تحذير أممي صادم: موجات حر أكثر قسوة قادمة.. انتظروا الأسوأ

أطلقت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، التابعة للأمم المتحدة، تحذيرًا شديد اللهجة بشأن تصاعد وتيرة موجات الحر في مختلف أنحاء العالم.
وأوضحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن موجة الحر الحالية التي تضرب مناطق واسعة من أوروبا ليست سوى مقدمة لما وصفته بـ"واقع أكثر خطورة"، مشيرة إلى أن البشرية دخلت مرحلة مناخية حرجة يتزايد فيها معدل تكرار وشدة الفيضانات والجفاف والحر الشديد، بسبب ما سمّته "العبث البشري بالتوازن البيئي".
تشهد أوروبا موجة حر مبكرة تمتد من البرتغال واليونان إلى ألمانيا وسويسرا، مصحوبة بدرجات حرارة غير مسبوقة في مطلع الصيف. ورصدت المنظمة تأثيرات مباشرة على السكان، خصوصًا الفئات الأكثر هشاشة صحيًا، واصفة موجات الحر بـ"القاتل الصامت" الذي لا تظهر ضحاياه بوضوح في السجلات الرسمية كما يحدث مع الكوارث الطبيعية الأخرى.
كلير نوليس، المتحدثة باسم المنظمة، أكدت في مؤتمر صحفي من جنيف أن ما تعيشه القارة الأوروبية الآن يحدث بفعل نظام ضغط جوي مرتفع يحبس الهواء الساخن القادم من شمال إفريقيا، إلى جانب ظاهرة أخرى لا تقل خطرًا، وهي "موجة الحر البحرية" التي تسجل ارتفاعات قياسية في حرارة مياه المتوسط، ما يسهم في تضخيم درجات الحرارة على اليابسة.
كما حذّرت المنظمة من أن هذه الأحوال الجوية ستتكرر بوتيرة أعلى وستزداد شدتها في المستقبل القريب، داعية الحكومات إلى وضع خطط طارئة للتأقلم وتفعيل أنظمة الإنذار المبكر لحماية الأرواح، خاصة أن أدوات الوقاية والمعرفة التقنية أصبحت متاحة، لكن الإرادة السياسية والوعي المجتمعي ما زالا دون المستوى المطلوب.
وشددت نوليس على أن ما نشهده حاليًا من ظروف جوية قاسية لا يمثل إلا الحد الأدنى لما يمكن أن تحمله العقود القادمة، في حال لم يتم اتخاذ خطوات جادة وعاجلة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة ووقف التدهور البيئي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI2IA== جزيرة ام اند امز