المغرب يغزو العالم بالوقود الأخضر.. شراكة مع أستراليا لتصدير الهيدروجين والأمونيا
خطوات حثيثة تمضي بها المملكة المغربية لتصبح قطبا مركزياً للطاقات المتجددة، عززتها باتفاق محوري مع شريك أسترالي، بهدف تصنيع وتصدير الوقود الأخضر بأنواعه إلى العالم.
والاتفاق، جمع كُلاً من مجموعة المكتب الشريف للفوسفات، مع شركة Fortescue Energy الأسترالية المتخصصة في مجال الطاقة الخضراء والمعادن والتكنولوجيا، بهدف إنجاز مشروع مشترك لتطوير الطاقة الخضراء في المغرب.
ويهدف المشروع المشترك لتوريد كُل من الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء والأسمدة الخضراء للسوق المغربية، فضلا عن أوروبا والأسواق الدولية.
رؤية مشتركة
ويأتي الاتفاق في سياق رؤية مشتركة لطرفي المشروع، فحواها إيمان عميق بالدور الحاسم للهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء في خلق مستقبل مستدام على مستوى العالم.
وفي هذا الصدد، يأمل المغرب في توفير الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، ومعهما الأسمدة الخضراء بالمغرب وأوروبا والأسواق الدولية.
هذه الاتفاقية، ستشمل التطوير المحتمل لتجهيزات التصنيع ومركز للبحث والتطوير للنهوض بصناعة الطاقة المتجددة التي تعرف نموا سريعا بالمغرب.
وتهدف هذه الشراكة إلى توفير الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء لاستخدامهما على حد سواء كمصدر للطاقة الخضراء وفي تصنيع الأسمدة المحايدة للكربون والمعروفة بتوفيرها بتكلفة مناسبة لجميع الفلاحين عبر العالم.
4 مشاريع
ويستهدف الاتفاق إنجاز 4 مشاريع رئيسية في المملكة المغربية، تتمثل في قدرة إنتاج متكاملة واسعة النطاق للأمونيا الخضراء والأسمدة الخضراء، بما في ذلك الطاقة المتجددة، وتوليد الطاقة، والتحليل الكهربائي، وتحرير الأمونياك وإنتاج الأسمدة، وتصنيع التكنولوجيا والتجهيزات الخضراء.
ويتمثل المشروع الثالث في إنشاء مركز للبحث والتطوير والتكنولوجيا، يقع بالقرب من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بالقرب من مراكش، لتعزيز المشروع المشترك المنظومة البيئية وفاعلين آخرين من خلال البحث في الطاقات المتجددة، الهيدروجين الأخضر ومعالجة المعادن.
أما المشروع الرابع، فيتعلق بالتعاون بين صناديق رؤوس الأموال الاستثمارية للمقاولات من أجل تحفيز الاستثمار في التطورات التكنولوجية الرئيسية.
رؤية استباقية
انكباب المغرب على تطوير مشاريع متخصصة في الطاقات الخضراء، يعكس رؤية استراتيجية واستباقية للمُستقبل، حيث لن يكون هناك مجال للطاقات الأحفورية التقليدية.
وقال محمد جدري، الخبير الاقتصادي، إن المغرب يوظف موقعه الجغرافي الذي يعتبر استراتيجياً، فهو من جهة أقرب البلدان إلى الاتحاد الأوروبي، وأكثر الطُرق أمانا نحو أفريقيا.
وبالتالي، فإن التحولات الجيو-استراتيجية العالمية، ومعها التحديات الطاقية والبيئية المطروحة في مختلف أنحاء المعمورة، ستجعل من المنتجات الطاقية النظيفة للمغرب في المستقبل القريب محط اهتمام عالمي.
وحسب جدري، فإن هذه المعطيات تجعل من استثمار المملكة المغربية اليوم في الطاقات النظيفة بشكل عام، والهيدروجين الأخضر ومعه الأمونيا الخضراء بمثابة حجر أساس لصرح طاقي عظيم سيكون محط اهتمام وإقبال دوليين في الأعوام القادمة.
ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن المستقبل هو للطاقات النظيفة، ما يجعل اليوم وقتا مواتياً لتعزيز البنية التحتية الطاقية، والرفع من الاستثمارات في هذا المجال، حتى تتم مواكبة هذا التطور السريع.
aXA6IDE4LjIxNy4xNjEuMjcg جزيرة ام اند امز