مؤتمر الرباط.. بوصلة الشراكة الدولية ضد الإرهاب
بأجندة حافلة تتقاطع عند عالم خالٍ من الإرهاب، تنبض الرباط على وقع مؤتمر روشيتات تتضمن وصفات لشراكة إقليمية ودولية تكافح التطرف.
وتحت عنوان "مكافحة التطرف العنيف: استجابات جديدة لتحديات جديدة"، يجتمع أكاديميون وخبراء ومسؤولون أمنيون بالعاصمة المغربية، على مدار ثلاثة أيام، في توقيت يجزم مراقبون بأنه يطرح حاجة ملحة لإيجاد بوصلة تقود نحو الأمن والاستقرار.
وينظم هذا المؤتمر الذي تواكب "العين الإخبارية" أعماله حتى يوم غد الخميس، المرصد المغربي حول التطرف والعنف، بشراكة مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، ومركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، والرابطة المحمدية للعلماء.
إجماع
وخلال الجلسة الافتتاحية، أجمع المشاركون على ضرورة تقوية وتعزيز التعاون الدولي والإقليمي لمواجهة التطرف العنيف والإرهاب، مشددين على ضرورة اعتماد استراتيجيات شاملة، دون الاقتصار على المقاربة الأمنية فقط.
وعلى الرغم من كل الجهود القائمة والتي تبذلها دول العالم لمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه، إلا أن مصطفى الرازي، رئيس المرصد المغربي حول التطرف والعنف، يرى أن خطر هذه الآفة مازال قائما، ويهدد السلم العالمي، ما يتطلب المزيد من التعاون والتأهب في ظل التطورات المتتالية.
أما كريم العيناوي، رئيس معهد السياسات من أجل الجنوب الجديد، فقد شدد في مداخلة له، على ضرورة الاستعانة بالثقافة والعلم والمعرفة في الحرب ضد الإرهاب، وتعزيز التعاون بين الأكاديميين وأصحاب القرار من أجل البحث بشكل أعمق في جذور الظاهرة.
بدورها نبّهت ميشيل كونينسكن، المديرة التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة، إلى وجود نوع جديد من الإرهاب، وهو المنتشر عبر الانترنت، موضحة أن التهديد الذي كان يشكله تنظيم "داعش" الإرهابي، لم يعد بالشكل التقليدي الذي كان عليه سابقا.
وعددت المتحدثة الجهود الأممية لمحاربة الإرهاب وتطويق التطرف العنيف، موضحة أن المنظمة تبذل جهودا لمنع أية أنشطة إرهابية يتم التخطيط لها عبر الانترنت، مثل جمع التمويلات، وترويج خطابات العنف والإرهاب، وذلك بشراكة مع المؤسسات الدينية، بهدف الحد من تجنيد الشباب للانخراط في تنفيذ أعمال إرهابية.
تحذير
وعرفت الجلسة الافتتاحية أيضا، مشاركة مسؤولين أمنيين مغاربة، إذ حذر الشرقاوي حبوب، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، من تغيير تنظيم "داعش" الإرهابي بوصلته، مؤكدا أن بلاده طورت استراتيجية فعالة لمحاربة الظاهرة ومحاصرتها.
وقال حبوب إن اندحار تنظيم "داعش" في سوريا والعراق دفعه إلى تغيير تكتيكاته وامتداده إلى مناطق أخرى تعرف هشاشة أمنية، مثل منطقة الساحل والصحراء الكبرى.
من جهته، كشف يونس جبران، الكاتب العام للمندوبية العامة لإدارة السجون بالمغرب، لمحة عن استراتيجية المملكة المتبعة في محاربة الإرهاب.
وأشار يونس جبران إلى أن تكتل هؤلاء يطرح مشاكل الاستقطاب، لكون بعضهم يملك قدرة على الإقناع، ويمارسون الاستقطاب والتجنيد في صفوف السجناء، خاصة الخطيرين.
سياقات متعددة
وينعقد هذا المؤتمر في سياق ميزه تداخل عوامل عدة، دفعت بحسب المنظمين، نحو مزيد من التعقيد على مستوى الظاهرة الإرهابية، إلا أن الأزمة الوبائية الراهنة لجائحة كورونا، عقدت وسارعت من وتيرة التحولات التي تحيط بالظاهرة، والتي ستكون لها تداعيات إضافية في خلق اختلالات داخل المجتمعات تطال الاقتصاد والسياسة والفكر وتمثلات الرأي العام لمفهوم الأمن والسلم.
ويورد المنظمون، أن انعقاد هذا المُؤتمر يُشكل فرصة لمناقشة المستجدات التي تحيط بالمشهد الإرهابي بمختلف أبعاده، كما تعد أرضية لتقييم فاعلية التنسيق الإقليمي والدولي في مجال مكافحة الإرهاب.
ثم التفكير الجماعي في سبل تقريب رؤى المختصين والخبراء الميدانين والباحثين حول سيناريوهات المواكبة الجماعية للتحديات الجديدة لظاهرة الإرهاب والتطرف العنيف.
وتنقسم جلسات المؤتمر على مجموعة من المواضيع ذات العلاقة المباشرة بالإرهاب والتطرف العنيف، إذ سيرصد المشاركون "تحولات التهديدات الإرهابية، والتحديات الجديدة المرتبطة بها"، بالإضافة إلى "التحديات السيبرانية الجديدة: من الدعاية والاستقطاب إلى استهداف البنى التحتية".
كما سيتطرق الحضور إلى "التغييرات الفكرية للتطرف العنيف والأشكال الجديدة لسرديات التطرف وخطاب الكراهية".
ومن بين المواضيع التي سيناقشها المشاركون أيضا، سبل فك الارتباط ومحاربة التطرف وإعادة التأهيل، بالإضافة إلى بحث مقاربات جديدة تتجاوز القوالب النمطية حوال المرأة والتطرف العنيف.
ويُشارك في مؤتمر الرباط، خبراء ومختصون في قضايا الإرهاب والتطرف العنيف، من مختلف القارات والدول (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، موريتانيا، السنغال، نيجيريا ،كينيا، إسبانيا، فرنسا، بريطانيا، إيطاليا ، بلجيكا ، سويسرا، هنغاريا، الولايات المتحدة الأمريكية، النمسا، البرتغال، النرويج، رومانيا، مالطا، مصر، السعودية ، الفلبين ، ومؤسسات إقليمية ودولية في مقدمتها المديرية التنفيذية لمكافحة الإرهاب للأمم المتحدة).
aXA6IDE4LjIxOC45OS44MCA=
جزيرة ام اند امز