"العدالة والتنمية" بالمغرب.. تطاحن داخلي ينذر بانهيار الإخوان
يعيش حزب العدالة والتنمية بالمغرب، على وقع حروب داخلية وتسابق نحو قيادة التنظيم الإخواني ما ينذر بقرب انهيار الإخوان بالمملكة.
الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية قدمت استقالة جماعية في أعقاب النتائج الكارثية التي مني بها الحزب الإخواني، في الانتخابات التشريعية والمحلية والجهوية التي عرفتها المملكة المغربية في 8 سبتمبر/أيلول الماضي.
وجاءت الاستقالة في أعقاب سخط داخلي كبير على طريقة إدارة هذه القيادة للمرحلة الماضية، خاصة ملف الانتخابات، وما شابه من شطط وتجاوزات.
وكشفت مصادر لـ"العين الإخبارية"، النقاب عن أن العدالة والتنمية يعيش على وقع صراع حاد بين تيارين، الأول بقيادة سعد الدين العثماني، الأمين العام الحالي، والثاني يقوده عبد الإله بن كيران.
وأكدت المصادر أن هذا الصراع هدفه الرغبة الجامحة للرجلين في السيطرة على قيادة الحزب، ضاربين بعرض الحائط مبدأ تجديد الدماء، ومتشبثين بمراكزهم الحزبية.
وفي نفس السياق، كشفت المصادر ذاتها- فضلت عدم ذكر اسمها- أن بعض القيادات التابعة للتيارين، دخلت في عمليات "كولسة" وذلك لحصد المزيد من الموالين لأطروحاتها.
ونهجت هذه القيادات طُرقاً "ماسة بالأخلاق الحزبية والقواعد المتعارف عليها في تدبير شؤون التنظيمات السياسية"، بحسب تعبيرها.
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن عدداً من القيادات تحاول الاتصال بأعضاء المجلس الوطني، لدفعهم للعدول عن مواقفهم المُسبقة، والدفاع عن أفكار هذا التيار أو ذاك، في مُحاولة لإيهام الرأي العام وباقي أعضاء الحزب بوجود إجماع داخلي على قرار معين.
تياران
ويدفع تيار سعد الدين العثماني إلى تقليص المدة التي ستقود فيها الأمانة العامة الجديدة والمؤقتة الحزب إلى أقل فترة ممكنة، وذلك تمهيداً لعودته من جديد لقيادة التنظيم الإخواني.
ويهدف العثماني ومن معه إلى التضييق على القيادة الجديدة، ومنحها مدة قصيرة، كي لا تنجح في مُعالجة الاختلالات العميقة التي يُعاني منها التنظيم، والتي دفعت عشرات القيادات إلى الاستقالة أو الالتحاق بأحزاب أخرى.
في المقابل، يدفع التيار المحسوب على عبد الإله بن كيران، الرجل الذي فشل في تشكيل الحُكومة المغربية عام 2016، إلى عدم تحديد وقت للمؤتمر، وتركه مفتوحاً، وذلك رغبة من التيار في الهيمنة على الحزب إلى ما بعد الانتخابات التشريعية المقبلة عام 2026.
وفي الدورة الأخيرة للمجلس الوطني للحزب، كانت المشادات محتدمة بين أنصار التيارين، ليخلص التصويت إلى منح القيادة الجديدة مدة عام لتدبير شؤون الحزب والتحضير للمؤتمر العادي عام 2022.
وحصل القرار على 112 صوتا، أي ما نسبته 59 % من الأصوات؛ بينما حصل المقترح القاضي بتأجيل المؤتمر لمدة سنة ونصف على 29 صوتا، أي بنسبة 15 %.
مقابل ذلك، حصل مقترح عدم تحديد أجل المؤتمر العادي على 36 صوتا، أي نسبة 19 %؛ في حين حصل المقترح القاضي بتأجيل المؤتمر لمدة سنتين على 12 صوتا، أي بنسبة 6 % من الأصوات.
بن كيران يرفض
عبد الإله بن كيران الذي يُخطط للعودة إلى قيادة الحزب الإخواني من جديد، عبر عن رفضه للقرار، رغم عدم حضوره اللقاء، إذ كتب عبر صفته في "فيسبوك" بياناً ينتقد فيه ما خلص إليه التصويت والإجماع داخل مجلس التنظيم الإخواني.
وهاجم بن كيران القيادة الحالية للحزب، واصفاً إياها بـ"الفاقدة للشرعية"، خاصة بعد الهزيمة المدوية للحزب في الانتخابات المغربية الأخيرة.
ويعتبر بن كيران، بحسب المصادر، أن القيادة الحالية للحزب "هدمت كُل ما قام ببنائه"، وقامت بتفكيك وحدة حزب العدالة والتنمية وبددت قوته، على حد تعبيره في بعض لقاءاته الداخلية، مشيرا إلى أن الحزب خسر ذاته وروحه، ولم يعد يحظى بأي اعتبار لدى المغاربة.