صرخة مغربية في وجه أوروبا.. دبلوماسية ندية تقدس الثوابت
صوت مغربي قوي في وجه أوروبا، أن لا مساومة على الحوزة الترابية، ودبلوماسية ندية تحرص الرباط على اتباعها.
دبلوماسية تمثلت في اتخاذ المغرب مواقف أكثر صرامة مع الدول الأوروبية، وهو ما عكسه نهج التعامل الذي اتبعته المملكة في أزمة المهاجرين مع إسبانيا هذا الأسبوع.
في هذا السياق، جاء قرار وزير الدولة المغربي المكلف بحقوق الإنسان مصطفى الرميد يوم الثلاثاء بتخفيف الضوابط الحدودية مع جيب سبتة، إثر قرار مدريد بالسماح لأحد زعماء جبهة البوليساريو بالذهاب إلى إسبانيا لتلقي العلاج في المستشفى.
وكان لافتا تعليق رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على أزمة المهاجرين؛ حيث قال إن المغرب صديق لبلاده ويجب أن يظل كذلك، وهو ما يسير إلى رغبة مدريد بعدم التصعيد.
أزمة المهاجرين
وفجر قرار إسبانيا تقديم الرعاية الطبية لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي، باستخدام ما يقول المغرب إنه دون استشارة الرباط أولا، الخلاف الأخير.
ويرفض المغرب، الذي أيد مدريد بشأن موقفها من استقلال كاتالونيا، حجة إسبانيا بأن دوافعها إنسانية واستدعى سفيرته في مدريد للتشاور.
وفي خطوة جديدة من القضاء الإسباني استدعت المحكمة العليا زعيم البوليساريو للمثول أمامها الشهر القادم.
وتبلغ غالي الأربعاء باستدعاء للمثول أمام المحكمة في الأول من يونيو/حزيران لسماع اتهامات ستوجه له في قضية تتعلق بارتكاب جرائم حرب.
وقالت وثيقة اطلعت عليها وكالة رويترز إن جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان وأفرادا في الأقاليم الجنوبية للمغرب يتهمون غالي وغيره من زعماء الجماعة المتمردة بالإبادة الجماعية والقتل والإرهاب والتعذيب والتورط في عمليات اختفاء قسري.
والخلاف الأخير مع إسبانيا، أكبر شركاء المغرب التجاريين، هو أسوأ نزاع بين الجانبين منذ ما يقرب من 20 عاما.
ودائما ما كانت الصحراء المغربية محور السياسة الخارجية للمملكة؛ إذ عملت الرباط على إقناع دول أخرى بالاعتراف بالمنطقة أرضا مغربية في مواجهة مطالب البوليساريو.
دعم أمريكي مستمر
ويتكئ المغرب على دعم أمريكي حازم، بعد اعتراف الولايات المتحدة في ديسمبر/ كانون الثاني، بمغربية الصحراء، بقرار من الرئيس السابق دونالد ترامب، واستمرار خليفته جو بايدن حتى الآن في ذلك.
ورغم أن الرباط سبق ووقفت في وجه حلفائها بشأن هذه القضية، فإن تغير موقف واشنطن شجعها على اتخاذ نهج أكثر صرامة تجاه أوروبا.
من هذا المنطلق يقول محمد مصباح رئيس المعهد المغربي لتحليل السياسات، وهو مؤسسة أبحاث مستقلة: "المغرب يستغل الاعتراف الأمريكي كفرصة لزيادة مكاسبه فيما يتعلق بموقفه بشأن الصحراء".
وفتحت أكثر من 20 دولة، معظمها أفريقية وعربية، قنصليات في الصحراء المغربية، في اعتراف فعلي بسيادة المملكة عليها.
خلاف مع ألمانيا
ولأن موضوع الحوزة الترابية من ثوابت الدبلوماسية المغربية، فقد دب خلاف بين الرباط وبرلين مؤخرا، بسبب قضية الصحراء المغربية.
فقد استدعت الرباط هذا الشهر سفيرتها في برلين للتشاور، ردا على الموقف الألماني بشأن الصحراء المغربية، ومتهمة برلين باتخاذ موقف عدائي.
وواصلت ألمانيا، مثل إسبانيا وأعضاء آخرين بالاتحاد الأوروبي، القول إنها تريد حلا بوساطة الأمم المتحدة.
ويجمل محمد بودن، الخبير المغربي في العلاقات الدولية في تصريح سابق لـ"العين الإخبارية" أبرز نقاط خلاف الرباط وبرلين، وعلى رأسها منحها مساحة واسعة لأحد المدانين بتهم إرهابية، الحاملين للجنسية المغربية، والذي يُمعن في مهاجمة المملكة والتحريض عليها.
وعدم تعاون ألمانيا مع المملكة في توقيف هذا الرجل -بحسب المتحدث- يمس بشكل كبير بالتعاون الأمني بين المملكة المغربية وألمانيا، وهُنا يجب أن نستحضر الدور الاستخباراتي الكبير الذي تلعبه المملكة المغربية على المستوى الدولي.
ومن النقاط الخلافية وفق الخبير المغربي "التهميش الذي مارسته ألمانيا للدور المغربي في حلحلة الملف الليبي، وهي الجهود التي لقيت إشادة ودعما أوروبيا وعربياً ودولياً".
وحول تجميد المغرب الاتصالات مع السفارة الألمانية مؤخرا واستدعاء السفيرة للاحتجاج، يقول بودن تعكس صبراً طويلا للمملكة على التصرفات الألمانية؛ إذ لا يلجأ المغرب إلى مثل هذه القرارات إلا حينما يكون الأمر جللاً، ويتعلق بضرر بليغ يتعلق بملفات حساسة كملف سيادته على أقاليمه الجنوبية.
aXA6IDMuMTMzLjEzMy4zOSA=
جزيرة ام اند امز