بالكامل إلى مياه"، بحسب ما يقول لورنس الذي لا يخفي حماسته لفكرة عودة رواد الفضاء إلى هذا الجرم الفلكي.
وهذا هو الهدف الذي وضعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للعام 2024.
ويقول العالم إن "المهمات الست على القمر غيّرت فهمنا للكون. تصوّروا ما يمكن أن يحدث لو ذهبنا إليه كلّ شهر أو حتّى كلّ أسبوع. كثيرة هي المواقع التي لم تسبر أغوارها بعد على القمر. وسيكون الأمر مذهلا بالفعل".
aXA6IDMuMTMzLjE0MC44OCA= جزيرة ام اند امز