"سبتمبر الحاسم".. هل تعود خيرسون لأوكرانيا؟
اقترب شهر سبتمبر/أيلول الذي لطالما ترقبته جميع الأطراف المتنازعة في أوكرانيا، لا سيما فيما يتعلق بمنطقة خيرسون.
فخلال الأسابيع الماضية، تعهد الجيش الأوكراني بإعادة السيطرة على المدينة التي استسلمت للجيش الروسي دون أي قتال، فيما تعهد الموالون لموسكو بالمدينة بإجراء استفتاء على انضمامها لروسيا، وذلك خلال الشهر المقبل نفسه.
سبتمبر الحاسم
وقالت مصادر روسية في وقت سابق إن خيرسون إضافة إلى جارتها زابوريجيا، تخطط "على الأرجح" لإجراء استفتاء للانضمام إلى روسيا في سبتمبر/أيلول.
وفي وقت سابق من أبريل/نيسان، قالت وسائل الإعلام الرسمية الروسية إن منطقة خيرسون الأوكرانية، التي سيطرت عليها القوات الروسية، ستدفع جميع مدفوعاتها بالروبل اعتبارًا من 1 مايو/أيار، في مرحلة انتقالية تستمر أربعة أشهر. وقال نائب رئيس إدارة منطقة خيرسون كيريل ستريموسوف إن الاستفتاء على انضمام المنطقة لروسيا سيجري بعد ذلك ولن يتدخل أحد فيه رغم محاولات ترهيب القوات الأوكرانية باستهداف المنطقة.
لكن الشهر ذاته كان محل وعود من الجانب الأوكراني الذي وفق محللين يحتاج لتحقيق إنجازات ميدانية على الأرض حتى يمكنه إقناع الدول الغربية بمده بمزيد من الأسلحة الثقيلة.
ويعد الشتاء المقبل، مرحلة فاصلة في دعم الدول الأوروبية، بشكل خاص، للجيش الأوكراني، إذ يتوقع محللون أن تبدأ الانقسامات الغربية في الظهور بشأن الحرب وذلك مع احتدام الأزمة التي تعاني منها هذه الدول بسبب الطاقة والتي تعد أبرز تداعيات تلك المعارك.
الواقع الميداني
واليوم الثلاثاء، قال الجيش الأوكراني إنه دمر نقاط سيطرة وأسلحة ومخازن روسية رئيسية، بينما يحاول استعادة خيرسون، وذلك بعد أسابيع من هجماته التي استهدفت عزل القوات الروسية في المنطقة الجنوبية التي تسيطر عليها موسكو منذ مارس/ آذار الماضي.
وفيما أكدت روسيا فشل الهجوم الأوكراني على خيرسون، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها لا تستطيع تأكيد بدء الهجوم المضاد للجيش الأوكراني، لكنها شهدت "زيادة" في النشاط العسكري بالمنطقة.
وأظهرت لقطات على الإنترنت انفجارات حول جسر أنتونيفسكي الذي تعرض لهجوم متكرر منذ 19 يوليو/ تموز الماضي.
والجسر هو رابط رئيسي بين مدينة خيرسون والجانب الشرقي من نهر دنيبر.
وتشير التقارير إلى أن القوات الأوكرانية تستخدم قاذفات صواريخ متعددة من طراز هيمارس التي زودتها بها الولايات المتحدة في المنطقة.
وفى المقابل، نفذت القوات الروسية أيضًا هجمات متعددة حول خيرسون وميكولايف، وفقًا لمعهد دراسة الحرب (ISW).
دعوة "للفرار"
وقبل ساعات، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته مساء أمس الإثنين، الجيش الروسي إلى الانسحاب من جنوب البلاد.
وتعهد زيلينسكي بأن تلاحق القوات الأوكرانية الجيش الروسي "حتى الحدود".
وقال:"إذا كانوا يريدون النجاة، فإن الوقت قد حان لفرار الجيش الروسي، عودوا إلى منازلكم"، مضيفا: "أوكرانيا تستعيد ما يخصها".
وكانت القيادة الجنوبية الأوكرانية أعلنت الإثنين، أن قواتها بدأت تحركات هجومية في عدة اتجاهات، منها منطقة خيرسون التي تقع شمالي شبه جزيرة القرم.
ووفقا لمراقبين، فإن هجوم الجيش الأوكراني يأتي بعد عدة أسابيع من الجمود النسبي في الحرب الذى اخترقه تصعيد عند محطة زابوريجيا النووية ومخاوف من حدوث كارثة إشعاعية جراء المعارك قرب المحطة.
aXA6IDE4LjExNy4xNzIuMTg5IA==
جزيرة ام اند امز