صراع وإفلاس الإخوان.. بن كيران "المستهلك" يعود لـ"العدالة والتنمية"
في مؤتمر عُقد بعيدا عن أعين رجال الإعلام، انتخب عبد الإله بن كيران، أميناً عاما لحزب العدالة والتنمية المغربي.
ويأتي هذا المُؤتمر في أعقاب الاستقالة الجماعية التي قدمتها الأمانة العامة للحزب، في أعقاب الهزيمة المدوية التي مُني بها في الانتخابات التشريعية والمحلية والجهوية التي عرفها المغرب في 8 سبتمبر/أيلول الماضي.
- "العدالة والتنمية" بالمغرب.. تطاحن داخلي ينذر بانهيار الإخوان
- تبِعات الهزيمة.. بن كيران يدعو العثماني للاستقالة من رئاسة "العدالة والتنمية"
وجوه مستهلكة
ولم يجد حزب العدالة والتنمية الإخواني سوى عبد الإله بن كيران الذي سبق له وأن قاد الحزب لولايتين اثنتين، قبل أن يُنتخب سعد الدين العثماني مكانه.
وبانتخاب بن كيران مرة أخرى على رأس الحزب، يضرب التنظيم الإخواني عرض الحائط بقواعد التداول على القيادة، خاصة وأنه يحصرها في أشخاص معدودة أسماؤهم على رؤوس الأصابع.
وأغفلت قيادة الحزب العديد من الأصوات المُنادية بتشبيب الأحزاب وقياداتها، بل أصرت على تنصيب رجل أبان عن فشله في تدبير الشأن العام، خاصة وأن فترته على رأس الحُكومة عرفت العديد من القرارات التي تضر المعيش اليومي للمواطنين.
واشتهر بن كيران بتسببه في ما عرف بـ"البلوكاج الحُكومي"، والذي تسبب عام 2016 في فراغ سياسي دام 6 أشهر، قبل أن يتدخل الملك ويُنهي حالة الجمود بإعفاء الرجل من مهمة تشكيل الحُكومة، وفقاً لصلاحياته الدستورية.
وعبد الإله بن كيران، هو أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية، كما أنه قيادي ومؤسس لحركة التوحيد والإصلاح، وهي الجناح الدعوي للحزب، كما سبق له وأن شغل منصب رئيسها.
وبهذه الخُطوة، يُؤكد الحزب بشكل واضح، تشبثه بالأجندات الإخوانية، وإصراره على الخلط بين السياسة والدعوة، مع استغلال واضح للدين في الخطاب السياسي.
سرية وتكتكم
وبخلاف ما اعتادته الأحزاب السياسية المغربية، من فتح مؤتمراتها للصحافة، اختار العدالة والتنمية السباحة ضد التيار، وعقد المؤتمر بشكل مغلق بعيد عن الصحفيين.
وتفاجأ عشرات الصحفيين من مختلف المؤسسات الإعلامية المغربية والأجنبية، بطردهم من الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، بدعوى أن أعمالها مُغلقة ونقاشاتها داخلية غير متاحة للعموم.
ولم يُسمح لرجال الإعلام سوى بتغطية افتتاح المؤتمر بـ"تلاوة القرآن"، ليقوم جامع المُعتصم بإبعاد الصحفيين عن قاعة المُؤتمر، غير مبالٍ باحتجاجاتهم.
مصادر من داخل الحزب -رفضت ذكر اسمها- أكدت لـ"العين الإخبارية"، أن "هذه الخطوة كانت بغرض التغطية عن الانقسامات العميقة داخل الحزب، وخوفاً من تسرب أي من الاحتجاجات على سلوكيات وسياسات القيادة".
ذات المصادر، كشفت أن "تعليمات صارمة من رئاسة المؤتمر تم تعميمها على تقنيي الحزب، مفادها ضرورة قطع البث المباشر للكلمة الافتتاحية للأمين العام المستقيل، مباشرة إذا قام أي من المؤتمرين بطلب نقطة نظام".
صراع حاد
وفي سياق متصل، كشفت المصادر ذاتها أن الحزب يعيش على صراع تيارين متنافرين ومتطاحنين، الأول يقوده عبد الإله بن كيران الذي سيسطر الآن على الحزب، والثاني يتزعمه العثماني الذي خرج خاوي الوفاض من المؤتمر.
ومن وراء هذا الصراع، رغبة جامحة للرجلين في السيطرة على قيادة الحزب، ضاربين بعرض الحائط مبدأ تجديد الدماء، ومتشبثين بمراكزهم الحزبية.
وبدا جليا التقاطب بين التيارين، حيث أكدت مصادر لـ"العين الإخبارية"، في مداولات المؤتمر خاصة بعد الإعلان عن المرشحين للأمانة العامة للحزب، ناهيك عن بعض عمليات الاستقطاب التي عرفتها أروقة المؤتمر، لحصد الموالين لأطروحاتها.
هزيمة مدوية
ويأتي هذا المُؤتمر الاستثنائي في أعقاب الاستقالة الجماعية التي قدمتها الأمانة العامة للحزب، بعد الهزيمة المدوية في الانتخابات التشريعية والمحلية والجهوية.
وواجه الحزب الإخواني تصويتا عقابياً في الانتخابات الأخيرة، نتيجة لسوء تدبيره للشأن الحكومي على مدار 10 أعوام، عبر ولايتين متتاليتين.
وفقد الحزب أكثر من 100 مقعد في البرلمان، إذ حل في ذيل ترتيب الأحزاب بـ13 مقعداً برلمانياً فقط.
بالإضافة إلى ذلك، فقد الحزب أبرز معاقله الانتخابية، كمدينتي الدار البيضاء وطنجة، ناهيك عن عمودية مدن أخرى.