المغرب وإسرائيل.. نحو "أقصى حد ممكن" من العلاقات
"نحو أقصى حد ممكن" يتطلع المغرب وإسرائيل إلى الذهاب في علاقات ثنائية تؤكد الرباط أنها لم تنقطع أبدا.
مسار تختزله تصريحات أدلى بها وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في مقابلة أجراها مؤخرا مع قناة “لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية” بموقع “يوتيوب”، راسما بذلك سقفا مفتوحا للعلاقات مع إسرائيل.
وبالمقابلة، شدد بوريطة على أن الرباط وتل أبيب ستذهبان إلى أقصى حد ممكن في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
زيارات رفيعة المستوى
بوريطة أعرب أيضا عن أمله في تبادل قريب لزيارات رفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين، رابطا ذلك بـ"رفع القيود عن السفر" بسبب استمرار تفشي الجائحة.
وأكد أن الطرفين يحرصان على تطوير العلاقات الثنائية لمصلحة الشعبين والمنطقة أيضا.
- المغرب يحذر من سياسة إيران العدوانية في المنطقة
- مُمثل إسرائيل لدى المغرب يزور أحياء اليهود: نموذج للتعايش والتسامح
ولفت زعيم الدبلوماسية المغربية، إلى أنه رغم قطع العلاقات بين البلدين، إلا أن الاتصالات بين الرباط وتل أبيب لم تتوقف، إذ ظلت مستمرة ليتم استئنافها مُجدداً نهاية العام الماضي.
وأشار إلى أن استئناف المغرب علاقاته مع إسرائيل "لم يكن قرارا انتهازياً، بل يعتبر أمراً طبيعياً نبع من قناعة"، مُرجعاً ذلك إلى العلاقات الخاصة التي تجمع المغرب باليهود، ناهيك عن مشاركة المملكة المغربية منذ سنوات في مسار السلام.
وبالنسبة لـ"بوريطة"، فإن الاتفاق الثلاثي الذي وقعه المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، يُعتبر وثيقة ملزمة قانونيا، وتتضمن اعتراف واشنطن بالسيادة المغربية على الصحراء، والتزام الرباط بتطوير العلاقات مع إسرائيل، والتزام إسرائيل بالتعاون مع المملكة المغربية.
ومنذ تلك اللحظة، يقول الوزير، "اتخذنا خطوات ملموسة لترجمة هذا الاتفاق على أرض الواقع"، مشيرا إلى فتح مكتبي اتصال في الرباط وتل أبيب، فيما يعمل الجانبان بشكل طبيعي.
وأشار المسؤول الحكومي إلى إنشاء ثماني مجموعات مشتركة بين المغرب وإسرائيل في مجالات مختلفة، من قبيل الدبلوماسية والأمن والماء والفلاحة والسياحة، مضيفا: “لدينا اليوم جميع الوسائل للتعاون ولدينا أيضا الإرادة السياسية”.
وعرج الوزير على العلاقات المغربية الأمريكية، واصفاً إياها بـ"القوية"، مُعدداً مجموعة من المؤشرات التي تعكس ذلك.
ومن بين معالم قوة العلاقات بين الرباط وواشنطن؛ الحوار الاستراتيجي بين البلدين، ووجود لجنة عسكرية رفيعة المستوى للتنسيق، خاصة أن المغرب يعتبر البلد الأفريقي الوحيد الذي يجمعه اتفاق للتبادل الحر مع واشنطن وحليف من خارج حلف شمالي الأطلسي (الناتو) منذ 2004.
وشدد وزير الخارجية على أن العلاقات بين المغرب وواشنطن “متجذرة”، ويجمعهما تحالف في مكافحة الإرهاب، قائلا في الصدد ذاته: “اليوم يمكن أن نشتغل على مواضيع أخرى من قبيل التغيرات المناخية وتنمية القارة وتعزيز السلم في الشرق الأوسط”.
تهديدات إيرانية
وبالمقابلة نفسها، اعتبر بوريطة أن المغرب يواجه نفس التهديدات الإيرانية التي تواجهها إسرائيل وواشنطن، داعيا في رده عن سؤال حول الموضوع، إلى "العمل كحلفاء لمواجهة التحركات الإيرانية التي تعمل على زعزعة استقرار شمال وغرب أفريقيا".
وأكد وزير الخارجية المغربي أن إيران هددت استقرار ووحدة المغرب من خلال دعم وتسليح جبهة البوليساريو وتدريب عناصرها لاستهداف المملكة، مشددا على أن المغرب “متيقظ للتهديد الذي تمثله طهران لأمننا وسلامة شعبنا”.
وأكد الدبلوماسي المغربي أن “مسألة الصحراء حاسمة للمملكة وسلامة أراضيها، وهي مفتاح الاستقرار لهذا البلد”، مشيرا إلى أن جميع الذين يبحثون عدم استقرار المملكة المغربية “يستعملون ملف الصحراء كوسيلة، وإيران وحزب الله والبوليساريو يفعلون الأمر نفسه”.
وتابع أن المغرب يعمل على تحقيق السلام الذي يحقق الأمن والاستقرار لإسرائيل وأيضا يضمن حقوق الفلسطينيين، مؤكدا أن المملكة ستعمل من خلال ما راكمته على تعزيز السلام والمحادثات بين إسرائيل وفلسطين لإنهاء هذا الصراع.