المغرب يتجه للقمح الروسي ويترك فرنسا.. ما السبب؟
قال عمر يعقوبي رئيس الفيدرالية الوطنية لتجار الحبوب في المغرب، الثلاثاء، إن من المتوقع أن تتصدر روسيا موردي القمح اللين للمغرب هذا الموسم 2024-2025 متجاوزة فرنسا، بحسب ما نقلته رويترز.
وأضاف أن المغرب يحتاج لاستيراد 5 ملايين طن من القمح اللين بعد محصول محلي ضئيل بسبب الجفاف.
حديث يعقوبي جاء على هامش مؤتمر عقدته شركة فرنسية لتصدير الحبوب، وقال إن فرنسا، التي أعلنت عن انخفاض محصولها من القمح اللين، "لا تتوفر لديها الكميات المطلوبة لتغطية حاجيات السوق المغربية".
أضاف أن القمح المستورد من الدول المطلة على البحر الأسود هو الأكثر تنافسية في السوق منذ أغسطس/آب.
تابع أنه في ضوء الانخفاض المتوقع في صادرات القمح الفرنسية، "نحن مضطرون إلى التطلع إلى دول مصدرة أخرى مثل روسيا ورومانيا وبلغاريا وأوكرانيا ودول البلطيق وبولندا وألمانيا".
إنتاج المغرب من القمح
أصدرت حكومة المغرب أرقامها النهائية لإنتاج القمح لمحصول 2024، ليتضمن 1.77 مليون طن من القمح العادي، و0.70 مليون طن من القمح الصلب، بانخفاض بنحو 43% عن محصول العام السابق، بحسب وزارة الزراعة الأمريكية.
ويتجه المغرب إلى روسيا وأوكرانيا لتلبية إمداداته من القمح، بينما انخفضت واردات القمح من كندا والأرجنتين بنسبة 22% و100% على التوالي، ويعود هذا التحول بشكل رئيسي إلى الأسعار.
بلغت واردات المغرب من القمح في بين يونيو/حزيران 2023 وأبريل/نيسان من العام الماضي 6 ملايين طن، منها 4.4 مليون طن جاء من الاتحاد الأوروبي، بينما مثلت روسيا نحو 8.4% فقط من الواردات، وجاءت أيضا نسبة أوكرانيا نحو 3%.
ويستهلك المغرب نحو 10 ملايين طن من القمح سنويا، بحسب وزارة الزراعة الأمريكية.
تشير توقعات وزارة الزراعة الأمريكية إلى تسجيل المغرب أدنى مستوى من إنتاج القمح في 10 سنوات على الأقل في موسم 2025/2024، عند 2.5 مليون طن، مقارنة بمتوسط المواسم الخمسة الأخيرة عند 4.2 مليون طن.
الجفاف يعطش المغرب
دخل الجفاف في 2024 عامه السادس بالمغرب، ولا تبدو هناك بارقة أمل، بل إن الأمور مرشحة للاتجاه نحو الأسوأ، وسيواجه المغرب بحلول عام 2040 ضغوطا مائية "مرتفعة للغاية"، بحسب معهد الموارد العالمية.
يشهد المغرب ارتفاعًا في درجات الحرارة وانخفاضًا في معدل تساقط الأمطار، مما يساهم في تفاقم الجفاف، فيما تعتمد الزراعة والأنشطة الاقتصادية بشكل كبير على الأمطار والمصادر المائية السطحية التي تتأثر بشدة في فترات الجفاف.
يعاني القطاع الزراعي المغربي بشكل كبير خلال فترات الجفاف، إذ تتراجع المحاصيل وخاصة الحبوب والخضروات، ما يؤثر على الأمن الغذائي.
يتسبب الجفاف أيضا في نقص كبير في مصادر المياه، سواء السطحية أو الجوفية، مما يزيد من الضغط على هذه الموارد، كما يؤدي نقص المياه في المناطق الريفية إلى تفاقم الهجرة نحو المدن، حيث يبحث السكان عن فرص عمل جديدة.
تراجع فرنسا
قال يعقوبي، رئيس الفيدرالية الوطنية لتجار الحبوب، إن الكميات المنخفضة المتاحة للتصدير في فرنسا تجعل روسيا "صانعة السوق"، مضيفا أن التجار المغاربة يتوقعون أيضا الاستيراد من الأرجنتين والبرازيل.
وقال رئيس الجامعة الوطنية للمطاحن، عبد القادر العلوي، إن المغرب استورد في الفترة من يونيو/حزيران إلى أغسطس/آب نحو 1.5 مليون طن، وكانت فرنسا في الصدارة تليها روسيا، وبولندا وألمانيا وأوكرانيا.
أضاف أن "استقرار الأسعار حتى سبتمبر/أيلول شجع على زيادة الواردات، ونتطلع إلى الاستمرار في الاستيراد حتى مارس"، مشيرا إلى أن مخزونات المواد الغذائية الأساسية تكفي ما يزيد قليلا على 3 أشهر.