سياسة
سبتة.. مدينة في قلب الأزمة المغربية الإسبانية
على أقل من عشرين كيلومترا مربعا، يعيش أكثر من 82 ألف مغربي وإسباني بمدينة سبتة، التي تقع تحت سلطة مدريد، وتعتبرها الرباط أرضاً محتلة.
هي شبه جزيرة في أقصى الشمال المغربي، أقرب نقطة في القارة الأفريقية إلى الجنوب الإسباني، تعوم على البحر الأبيض المتوسط، وتقع تحت سلطة مدريد بحُكم ذاتي، فيما تعتبرها الرباط جُزءاً من ترابها، وتطالب بتحريرها من الاحتلال الإسباني.
المدينة اسمها يعني "الأشقاء السبعة"، إلا أن العبارة تحرفت لتُنطق بالإسبانية "ثيوتا"، يُحيط بها سياج كبير أنشأته إسبانيا للحيلولة دون تسلل المهاجرين غير الشرعيين إلى هذه المدينة.
منذ استقلال المغرب عن الاحتلالين الإسباني والفرنسي، لا يزال يرى هذه المدينة جزءا من تُرابه، رافضاً الاعتراف بالسيادة الإسبانية على هذه المنطقة.
وتعتبر المملكة التواجد الإسباني بمدينة سبتة احتلالاً، مُطالباً باسترجاعها إلى جانب مدينة مليلية وجزر إشفارن القريبة منهما.
وتعود سيطرة إسبانيا على المدينة إلى عام 1580، وذلك في أعقاب ضمها البرتغال لمناطق سيادتها، والتي كانت بدورها تحتل المدينة منذ عام 1415.
تهريب
وفي عام 2019، كانت المدينة تعرف نشاطاً واسعاً لتهريب السلع والمواد الغذائية، إذ تقوم نسوة بدخول المدينة، وحزم عشرات الكيلوجرامات من المواد الغذائية على أجسادهن، ثم المشي بها لكيلومترات عديدة نحو مدينة الفنيدق المجاورة لها.
وكانت السلطات الإسبانية المُشرفة على تسيير شؤون المدينة تعول بشكل كبير على عمليات التهريب لتحريك عجلة اقتصاد المدينة، وذلك عبر استغلال مئات النسوة ممن يُعانين الفقر، الشيء الذي أغرق السوق المغربية بالعديد من المواد التي كانت تدخل بطريقة غير شرعية.
وأمام هذا الوضع، اتخذت الرباط في يوليو/ تموز عام 2019، قرارا يقضي بإغلاق الجمارك البرية مع مدينة مليلية، ومنع أي عملية استيراد أو تصدير عبر المعبر البري، بجانب توفير فرص عمل للعاملين في مجال التهريب لإثنائهم عن العمل في هذا المجال غير المشروع.
وفي سياق الأزمات الدبلوماسية المتتالية بين المغرب وإسبانيا، كان لمدينة سبتة نصيب من هذا الخلاف، لتعيش على وقع أكبر عملية هجرة في السنوات الأخيرة.
وبسبب تدفق الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين إلى المدينة في وقت وجيز، استدعت الخارجية الإسبانية، سفيرة المغرب في مدريد، كريمة بنيعيش، وهو ما ردت عليه المملكة المغربية باستدعاء سفيرتها للتشاور.