سلاح الغرب وحرب أوكرانيا.. المخازن تدق "ناقوس النفاد"
ناقوس خطر تدقه مخازن الذخيرة في الغرب جراء استنزافها بحرب أوكرانيا، ما يهدد الاستعداد العسكري للجيوش وقدراتها على مواجهة الطوارئ.
مخاطر نفاد تجعل الغرب عالقا بمنتصف الطريق على بعد سنوات ضوئية من تحقيق التزاماته بدعم أوكرانيا عسكريا في حربها مع روسيا وتزويدها بالأسلحة لتحقيق نصر بات مستبعدا.
فبعد 6 أشهر من اندلاع الحرب، تقف العديد من البلدان التي التزمت بدعم كييف بالمعدات والأسلحة والذخيرة، عاجزة عن استكمال إسنادها لعدم إلحاق الضرر باستعدادات جيوشها، وهو ما فاقم المخاوف وفجر الانتقادات ضد وزارات العدل والمؤسسات التشريعية صاحبة الكلمة الفصل في إرسال الدعم.
وفي ظل الضبابية التي تلف الحيز الزمني المتوقع لحسم الحرب، تتعقد مواقف الغرب وتطوقها الانتقادات الداخلية وسط موجة قلق تنذر بأن خياراتها الأخيرة قد تمضي نحو التخلي تسليحيا عن كييف.
وفي حال تحقق طرح مماثل، يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حقق الجزء الأكبر من النصر في الحرب، وهو الذي يعول بدرحة كبيرة على الامتداد الزمني للمعارك بهدف استنزاف كييف ومن ورائها داعموها.
مخزونات أمريكا
أمريكا التي تعتبر من أكبر الداعمين لكييف في حربها، ومن أوائل البلدان التي سارعت بإرسال الأسلحة والعتاد، تواجه اليوم خطر نفاد مخزونها من الذخيرة.
صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، ذكرت أن الحرب في أوكرانيا أدت إلى استنفاد المخزونات الأمريكية من بعض أنواع الذخيرة، في حدث يأتي في وقت بدت فيه وزارة الدفاع (البنتاجون) ”بطيئة“ في تجديد ترسانتها.
وأثار ذلك مخاوف بين المسؤولين من أن الاستعداد العسكري الأمريكي قد يتعرض لـ"الخطر" بسبب النقص.
وخلال الأشهر الستة الماضية، زودت واشنطن أوكرانيا بـ16 قاذفة صواريخ أمريكية، تُعرف باسم ”هيمارس“، وآلاف البنادق والطائرات دون طيار والصواريخ وغيرها من المعدات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين دفاعيين قولهم في هذا الصدد إن ”الكثير من هذه المساعدات، بما في ذلك الذخيرة، جاءت مباشرة من المخزون الأمريكي، ما أدى إلى استنفاد المخزونات المخصصة“ لما وصفوه بـ“تهديدات غير متوقعة“.
وأوضحت الصحيفة أن مدافع ”الهاوتزر“ هي من أكثر الأسلحة فتكا التي أرسلها ”البنتاجون“ إلى أوكرانيا، والتي تطلق ذخيرة شديدة الانفجار من عيار 155 ملم يزن كل منها نحو 100 رطل وهي قادرة على إصابة الأهداف بدقة على بعد عشرات الأميال.
ولفتت إلى أنه حتى الـ24 من أغسطس/ آب الجاري، أعلن الجيش الأمريكي أنه زود أوكرانيا بما يصل إلى 806 آلاف طلقة من عيار 155 ملم.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش الأمريكي أنه يبحث طرقا جديدة يحدد من خلالها كيفية دعم أوكرانيا مع حماية ”احتياجات الإمدادات الخاصة به“، وقال إنه طلب أيضا من الكونغرس 500 مليون دولار سنويا لجهود ترقية مصانع الذخيرة التابعة له.
وصرح مسؤولون عسكريون للصحيفة بأن رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش، الجنرال مارك ميلي، أجرى مراجعات شهرية للترسانة الأمريكية لتحديد ما إذا كانت مستويات الاستعداد لا تزال مناسبة بالنظر إلى احتياجات الذخيرة في أوكرانيا.
ألمانيا على الخط
وفي أوروبا الغربية، وتحديدا في ألمانيا، تتفجر المخاوف نفسها حيث باتت برلين تخشى على جيشها ما يفاقم احتمالات تخليها عن تسليح أوكرانيا، ويؤكد نجاح خطة روسيا في استنزاف الدعم الغربي لكييف عبر إطالة أمد الحرب.
والثلاثاء، قللت وزيرة الدفاع الألمانية، كريستين لامبرخت، من إرسال أسلحة جديدة من مخازن الجيش الألماني إلى أوكرانيا، بعد تخطي الأمر الحد المسموح.
وقالت لامبرخت "هناك مجال ضئيل لإرسال أسلحة من مخزون الجيش الألماني إلى أوكرانيا".
وأوضحت لامبرخت في اجتماع مجلس الوزراء "يجب أن أعترف، كوزيرة للدفاع، (...) أننا وصلنا إلى حدود ما يمكننا تقديمه من الجيش الألماني".
وتابعت "يجب أن يكون الجيش الألماني قادرًا على ضمان الدفاع عن الولايات والاتحاد الألماني"، مشددة على أنه "بصفتي وزيرة للدفاع، سأحرص على استمرار هذا الوضع".
وتعني وزيرة الدفاع أن ألمانيا وصلت إلى الحد الأقصى الذي يمكن منحه لأوكرانيا أو في إطار "التسليم الدوار" دون الإضرار بقدرات وتسليح الجيش الألماني نفسه.
يأتي ذلك بعد أن كشفت برلين أمس، عن أحدث "صفقة دوارة" حصلت بموجبها التشيك على 14 دبابة قتال ألمانية حديثة من طراز "ليوبارد 2"، ودبابة "Buffalo".
واللافت في الأمر أن هذه الصفقة تأتي في إطار "التسليم الدائري"، أي حصلت التشيك على هذه الدبابات الألمانية، كتعويض عن دبابات "T72" ذات التصميم السوفياتي التي سلمتها إلى أوكرانيا.
وأعلن ذلك المستشار أولاف شولتز، الإثنين، في براغ بعد اجتماع مع رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا.
وهذه ثاني عملية تبادل للدبابات لدعم القوات المسلحة الأوكرانية، بعد اتفاق مماثل أبرمته وزارة الدفاع الألمانية مع سلوفاكيا الأسبوع الماضي.
وهذا "التسليم الدائري" يسمح بتسليم دبابات وأسلحة سوفياتية الصنع معتاد عليها الجيش الأوكراني وتمتلكها دول أوروبية، مقابل تعويض هذه الدول بأسلحة مماثلة حديثة من ألمانيا.
وخلال زيارة لكندا الأسبوع الماضي، أعلن شولتز أيضًا أن ألمانيا ستزود أوكرانيا بأسلحة إضافية تبلغ قيمتها حوالي نصف مليار يورو، من بينها حوالي 3 أنظمة صواريخ إضافية من نوع "Iris-T"، وعشرات المركبات المدرعة، و20 قاذفة صواريخ، وذخيرة دقيقة وأجهزة مضادة للطائرات دون طيار.
aXA6IDE4LjExNy4xNTQuMTM0IA== جزيرة ام اند امز