من أحمد منصور لعباس ناصر.. الفضائح الأخلاقية تلاحق إعلاميي "الحمدين"
اللبناني عباس ناصر، مدير قناة "التلفزيون العربي"، بات عنوانا لفضيحة أخلاقية جديدة زلزلت أركان إعلام الفتنة
فضائح أخلاقية متلاحقة لإعلاميي تنظيم الحمدين تعكس طبيعة الفساد والانحلال الذي يتسم به من جانب، وتوضح من جانب آخر الأسس التي يختار على أساسها الإعلاميين العاملين معه، ليسهل بعد ذلك توجيههم لتنفيذ مخططاته التخريبية في المنطقة، بالمال تارة والابتزاز تارة، ولا سيما مع سعيه للتغطية الإعلامية والقانونية على فضائح إعلامييه المتلاحقة.
بعد أقل من شهر، من فضيحة الإخواني أحمد منصور مذيع قناة "الجزيرة" المطلوب للسلطات المغربية على خلفية تورطه في قضية أخلاقية، أضحى اللبناني عباس ناصر (43 عاما) مدير قناة "التلفزيون العربي" عنوانا لفضيحة أخلاقية جديدة زلزلت أركان إعلام الفتنة.
تحرش في "التلفزيون العربي"
الفضيحة الجديدة تكشفت بعد أن حررت إحدى الصحفيات العاملات في قناة "التلفزيون العربي" شكوى في شرطة أكتون تاون غربي لندن، اتهمت فيها اللبناني عباس ناصر مدير القناة بالتحرش الجنسي.
وعلى الفور تم إخطار السفارة القطرية في لندن بالواقعة، وأرسل تنظيم الحمدين فريق تحقيق وصل أمس الجمعة إلى العاصمة البريطانية، لإجراء تحقيق سري حول الواقعة، في محاولة لمنع انتشار الفضيحة الأخلاقية.
مصادر إعلامية نقلا عن العاملين بالتلفزيون العربي أكدت أن الفريق القطري بدأ التحقيق مع مدير القناة اللبناني.
وجاء تحرك تنظيم الحمدين للتحقيق في شكوى التحرش الجنسي ضد مدير إحدى منصاته الإعلامية المروجة للفتن، ليس لإظهار الحقيقة أو خوفا على السمعة بل خوفا من انتشار أخبار عن الواقعة والفضائح، وتداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي.
تقارير إعلامية كشفت أيضاً أن عزمي بشارة غض الطرف فيما سبق عن حالة أخرى للفساد الإداري ضد عباس ناصر، بعد تعيينه ٤٥ موظفاً في مكتب التلفزيون العربي بالعاصمة اللبنانية بيروت من نفس طائفته "الشيعية".
تعددت الأسباب.. والفساد واحد
وتعزو تقارير إعلامية أسباب صمت بشارة على الفساد المستشري في القناة لأكثر من سبب، أولها هو كثرة وقائع الفساد التي أصبحت تلاحق القناة، التي يمولها تنظيم الحمدين من ثروات الشعب القطري، ثانيها تورط عزمي وزمرته في الفساد ونهب مقدرات الشعب القطري، والسبب الثالث يرجع لتعويله على ناصر في انتشال القناة من حالة الفشل الذريع التي تعاني منها منذ انطلاقها.
من هو عباس ناصر؟
نشأ ناصر في ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله في أسرة متواضعة الحال، وعام 1997 دخل مجال الإعلام صدفة، وبدأ مسيرته في قناة المنار التابعة لمليشيا "حزب الله" الإرهابية، فعمل محررا ومراسلا ومذيعا ومقدما للبرامج ومعدا لها.
عام 2003 انتقل إلى طهران وعمل لصالح قناة العالم الإخبارية مراسلا لها في العاصمة الإيرانية، ومع مطلع عام 2004 انتقل إلى قناة الجزيرة مراسلا لها من طهران.
عاد إلى لبنان بداية عام 2005، وظل مراسلا للجزيرة، قبل أن يتركها عام 2011 ليؤسس شركة إعلامية خاصة، وفي عام 2012 عاد إلى الجزيرة مراسلا دوليا (متجولا)، قبل أن يتركها في نهاية 2016.
وبعد أسابيع من استقالته الثانية من الجزيرة، اختاره عزمي بشارة مديرا للتلفزيون العربي مطلع عام 2017، بعد فشل القناة في تسجيل أي حضور، وبالفعل تشهد القناة هذه الأيام حضورا لافتا على وقع الفضيحة الأخلاقية الجديدة.
أحمد منصور مطلوب في المغرب
تأتي الفضيحة الجديدة بعد أقل من شهر من إصدار النيابة العامة المغربية مذكرة توقيف في حق الصحفي المصري أحمد منصور، أحد أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابي، والذي يقدم برنامج "بلا حدود" على قناة الجزيرة القطرية.
وكشفت تقارير إعلامية مغربية، نقلا عن مصادر قضائية، أن النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية في الرباط وضعت مذكرة توقيف في حق الصحفي منصور، لتخلفه عن حضور جلسات في قضية مرفوعة ضده من سيدة مغربية تنتمي لحزب العدالة والتنمية الإخواني.
وأكدت المصادر أن الصحفي الإخواني لم يحضر أي جلسة قضائية ترتبط بزواجه من المغربية المشتكية، ما دفع النيابة إلى إصدار مذكرة في حقه، خاصة أنه لم يوثق الزواج مع المشتكية.
وتعود تفاصيل قضية زواج الإخواني منصور من السيدة المغربية إلى عام 2015، حين تقدم على هامش مؤتمر لحزب العدالة والتنمية بطلب للمشتكية التي تعمل بمديرية الضرائب من أجل الزواج بها.
لكن مقدم قناة الجزيرة القطرية طلب إتمام الزواج بشكل سري، حيث قضيا معاً شهر العسل في باريس وإسطنبول، حسب ما تم تداوله إعلامياً في وقت سابق، قبل أن تكتشف أنها وقعت ضحية نصب له، إذ سبق له القيام بمثل هذا الزواج لأكثر من مرة.
وذكرت تقارير إعلامية أن الإنتربول الدولي أصدر أمراً بضبط وإحضار منصور بعد تعميم من السلطات المغربية ضده، على خلفية تورطه في قضية أخلاقية في الرباط.
ورغم المحاولات المستميتة لتنظيم الحمدين لمعالجة الفضائح الأخلاقية ووقائع الفساد التي تستشري في مؤسسات الفتنة التي يمولها، لكن الفضائح الأخلاقية لإعلامييه بدأت تتكشف للعلن تباعاً، الأمر الذي ينذر بانهيار قريب لتلك المؤسسات بعد فشلها في تحقيق أهدافها.