المغرب يحذر من استغلال المساجد في الدعاية الانتخابية
أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب، مذكرة تدعو فيها القيمين الدينيين إلى التزام الحياد التام في خُطبهم ومواعظهم.
وبحسب دورية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المملكة المغربية، وصل "العين الإخبارية" نُسخة منها، فإن القيمين الدينيين في مساجد المملكة، مُلزمون بتفادي كُل ما قد يُفهم منه، صراحة أو تلميحاً قيامهم بالدعاية لفائدة أو ضد هيئة سياسية أو نقابية، أو أي مترشح.
الدورية الموقعة من طرف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد توفيق، نبهت العاملين بالوزارة، إلى ضرورة التعاطي مع هذه التعليمات بدقة وصرامة.
ولفت الوزير إلى أن القيمين الدينيين الذين سيترشحون للانتخابات، سيتم إعفاؤهم من مهامهم.
وتأتي هذه الخطوة، من أجل تحصين الحقل الديني في المملكة المغربية، من أي تدخل أو استغلال سياسي أو انتخابي.
وتمنع القوانين الانتخابية في المملكة المغربية، الدعاية الانتخابية في أماكن العبادة، كالمساجد والأضرحة والزوايا.
كما تمنع أيضاً، إظهار أي معلمة دينية في منشورات الدعاية الانتخابية، سواء الإلكتروني منها أو المطبوع.
وتشهد المملكة المغربية في الثامن من ديسمبر / أيلول المقبل، ثالث انتخابات تشريعية في عهد الدستور الجديد، الذي حمل صلاحيات واسعة للحكومة والبرلمان.
هذه الانتخابات، التي تنعقد في ظل صراع سياسي بين الأحزاب المغربية، للظفر برئاسة الحكومة بعد ولايتين متتاليتين لحزب العدالة والتنمية على رأسها، وهي المدة التي خرج فيها الحزب بحصيلة كانت محط انتقاد جميع الأحزاب.
وبحسب القانون المغربي، سيتنافس أكثر من 30 حزباً في المغرب على 395 مقعداً في مجلس النواب، وهو الغرفة الأولى للبرلمان المغربي.
الحزب الحاصل على المرتبة الأولى من حيث عدد المقاعد النيابية، سيُكلف الملك أحد أعضائه بمهمة تشكيل الحُكومة.
وعلى الرغم من أن دستور عام 2011 لم يُحدد طبيعة الشخص الذي يُعينه الملك من الحزب الحاصل على المرتبة الأولى في الانتخابات، إلى أنه ومنذ انتخابات 2012، دأب العاهل المغربي، الملك محمد السادس على تعيين الأمين العام لهذا الحزب.
وقبل أسابيع، برزت مجموعة من الفرضيات التي تتوقع تأجيل الانتخابات بسبب استمرار تفشي جائحة كورونا في المملكة، إلا أن وزير الداخلية المغربية، عبد الوافي لفتيت، أكد في تصريحات حديثة أن الانتخابات ستعقد في موعدها المحدد.
ويُنتظر أن تفتح مصالح وزارة الداخلية أبوابها في وجه الراغبين في الترشيح لهذا الاستحقاق الانتخابي، ابتداء من يوم الإثنين المقبل.
وستبدأ فترة الدعاية الانتخابية في السادس والعشرين من أغسطس / آب الجاري، لتنتهي في منتصف ليلة الاقتراع، المقررة في الثامن من ديسمبر / أيلول المقبل.
وجرت العادة أن تعلن وزارة الداخلية المغربية عن النتائج في ساعة متأخرة من يوم الاقتراع، ليتم لاحقاً إعلان النتائج النهائية، والتي لا تختلف كثيراً عن نظيرتها الأولية.
وبعد تعيين الملك لرئيس الحكومة الجديد، يشرع الأخير في إجراء مشاوراته مع باقي الأحزاب بغرض ضمان أغلبية مريحة في البرلمان، وتفادي عرقلة المصادقة على قراراتها وقوانينها، وأيضاً منحها الثقة، أو إسقاطها بموجب ملتمس رقابة.