أبناء المغرب في الخارج.. دفعة لإنعاش الاقتصاد وتنشيط السياحة
مع بداية كل صيف يتوافد أبناء المغرب في الخارج لزيارة وطنهم لقضاء عطلة الصيف، وهي الزيارة التي تحمل دفعة للاقتصاد الوطني والسياحة.
وتشكل عودة مغاربة الخارج، دفعة قوية للاقتصاد، من خلال المساهمة في زيادة احتياطي العملة الصعبة للبلاد، بالإضافة إلى تحريك عجلة الاقتصاد، خاصة قطاع السياحة بإقبالهم على مختلف الخدمات السياحية في مدن المملكة.
تحويلات مهمة
وأفاد مكتب الصرف بأن تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج تجاوزت 22.91 مليار درهم (1 دولار = 10.14 درهم مغربي )، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2022.
وأوضح المكتب، في نشرته الأخيرة الخاصة بالمؤشرات الشهرية للتجارة الخارجية، أن هذه التحويلات سجلت ارتفاعا بنسبة 8.3%، أي +1.76 مليار درهم مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.
في هذا الإطار، قال لحسن حداد رئيس اللجنة المشتركة بين البرلمان المغربي والبرلمان الأوروبي، إن مغاربة العاملين بالخارج يساهمون بأكثر من 80 مليار درهم من تحويلات العملة الصعبة كل سنة، في حين بلغت السنة الماضية رقما قياسيا ببلوغها 95 مليار درهم.
وأضاف حداد في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن هذه التحويلات مهمة جدا بالنسبة للاحتياطات الوطنية من العملة الصعبة ومهمة أيضا لمساعدة عائلاتهم وذويهم كما تعتبر مهمة أيضا في مجال الاستثمار.
وأوضح حداد، أن التحدي الآن هو كيف يتم الاستفادة من هذه التحويلات في مشاريع استثمارية؟
دعم السياحة
أما على مستوى السياحة الداخلية، فأوضح حداد، أن الدراسات التي تم القيام بها، تبين أن الجيل الثالث والرابع من أبناء المغاربة في الخارج، لا يختلفون في سلوكياتهم عن الأجانب الذين يزورون المغرب، من حيث استعمال الفنادق والمطاعم والمرافق الترفيهية والسياحية.
وقال: يجب أن يكون هناك بعض التنسيق لرحلات خاصة بمغاربة الخارج في إطار امتيازات معنية ومعاملة تنظر في سلوكاتهم والتجاوب معهم، بالإضافة إلى تخفيض الأسعار بالنسبة لهم.
اتفاق
ووقعت الخطوط الملكية المغربية والمكتب الوطني المغربي للسياحة، اتفاق شراكة يربطهما على مدى 3 أعوام، حيث سيتم توحيد جهودهما وتسخير كل مواردهما لترشيد وتجويد منظومة الترويج السياحي للمملكة.
وتهدف هذه الشراكة إلى التعريف بصورة ووجهة المغرب بكافة القارات والبقاع، إلى جانب الترويج للسياحة الداخلية عبر مواكبة السياح المغاربة وتحفيزهم على اكتشاف وإعادة اكتشاف بلدهم وما يزخر به من مؤهلات وثروات سياحية قل نظيرها.
وأكد عبد الحميد عدو، المدير العام للخطوط الملكية المغربية، وعادل الفقير، المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، على أن هذا الاتفاق يندرج ضمن مجهود إعادة انطلاق النشاط السياحي.
وقد اتفق الناقل الوطني والمكتب الوطني المغربي للسياحة، على وضع إطار شامل للتعاون بدأ مطلع يوليو/تموز 2022 وينتهي بحلول 31 مارس/ آذار 2025.