اتهمتها موسكو بتفجير مسرح ماريوبول.. من هي "كتيبة آزوف"؟
بعد تصاعد تبادل الاتهام باستهداف مبنى المسرح الدرامي في مدينة ماريوبول الأوكرانية، وجهت روسيا أصابع الاتهام لـ"كتيبة آزوف".. فما قصتها؟
وبحسب وكالة نوفوستي فقد رفضت وزارة الدفاع الروسية اتهامات كييف لقواتها بتنفيذ غارة على مبنى المسرح الدرامي في مدينة ماريوبول.
وأكدت موسكو أن "كتيبة آزوف نفذت استفزازا دمويا جديدا وفجرت مبنى المسرح الذي فخخته في وقت سابق"، موضحة أن "مبنى المسرح في ماريوبول لم ينظر إليه أبدا بمثابة هدف نظرا لوجود خطر محتمل على حياة المدنيين".
ولفت مسؤول أوكراني في وقت لاحق إلى أن "أكثر من ألف شخص" كانوا يختبئون في المسرح الذي تعرض للقصف.
ويرتبط اسم كتيبة آزوف بمصطلح "النازيين الجدد" أو اليمين الأوكراني الذي برر من خلاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "العملية العسكرية" لموسكو ضد أوكرانيا.
ولطالما وجهت روسيا اتهامات لليمين الأوكراني بارتكاب جرائم دامية ضد المدنيين متعهدة بتقديم الجناة إلى العدالة.
وعاد مقاتلو "آزوف" للظهور في الأيام الأولى من مارس/آذار الجاري مع ظهور فيديو صادم لهم وهم يدهنون الرصاص بشحم الخنزير لإطلاق النار على القوات الشيشانية قبل دخولها أوكرانيا، وفقا لصحيفة "واشنطن إكزامينر" الأمريكية.
ومقاتلو آزوف عناصر انضمت لمليشيات المتطوعين من النازيين الجدد التي أصبحت جزءا من الحرس الوطني الأوكراني عام 2014 على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم وانتقلت إلى منطقة الدونباس.
وزادت الترجيحات أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان يشير إلى مقاتلي آزوف عندما قال إن جزءا من العملية العسكرية يستهدف "اجتثاث النازية" من أوكرانيا.
وتحدث التقرير الصحفي عن أن مقاتلي آزوف ظلوا مكروهين للغاية حتى الحرب الحالية، حيث حظر فيسبوك عام 2019 أي منشورات تثني عليهم، لكن رفع الحظر الآن بما أنهم يقاتلون لإنقاذ بلادهم.
ورغم الدور الحالي للكتيبة إلا أن تقريرا نشرته صحيفة الجارديان البريطانية في عام 2014 قد حذر من "آراء سياسية مزعجة" لمقاتليها؛ حيث كانوا عازمين على "جلب القتال إلى كييف" عندما تنتهي الحرب في الشرق.
وتشتهر الكتيبة بالرمز النازي (الذئب الرمادي) على الرغم من أنها تدعي أن دورها وطني تجاه أوكرانيا لكن الحقيقة أن العديد من أعضائها لديهم صلات مع مجموعات النازيين الجدد.
وعلى مدار السنوات الماضية، نجحت الكتيبة في استقطاب متطوعين من اليمين المتطرف من الخارج وتحديدا من جنسيات أوروبية مختلفة.
ومن الأمور الغريبة أن اللغة المشتركة لعناصر الكتيبة هي الروسية، ومعظمهم يستخدمونها كلغة أولى لهم كما أنها تضم عناصر روسية.
وكثيرا ما تتباهى الكتيبة بنجاحها في تدمير مدرعات روسية ونشر صور للعسكريين الذين أسقطتهم وتنشرها عبر قناتها على تليجرام.
وحاليا تتولى كتيبة آزوف بشكل أساسي الدفاع عن مدينة ماريوبول، التي يبلغ عدد سكانها 500 ألف نسمة، وهي أحد الأماكن إلى جانب العاصمة الأوكرانية كييف وثاني أكبر مدينة في البلاد.