منتدى أصيلة المغربي يناقش "إشكاليات لغة الشعر العربي"

ناقش منتدى أصيلة المُقام بشمال المغرب، الإشكالات المرتبطة بلغة الشعر العربي في الوقت المعاصر.

جاء ذلك في جلسة حضرها نُقاد وشُعراء من دول المغرب وتونس ولبنان ومصر وفلسطين، ضمن فعاليات المنتدى 

اعتراف بالتقصير

وخلال الجلسة، تحدث محمد بنعيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، عن تجارب سابقة للمنتدى، في مناقشة مواضيع شعرية.

• منتدى أصيلة المغربي يزرع روح الإبداع في صفوف البراعم

وأوضح في السياق ذاته، أن تنظيم هذه الجلسة ضمن برنامج المنتدى، يأتي في سياق يُشبه الاعتراف بالتقصير، وذلك في إشارة منه إلى عدم برمجة مواضيع تتعلق بالشعر في نسخ سابقة من المنتدى.

وأورد في هذا الصدد، شعوراً شخصياً وصفه بـ"الحنين إلى الأدب"، في حديث عن مواسم سابقة للمنتدى، في جلسات مع  الشاعر السوري-اللبناني أدونيس والشاعر البحريني قاسم حداد والشاعر الفلسطيني محمود درويش.

وذكر المتحدث وصية خاصة للشاعر العراقي الراحل بلند الحيدري، الذي ما فتئ يوصيه بإعطاء مكانة مهمة للشعر في برامج منتدى أصيلة.

وأكد بنعيسى أن المنتدى المقام سنويا بمدينة أصيلة، يحاول اقتراح نفسه كحلقة استثنائية لانطلاقة يأمل المنظمون أن تكون أكبر لتصبح تقليدا سنويا على غرار الفن التشكيلي.

وعبر الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة الثقافي، عن أمله في استحداث ورشات أدبية متخصصة في الشعر، وذلك على غرار ورشات الفنون التشكيلية التي تعرفها جميع نسخ المنتدى.

ومن خلال هذه الورشات، سيتم خلق فضاء شعري، سواء للشُعراء أو للمولعين بالكلمات الموزونة والأبيات المنظومة.

تراث غير مقدس وهذيان

لا يجب النظر إلى اللغة الشعرية كأنها تُراث مقدس، هذا ما خلص إليه قاسم حداد، الشاعر البحريني، الذي اعتبر الشعر "أصدق تاريخ للعرب".

وأكد خلال كلمته بالجلسة، أن كُل شاعر له حرية التصرف في اللغة وكأنها ملكيته الخاصة، مشيراً إلى أن اللغة هي مصدر الشعر وأفقه ومداه.

وفيما نبه إلى أن اللغة مجال حيوي لا يتوقف عن النمو، أكد قاسم حداد أن النص هو بيت اللغة والكتابة حقلها، وإن كانت اللغة خلاص البشر من أسطورة الصمت، إلا أن هذا الخلاص لا يعني تقديس اللغة.

الشاعر الفلسطيني زهير أبو شايب، قال في مداخلته إن الشعر العربي يتهم اليوم بالهذيان في غالب الأحيان، مؤكداً أن الشعر العربي اليوم ليس بخير.

وعن لغة الشعر العربي الراهن، قال إنها ابنة الواقع العربي بكل ما فيه من خراب، خاصة وأن القصيدة دائما ما تشبه صاحبها وكاتبها، مُشبها الشاعر بذلك الشخص الذي يقف وسط الزلزال.

وأضاف أن العزوف الذي يمارسه المتلقي عن الشعر، هو موقف نقدي يأتي بشكل لا واع من هذا الجنس الأدبي.

وتابع بالحديث عن ما وصفه بـ"تهمة الهذيان" التي تلتصق بالشعراء المعاصرين اليوم، موضحاً أن هذا الهذيان هو تعبير على الخراب، الذي يُعتبر في كُل الأحوال مقدمة حتمية للعمران.