لوأد تكهنات نووية.. جرعة روسية محسوبة ردا على استهداف "الجسر"
دوت اليوم الإثنين، سلسلة انفجارات عنيفة في العاصمة الأوكرانية كييف ومدن أخرى غرب ووسط البلاد، وفيما كان الغبار يتلاشى بدا جسر القرم عنصرا ثابتا في خلفية المشهد.
وأعلنت السلطات الأوكرانية صباح الإثنين تعرض العاصمة ومدينتي لفيف وترنوبل غربي البلاد ودنبرو وسطها إلى قصف روسي عنيف.
وقال القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالجوني إن روسيا أطلقت 75 صاروخا تجاه أراضي بلاده، لافتا إلى أن الدفاعية المضادة للصواريخ نجحت في تحييد 41 منها.
ويعد هذا هو أول قصف روسي عنيف وواسع المدى على مناطق في غرب البلاد ووسطها منذ تفجير جسر القرم الاستراتيجي الذي يربط شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا في عام 2014 بأراضيها.
وللجسر، الذي لم تعترف كييف بتدميره، أهمية كبرى في مسار العملية العسكرية الروسية في البلد السوفياتي السابق، حيث يمثل رافدا رئيسيا للدعم اللوجستي والإمداد للقوات الروسية العاملة في شرق أوكرانيا.
ومنذ تفجير الجسر الذي جرى عبر سيارة مفخخة ويعتقد أنه نفذ عبر عملية نوعية دقيقة ومعدة جيدا بالنظر لحجمه والمواقع المستهدفة، ترقب العالم ردا روسيا.
وكانت ثمة مخاوف من أن يدفع الهجوم المباشر على أراض تعتبرها روسيا تابعة لها موسكو لرد قوي عبر استخدام أسلحة غير تقليدية يدور الجدل بشأن قرب وضعها في ساحة العمليات الأوكرانية خلال الفترة الماضية.
وسعت روسيا للتقليل من التوقعات بشأن ردها قائلة على لسان دميتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، إن تفجير جسر القرم "لا يندرج ضمن مبررات تفعيل العقيدة النووية الروسية".
واعتبر المسؤول الروسي ردا على سؤال حول ما إذا كان الهجوم الإرهابي على الجسر يقع ضمن مبررات تفعيل العقيدة النووية الروسية أن صيغة السؤال نفسها خاطئة تماما.
وهناك حالات بعينها يمكن عندها تفعيل المنظومة النووية وفق العقيدة النووية الروسية بينهما وجود معلومات استخباراتية تفيد بأن الخطر وشيك على روسيا وأراضيها من خلال استهدافها بصواريخ باليستية.
وارتفع منسوب القلق النووي بعد أن هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، على نحو مستتر باستخدام الأسلحة النووية، وأعلن تعبئة جنود الاحتياط بعد تقدم ميداني حققه الجيش الأوكراني في ميادين المعارك المستعرة بالجنوب.
وجاء الرد الروسي على ما يبدو أقل حدة من المتوقع باستهداف كييف و3 مدن أخرى بقصف عنيف بعد أن اتهمت موسكو أمس الأحد كييف بالمسؤولية عن العملية التي وصفها الرئيس الروسي بـ"الإرهابية".
ويرى مراقبون أن الرد السريع إنما المحدود جاء ليطوي صفحة الترقب الذي سادت بشأن طبيعة الاستجابة الروسية لتفجير نوعي يمس صورتها.
وتعليقا على أنباء بشأن استهداف مكتبه، خرج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليؤكد أن هناك قتلى وجرحى في انفجارات هزت مدن بلاده، الإثنين، واتهم روسيا بمحاولة محو أوكرانيا "من على وجه الأرض".
وأضاف عبر تطبيق المراسلة تلجرام "إنهم يحاولون تدميرنا ومحونا من على وجه الأرض... تدمير مواطنينا الذين ينامون في منازلهم في (مدينة) زابوريجيا. قتل الأشخاص الذين يذهبون للعمل في دنيبرو وكييف".
وتابع: "صفارات الإنذار لا تهدأ في جميع أنحاء أوكرانيا. هناك صواريخ تسقط. للأسف هناك قتلى وجرحى".
ورغم أن القصف الروسي للعاصمة ومدن الغرب والوسط لم يتوقف رغم تركز العمليات في شرق وجنوب أوكرانيا، إلا أن حجم ونطاق القصف اليوم يرجح أنه تصعيد محسوب من موسكو لعقاب كييف على عملية الجسر.
بدوره، كتب رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو كليتشكو على تطبيق تلجرام "وقعت عدة انفجارات في منطقة شيفتشينسكيفسكي بوسط العاصمة.. ستأتي التفاصيل لاحقا"، لكن جانبا من تلك التفاصيل نقلها شاهد من وكالة رويترز قال إنه رأى حفرة ضخمة في أحد تقاطعات وسط المدينة وسيارات محطمة بالكامل.