كورونا في المغرب عام 2021.. من تعميم اللقاحات إلى تصنيعها
نجاحات متتالية يسجلها المغرب في الحرب ضد كورونا، فبعد تجاوزه تحديات الإغلاق، لم يتمكن فقط من تعميم اللقاحات، بل تصنيعها وتصديرها.
بتلقيه أولى جرعاته من اللقاح المضاد لكورونا، أعطى العاهل المغربي الملك محمد السادس شارة الانطلاقة لتجربة غير مسبوقة في تاريخ البلاد، بدأت بتعميم اللقاح على جميع الأفراد المقيمين بالتراب المغربي، ولازالت مستمرة مع عملية تصنيع اللقاح محليا وتصديره.
"العين الإخبارية" تعيد تسليط الضوء على أهم المراحل التي مرت بها الحملة الوطنية للتلقيح التي تميزت بها المملكة المغربية خلال العام الذي نُودعه.
أول المُلقحين
وكما كان أول المتبرعين من ماله الخاص لصندوق مواجهة كورونا، تطوع العاهل المغربي الملك محمد السادس ليكون أول المغاربة الذين يتلقون المصل المضاد لفيروس كورونا.
وفي يناير / كانون الثاني المُنصرم، حصل العاهل المغربي الملك محمد السادس على جرعته الأولى من المصل المضاد لفيروس كورونا، مُعلنا بذلك انطلاق حملة وطنية غير مسبوقة للتلقيح.
ووفقاً للتعليمات الملكية السامية، فإن عملية التلقيح، منذ بدايتها وإلى غاية اليوم، تتم بشكل مجاني، إذ يستفيد منها جميع المواطنين المغاربة، وأيضاً الأجانب المقيمين بالمغرب، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 17 وأزيد من 75 سنة.
وبدأت العملية بشكل تدريجي، إذ همت في وقت أول المغاربة العاملين في الصفوف الأولى، إلى جانب المُسنين وحاملي الأمراض المزمنة، لتتوسع على مراحل، شاملة كُل الفئات الصحية والعمرية.
وتتوخى المملكة من هذه الحملة غير المسبوقة، والمجانية بالكامل، تحقيق مستويات متقدمة من التحصين الجماعي وحماية المواطنين من الجائحة.
من التلقيح للتصنيع
لم يكتف المغرب بالحصول على كمية كافية من اللقاحات المُضادة لفيروس كورونا، وتعميمها بشكل غير مسبوق على المواطنين والمقيمين. بل اختارت المملكة أن تكون مُصنعاً يحقق الاكتفاء الذاتي، ويبلي حاجيات الدول الافريقية وغيرها.
الرؤية الملكية المُتبصرة، لم تقف عن جائحة كورونا، بل مضت نحو أفق أكبر، مُستحضرة تحديات مستبقلية تتطلب تحقيق سيادة صحية أكبر، الشيء الذي مكن البلاد من وضع استراتيجية قوية تحقق للمملكة اكتفاءها الذاتي من جميع أنواع اللقاحات.
وفي يوليو / تموز المنصرم، أشرف الملك محمد السادس بشكل شخصي، على توقيع مجموعة من الاتفاقيات بقيمة استثمارية تساوي 500 مليون دولار.
وتهم الاتفاقيات الثلاث الموقعة مع الصين، إنتاج خمسة ملايين جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا. إلى جانب لقاحات أخرى.
هذه الخطوة من شأنها أن تجعل المملكة منصة رائدة للبيوتكنولوجيا على الصعيد القاري والعالمي في مجال الصناعة والتغليف.
خطوة مفصلية ومناعة جماعية
سعيد عفيف، عضو لجنة التلقيح بوزارة الصحة المغربية، وصف خطوة تصنيع وتعبئة اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد بـ"المحطة المفصلية" في تاريخ الصناعات الدوائية في البلاد.
ليست هي النجاح الوحيد للمملكة المغربية في مجال محاربة كورونا، بل تنضاف لما راكمته المملكة من نجاحات منذ بداية الجائحة، سواء عبر الاستراتيجية الملكية لمواجهتها، أو نجاحها في أن تكون أول بلد إفريقي من حيث عدد المُلقحين.
عفيف في حديث لـ"العين الإخبارية"، شدد على المملكة تملك من المقومات البشرية ما ساهم في تسهيل وإنجاح عملية التلقيح.
ناهيك عن خبرة راكمتها المملكة منذ ثمانينيات القرن الماضي، الشيء الذي طور الصناعة الدوائية بالمملكة، خاصة على مستوى البنية التحتية للمختبرات التي تزود البلاد بـ 60 بالمائة من احتياجاتها الدوائية.
وفي أقل من عام، نجحت المملكة في توزيع ما يُناهز 49 مليون جرعة على المواطنين والمقيمين بالتراب الوطني.
وإلى حدود الساعة نجحت المملكة في تلقيح 61.6 بالمائة من مجموع الساكنة المعنية بالتلقيح، وهي الأشخاص ابتداء من 17 عاماً.
22,7 مليون فرد، هو عدد الأشخاص الذين حصلوا على تلقيح كامل من خلال جرعتين متتاليتين من اللقاحات المضادة لكورونا، إلى غاية مطلع ديسمبر / كانون الأول الجاري.
في المقابل، وإلى حدود نفس التاريخ تجاوز عدد المغاربة الحاصلين على ثلاث جرعات من اللقاح مليونا ونصف مليون شخص.