مورغان فريمان.. هبط «من السماء» طمعا في «الخلود»

في الأول من يونيو/حزيران، يطفئ مورغان فريمان شمعة جديدة في حياته التي تجاوزت حدود الفن لتصبح جزءًا من الذاكرة البصرية والوجدانية للسينما العالمية.
وُلد فريمان عام 1937 في ممفيس، تينيسي، ليمضي طفولته بين الفقر والمسرح المدرسي، ويشق طريقه ببطء وثبات حتى صار من الرموز القليلة التي لا تُقاس بالجوائز بقدر ما تُقاس بالأثر.
صاحب المسيرة التي تجاوزت النصف قرن، والمُجسِّد المتقن لأدوار الملوك والعبيد، الربّان والسجين، لا يزال حتى اليوم يضيف إلى سيرته فصولًا من الحكمة والوقار.
البداية من المسرح المدرسي
كان المسرح أكثر من مجرد هواية؛ كان حلمه الكبير. في عمر التاسعة، وقف على خشبة المسرح المدرسي للمرة الأولى، وبدأ يحقق نجاحات في مسابقات التمثيل، متأثرًا بنجوم السينما الذين كان يشاهدهم باستمرار.
لكن حلمه لم يقتصر على الفن فقط، بل كان الطيران أيضًا هدفًا له. بعد المدرسة الثانوية، رفض منحة لدراسة الدراما، والتحق بسلاح الجو الأمريكي ليصبح طيارًا.
في زمن كان فيه اللون الأسود عائقًا أمام الطيارين، عمل بجد وأثبت كفاءته رغم الصعوبات.
لكن بعد خمس سنوات من الخدمة، شعر أن الطيران هو "آلة للقتل" كما وصفها، وقرر ترك القوات الجوية ليكرّس حياته للفن ويخلّد اسمه في ذاكرة السينما العالمية.
التحق بكلية لوس أنجلوس لدراسة التمثيل، ثم وصل إلى مسارح برودواي، حيث برز في عام 1968 بمسرحية "هيلو دولي" إلى جانب نجمة المسرح بيرل بيلي.
دخل السينما عام 1971 بفيلم "من يقول إنني لا أستطيع ركوب قوس قزح؟"، لكنه غاب عن الشاشة 9 سنوات، عمل خلالها في التلفزيون والمسرح.
نقطة التحول
وفي عام 1980 كان نقطة تحول، حيث شارك في أفلام تناولت قضايا اجتماعية، منها "أتيكا" و"بروباكر".
حقق شهرة كبيرة عام 1987 بأداء مميز في فيلم "ابن الشوارع" عن عالم الجريمة في نيويورك، مما أكسبه ترشيحًا لجائزة الأوسكار وجوائز نقدية عديدة. واستلهم دوره من تجاربه الشخصية في الأحياء الفقيرة.
ثم توالت أدواره الناجحة في أفلام مثل "اتكئ علي"، و"توصيل الآنسة دايزي" الذي نال جائزة أوسكار، و"المجد" عن أول فوج أسود في الحرب الأهلية الأمريكية.
عام 1993 أخرج فيلمه الوحيد "بوبها" عن الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، بمشاركة ممثلين كبار، وحظي بإشادة نقدية كبيرة.
الخلاص من شوشانك وجائزة الأوسكار
وفي التسعينات، تألق في أفلام مثل "الخلاص من شوشانك" و"سبعة" و"قبّل الفتيات". وفي 2004، حصد جائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم "فتاة المليون دولار".
كما شارك في سلسلة أفلام «باتمان» بدور لوسيوس فوكس، وفي فيلم "Lucky Number Slevin" مع بروس ويليس، مؤكداً تنوعه ومرونته في الأداء.
يتميز مورغان فريمان بصوت مميز وحضور قوي، جعله رمزًا سينمائيًا فريدًا، ويعتبر من أعظم الممثلين الأمريكيين في عصره.
على الصعيد الشخصي، تزوج مرتين: الأولى من جانيت برادشو (1967–1979)، ثم من ميرنا كولي لي (1984–2010).
أبرز ترشيحات جوائز الأوسكار:
أفضل ممثل مساعد عن "ابن الشوارع" (1988)
أفضل ممثل رئيسي عن "توصيل الآنسة دايزي" (1990)
أفضل ممثل رئيسي عن "الخلاص من شوشانك" (1995)
أفضل ممثل مساعد عن "فتاة المليون دولار" (2005) – فاز بها
أفضل ممثل رئيسي عن "انفيكتوس" (2010)
أبرز ترشيحات جوائز غولدن غلوب:
أفضل ممثل مساعد عن "ابن الشوارع" (1988)
أفضل ممثل رئيسي عن "توصيل الآنسة دايزي" (1990) – فاز بها
أفضل ممثل رئيسي عن "الخلاص من شوشانك" (1995)
أفضل ممثل مساعد عن "فتاة المليون دولار" (2005)
أفضل ممثل رئيسي عن "انفيكتوس" (2010)