موسكو وروما.. "تقارب كورونا" يهدد مستقبل أوروبا
المساعدة الروسية تأتي في وقت حاسم لإيطاليا التي تقيم علاقات جيدة مع موسكو وساندت رفع العقوبات عنها
بعد فشل أوروبا في إغاثة إيطاليا من جائحة كورونا يشعر الإيطاليون بالخذلان بعد تخلي القارة العجوز عنهم في وقت تحاول روسيا سد هذا الفراغ بمساعدات طبية ووقائية.
فمنذ إعلان الكرملين منتصف مارس/آذار الماضي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، بحثا خلاله مواجهة وباء كورونا والطرق المتبعة للحد من انتشاره، تعتزم موسكو إرسال طائرات مساعدة للحد من تداعيات كورونا على روما.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها، عقب الاتصال الهاتفي بأيام، إرسال موسكو أول طائرة من أصل 9 أخرى، محملة بـ45 طنا من المواد الطبية إلى جانب الأطباء والممرضين لمساعدة إيطاليا.
وأفادت الوزارة بأن حوالي 9 طائرات شحن عسكرية من طراز "إيل 76" تنطلق من مطار تشكالوفسكي بضواحي العاصمة موسكو وتقل ثمانية فرق طبية وتمريضية بالإضافة إلى المعدات والأدوات الطبية للمساهمة في احتواء فيروس كورونا المستجد في إيطاليا.
وأورد الكرملين أن هذه الإمدادات ستنفذ من خلال وزارة الطوارئ الروسية.
إيطاليا والاتحاد الأوروبي
وتأتي المساعدة الروسية في وقت حاسم لإيطاليا التي تقيم علاقات جيدة مع موسكو وساندت رفع العقوبات عنها، فيما كانت دول الاتحاد الأوروبي بطيئة في مساعدة هذه الدولة العضو في التكتل.
كما يأتي التحرك الروسي في ظل انقسامات داخل الاتحاد الأوروبي حول خطة إنقاذ محتملة لاقتصاد المنطقة، فقد حذرت ألمانيا من توقعات غير منطقية فيما تطالب إيطاليا وفرنسا وإسبانيا بتقديم مساعدات كبرى.
ويشعر الإيطاليون بأن أوروبا خذلتهم في ذروة أزمة انتشار كورونا وهو الشعور ذاته الذي أبدته في السابق فيما يتعلق بقضية الهجرة غير الشرعية.
وأفادت نتائج استطلاعات للرأي أجريت في أبريل/نيسان الجاري بأن 71% من الإيطاليين يعتقدون أن كورونا يقوض الاتحاد الأوروبي ونحو 55% موافقون على الخروج من الاتحاد ومنطقة اليورو، حيث تعد هذه النسب كبيرة في بلد يمثل إحدى ركائز الاتحاد ويتبنى تاريخيا التكامل الأوروبي.
وتتهم روما بعض شركائها وخصوصا ألمانيا وهولندا، بالأنانية لرفضهم تشارك الديون عبر إصدار "سندات كورونا" و"سندات أوروبية" (يورو بوند)، وهو ما ترغب به إيطاليا، حيث أصبحت هذه المسألة رهانا سياسيا داخليا، فيما يعاني الاقتصاد الإيطالي بشدة من هذه الأزمة.
التقارب الروسي
وبات التقارب الروسي الإيطالي في التلاحم أكثر فأكثر، حيث طلبت قيادة إقليم لومبارديا، اليوم الإثنين، إشراك المتخصصين العسكريين الروس الذين يقدمون المساعدة لإيطاليا في مكافحة انتشار عدوى كورونا في تطهير المؤسسات الطبية في مقاطعة بريشيا.
أعلن ذلك نائب رئيس إقليم لومبارديا آلان ريتزي خلال لقاء عقد مع نائب رئيس القوات الكيميائية الروسية اللواء سيرجي كيكوت.
ونيابة عن حكومة وسكان لومباردي، أعرب ريتزي عن امتنانه للجيش الروسي للمساعدة المقدمة.
وأكد نائب رئيس إقليم لومبارديا أن القوات الروسية بالتعاون مع زملائها الإيطاليين، قامت بالفعل بتطهير 73 موقعاً كبيراً في أكثر من 60 مدينة في مقاطعة بيرغامو.
وأكد أيضاً أن "العمل سيستمر طالما أن مناطق إقليم لومبارديا بحاجة إليه".
aXA6IDUyLjE1LjE3MC4xOTYg جزيرة ام اند امز