خنادق الهاون.. حياة الجنود الأوكرانيين تحت الأرض (صور)
ما إن أنهى جنود أوكرانيون عملية حفر أحد الخنادق في إحدى جبهات القتال بـ"دونيتسك" حتى بدأوا يمطرون سماء المنطقة بقذائف الهاون.
معركة ممتدة منذ شهور طويلة في إقليم دونباس، بينما يحاول الجنود الأوكرانيون - الذين مزقت أيام الحرب ملابسهم وأطلقت لحاهم - التعايش تحت الأرض في خنادق تحميهم من الضربات الروسية.
لا تفارق أدوات الحفر الجنود الأوكرانيين المتشبثين بمحاولات استعادة بعض المناطق التي أعلنت انفصالها شرقي البلاد، وفي سبيل ذلك اتخذوا من مناطق الغابات سبيلا لتوجيه ضرباتهم.
قتال متواصل فقدت فيه كييف نحو تسعة آلاف جندي أوكراني قتلوا منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في 24 فبراير/شباط وحتى أغسطس/آب الماضيين، بحسب تصريحات سابقة للقائد العام للجيش الأوكراني فاليري زالوجني.
ولا يجد جنود أوكرانيا سوى محاولات الاختباء أثناء توجيههم ضربات للقوات الروسية، بينما تصفهم موسكو بأنهم "نازيين" تسعى لاجتثاثهم من المناطق المتاخمة لحدودها.
مشاهد متواصلة منذ إعلان موسكو في 3 يوليو/تموز الماضي سيطرة القوات الروسية على منطقة لوهانسك بعد استيلائها على مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك.
حياة تحت الأرض يجد في الجنود الأوكرانيين في السجائر البريطانية سندا لمزاجهم في مواجهة أيام صعبة، إذ تعد لندن الداعم الأوروبي الأول لكييف في حربها ضد موسكو.
وأوقفت شركات سجائر بريطانية على غرار (Winston) جميع عملياتها في روسيا، ضمن موجات عالمية من العقوبات المفروضة على موسكو منذ بدء الحرب.
وفي حال نجاح القوات الروسية في السيطرة على دونيتسك فإنها ستتمكن من فرض سيطرتها الكاملة على منطقة دونباس الاستراتيجية.
وتعتمد موسكو سياسة إضفاء الطابع الروسي في المدن التي سيطرت عليها مع فرض اعتماد الروبل وإصدار جوازات سفر روسية للسكان.
وقبل أن يطلق أحد الجنود الأوكرانيين إحدى القذائف المتراصة في النفق من مدفع الهاون يسارع زميل له لـ"سد" أذنيه بإصبعيه لتفادي صوتها المميت.
وفي 24 فبراير/شباط، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إطلاق "عملية عسكرية خاصة" للدفاع عن "جمهوريتي" لوهانسك ودونيتسك الانفصاليتين في دونباس شرقي أوكرانيا، بعدما أقر باستقلالهما.
ومنذ أسابيع، أطلقت القوات الأوكرانية هجوماً مضاداً في جنوب البلاد، حيث أكدت كييف استعادة عشرات القرى والجسور الاستراتيجية المدمرة في منطقة خيرسون، في حين كثفت الولايات المتحدة والدول الأوروبية شحنات الأسلحة الثقيلة إلى البلاد.
وألحقت انفجارات غير محددة المصدر، رجح خبراء أن تكون ناجمة عن ضربات بعيدة المدى أو أعمال تخريب، أضرارًا بمطار عسكري ومستودع ذخيرة روسيين في شبه جزيرة القرم.