خبير لـ"العين الإخبارية": مؤتمر الطاقة بالمغرب يعزز الشراكة مع الإمارات
تتوالى المحطات التي تزيد من التقارب الإماراتي المغربي، وتعزز العلاقات التاريخية بين البلدين، والمُتجذرة في سجلاتهما المُشتركة منذ عقود.
وجاءت زيارة الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، للمملكة لتؤكد مرة أخرى على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، والرغبة المشتركة لقيادتيهما في المُضي قدماً نحو تعزيزها، وإيصالها لمستويات غير مسبوقة.
تبادل للممارسات
ويرى نجيب الصومعي، الخبير الاقتصادي، أن العلاقات المغربية الإماراتية في جانبها الاقتصادي كانت دائما قوية.
ولفت الصومعي، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن قوة العلاقات بين البلدين، تتمثل في مجموعة من النواحي، على رأسها تبادل الممارسات الفضلى، والخبرات المرتبطة بتدبير المنصات التكنولوجية. ومجال التدبير الصناعي.
بالإضافة إلى آليات التحول التنموي العالمي الخاص بالتوجه نحو الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والبيانات والمعطيات الكبرى، إذ طورت كل من دولة الإمارات والمغرب نسبة ومستوى محترما من المهارات والكفاءات.
وزاد أن هناك تعاون "لوجستياً" قويا، على اعتبار أن دولة الإمارات ومن خلال جبل علي والمغرب من خلال ميناء طنجة المتوسط، يمكن أن يلعبا دورا كبيرا مستقبلا باعتبارهما بوابتين في سلسلة القيمة المتوسطية والعربية.
وفي نفس الوقت، فرؤية دولة الإمارات 2030، والنموذج التنموي المغربي 2035، يمكن أن يكونا مناسبة لتكون للدولتين خطة مشتركة للتطوير المنصات الصناعية، والمنصات اللوجستية، والاستعداد للمرحلة المقبلة بتكاتف الجهود وبالتآزر التقني والعلمي والميداني بين دولة الإمارات والمغرب.
طاقات متجددة
أما على مستوى الطاقات المتجددة، يقول الصومعي: هناك خيار مشترك على مستوى رؤية دولة الإمارات والنموذج التنموي المغربي، بين الدولتين على التوجه نحو الحياد الكربوني، والذي يطمح المغرب لبلوغه في عام 2045، ودولة الإمارات في 2050.
يـأتي ذلك بناء على الهدف الذي وضعته الدولتان في بلوغ الطاقات المتجددة عام 2030، نسبة 50 بالمائة، ناهيك عن وجود توجه عملي على اعتبار أن منصة الطاقات المتجددة بالمغرب تتعزز يوميا سواء في الأقاليم الجنوبية على مستوى الطاقة الشمسية، وكذا التيارات البحرية، والطاقة الريحية، ومحطة نور 1 و2 و3، وكذا عمق "عين بني مطهر"، وهو نفس الشيء لدى دولة الإمارات.
ولفت إلى أن تكاتف الجهود والتآزر التقني لديه معطى مهم وهو أن الدولتين يحتاجان إلى تبادل المعلومات والخبرات والتكنولوجيا، وهو الذي سيساهم في التوجه نحو مرحلة أخرى.
وتتجلى هذه المرحلة بحسب الخبير الاقتصادي، في التحكم بشكل أكبر في التكلفة وكذلك التوجه نحو آليات لصناعات الطاقة لتكون متكاملة سواء على التيارات البحرية في الأقاليم الجنوبية للمغرب، وفي عرض بحر مدينتي العين والشارقة الإماراتيتين، ثم الطاقات الريحية التي يمكن ان تكون فاعلا أساسيا في الامارات لعربية المتحدة.
دلالات متعددة
وعدد الصومعي مجموعة من الدلالات المرتبطة بزيارة الجابر للمملكة، والتي تمضي جميعا في سياقات الرغبة المشتركة بين البلدين في المضي قدماً على مستوى تعزيز العلاقات وتطويرها.
وتعكس هذه الزيارة، بحسب المتحدث، وجود عزم إماراتي للمرور إلى السرعة القصوى في التعاون المشترك والتنمية المشتركة بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وأضاف أن هذه الزيارة والأجندة المرتبطة بها، تعكس وجود وضوح كبير بين البلدين في وجهتي نظرهما بشأن اعتماد الطاقات المتجددة في مسار التحول التنموي الذي انتهجته دولة الامارات والمغرب.
aXA6IDMuMTMzLjEyMy4xNjIg جزيرة ام اند امز