"العمل المغاربي" تطالب دول المنطقة بالاسترشاد بتجربة الاتحاد الأوروبي
ندوة لمنظمة العمل المغاربي توصي بالاستفادة من تجربة الاتحاد الأوروبي في الشراكة الدولية.
دعا المشاركون في ندوة نظمتها منظمة العمل المغاربي بشراكة مع مؤسسة "هانس سايدل" على مدى يومين، حول موضوع "المشترك المغاربي"، إلى ضرورة بلورة إستراتيجية مغربية لمواجهة التهديدات الأمنية التي تواجه المنطقة في إطار من التنسيق والتعاون وشددوا على أهمية التصدي للتهديدات الأمنية المختلفة دون المس بمبدأ الحكامة الأمنية ودولة الحق والقانون.
أوصوا بالاستفادة من تجارب التكتلات التي لها وزن على المستوى العالمي، كما هو الشأن بالنسبة للاتحاد الأوروبي من حيث التركيز على تشبيك المصالح الاقتصادية والتدرج في الأولويات وتجاوز تبعات الصراعات والحروب الماضية والاستجابة إلى تطلعات الشعوب.. بحسب موقع (المغرب اليوم).
وأصدرت هذه المنظمة غير الحكومية التي تأسست بمدينة مراكش المغربية عام 2011، عدة توصيات خلال الندوة التي حضرها باحثون من الدول المغاربية الخمس يومي 14 و15 يناير/كانون الثاني الجاري، تمحورت حول الأمور المشتركة بين دول المنطقة وكذا التحديات التي تواجهها.
وأبرز المشاركون، في السياق ذاته، أهمية الحوار والتواصل في تدبير الخلافات المغاربية، انطلاقا من إمكانات المشترك الحضاري وبعقل سياسي عقلاني ورؤية مستقبلية واثقة، محذرين من الكلفة الأمنية والاقتصادية والإنسانية التي يفرزها اللاندماج المغاربي.
وتضمنت التوصيات أيضا، التأكيد على أهمية تعزيز الخيار الديمقراطي في المنطقة على مرتكزات مؤسساتية حقيقية تضمن احترام الحقوق والحريات، وتوسيع دائرة المشاركة السياسية وتعزيز دور المجتمع المدني في تجاوز حالة الركود التي تطبع أداء الاتحاد المغاربي.
واستحضر المشاركون الأهمية التي يكتسيها المجتمع المدني في تعزيز الدبلوماسية الموازية وتجاوز الخلافات وترسيخ الوعي بالمشترك وبكلفة اللاندماج المغاربي، وكذا الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه الجماعات الترابية في تعزيز التعاون المغاربي من خلال اتفاقيات التوأمة والتعاون اللا مركزي.
وجاء في التوصيات كذلك، الدعوة إلى استحضار الأبعاد الاجتماعية والإنسانية لسكان الحدود بين المغرب والجزائر، والعمل على خلق شبكات لمنظمات المجتمع المدني ذات طابع مغاربي، وإقامة مراكز للدراسات والبحوث تعنى بالشأن المغاربي، فضلا عن دعوة وسائل الإعلام المغاربية المختلفة إلى الانخراط في التوعية بأهمية البناء المغاربي والترويج للمشترك في أبعاده المختلفة، وتعزيز التواصل بين الشعوب المغربية مع التركيز على الشباب المغاربي الذي يجسد المستقبل الواعد في هذا الخصوص.
وشهدت الندوة حضور عدد من الباحثين والخبراء من الدول المغاربية قدموا ضمن ثلاث جلسات علمية مداخلات تمحورت حول التأكيد على المشترك الذي تتقاسمه دول المنطقة في أبعاده وتجلياته الثقافية والتاريخية والحضارية والاجتماعية، كما وقفوا أيضا على التحديات الاقتصادية والأمنية والإستراتيجية التي تواجه دول المنطقة مجتمعة.
يذكر أن منظمة العمل المغاربي هي هيئة مدنية مستقلة تسعى إلى التوعية بأهمية البناء المغاربي.
aXA6IDE4LjE5MS4xNjUuMTkyIA== جزيرة ام اند امز