معركة خيرسون الأوكرانية.. نقطة تحول أم كسب للزخم؟
هجوم مضاد تشنه أوكرانيا أملا باستعادة مدينة خيرسون من قبضة الروس في معركة تستهدف كسب الزخم الدولي أكثر من كونها نقطة تحول.
تحرك إجباري لكييف بعد طول انتظار من جانب حلفائها الغربيين، يأتي عقب عدة أسابيع من جمود نسبي في حرب تغيب فيها مؤشرات حسم أو نهاية وشيكة.
ومع أن موسكو أكدت فشل الهجوم المضاد في خيرسون، إلا أن كييف تحاول استثمار الصدى الإعلامي للمعركة لإقناع الغرب بنجاح الرهان على الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وبالفعل، تشير تقارير إعلامية غربية إلى نجاح أوكرانيا في تحقيق هدفها، حيث اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن التحرك قد يكون "إشارة ببدء هجوم مضاد واسع النطاق ومتوقع منذ فترة طويلة لاستعادة السيطرة على الأراضي التي استولت عليها روسيا".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري أمريكي بارز قوله إن "الهجوم المعلن يظهر رغبة الأوكرانيين في إحراز تقدم في ساحة المعركة".
فشل
لكن على الأرض، لا يبدو أن الأمور تسير على النهج الذي رتبته كييف، حيث قالت روسيا إنها صدت "محاولات هجوم" أوكرانية في منطقتي خيرسون وميكولايف في جنوب أوكرانيا.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية "خلال النهار، شنت القوات الأوكرانية محاولة هجوم في ثلاثة اتجاهات بمنطقتي ميكولايف وخيرسون"، مضيفة أنها "فشلت فشلا ذريعا".
كما أعلنت الوزارة تكبد الأوكرانيين "خسائر فادحة"، ما يؤكد ما ذهب إليه خبراء من أن معركة خيرسون لن تشكل أبدا نقطة تحول في مسار الحرب الدائرة منذ ستة أشهر.
وخلافا لذلك، قد يمثل الهجوم الفاشل وفق موسكو انتكاسة لكييف على الأقل إعلاميا، وهي التي تلوح بهجوم مضاد منذ أشهر، وحين نفذت وعدها للغرب لم تحصد سوى فشل ذريع.
وعموما، قد لا يخرج هجوم خيرسون عن سلسلة الضربات التي نفذتها كييف في الجنوب خلال الأسابيع الماضية، لكن الأهمية الاستراتيجية لخيرسون التي تعتبر من أكبر المدن الأوكرانية قد يكون الدافع وراء محاولة استثمار الصدى الإعلامي للتحرك فيها.
فكييف المحرجة تخشى فقدان الدعم العسكري الغربي بعد أشهر طويلة من النزاع، ولذلك تحاول إبراز فائدة هذا الإسناد من خلال رفع قدرتها على ضرب أهداف روسية عبر استخدام الأسلحة الغربية من قبيل منظومة صواريخ هيمارس الأمريكية التي يصل مدى هجومها إلى 80 كيلومترا.
وقبل الحرب، كانت خيرسون تعد نحو 280 ألف نسمة، ومنطقة حيوية للزراعة الأوكرانية واستراتيجية كذلك لوقوعها عند الحدود مع شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014 وتستخدمها كقاعدة خلفية لحربها.