الغراء الكوني.. علماء يضيقون الخناق لضبط المادة "الأكثر مراوغة"
المادة المظلمة هي نوع من الغراء الكوني، الذي يساعد على ربط المجرات معًا، وتشكل حوالي 27٪ من كتلة الكون
وجد عالم في الفيزياء الفلكية بجامعة كولورادو الأمريكية أن البحث في الضوء القادم من جسم سماوي بعيد وقوي للغاية، يمكن أن يساعد في العثور على المادة الأكثر مراوغة في الكون، وهي المادة المظلمة.
وفي دراسة نشرت بالعدد الأخير من دورية "فيزيكال ريفيو ليترز" ، ألقى جيريمي دارلينج ، الأستاذ في قسم الفيزياء الفلكية وعلوم الكواكب، نظرة عميقة على النجم المغناطيسي ( PSR J1745-2900)، وهو نوع من النجوم المنهارة التي تولد مجالًا مغناطيسيًا قويًا بشكل لا يصدق.
وقال دارلينج: "إن هذا النجم أفضل كاشف طبيعي نعرفه للمادة المظلمة"، موضحا أن المادة المظلمة، هي نوع من الغراء الكوني - وهو جسيم لم يتم التعرف عليه حتى الآن، وتشكل حوالي 27٪ من كتلة الكون وتساعد على ربط المجرات معًا مثل مجرتنا درب التبانة.
وحتى الآن، قاد العلماء في الغالب عملية البحث عن هذه المادة غير المرئية باستخدام معدات المختبرات، غير أن دارلينج اتخذ نهجًا مختلفًا في بحثه الأخير بالاعتماد على بيانات التلسكوب، فهو يحدق في النجم ( PSR J1745-2900 )، ليرى ما إذا كان بإمكانه اكتشاف الإشارات الباهتة لأحد المواد المظلمة - وهو جسيم يسمى الأكسيون - يتحول إلى ضوء.
وقال دارلينج إن الدراسة تذكير أيضًا بأنه لا يزال بإمكان الباحثين النظر إلى السماء لحل بعض أصعب الأسئلة في العلوم.
وأوضح أن النجم المغناطيسي محل الدراسة يدور حول الثقب الأسود الهائل في مركز مجرة درب التبانة من مسافة أقل من سنة ضوئية، ويولد مجالًا مغناطيسيًا أقوى بمليار مرة تقريبًا من أقوى مغناطيس على الأرض.
والمعروف أن الأكسيون، وهو أحد المواد المظلمة إذا مر عبر مجال مغناطيسي قوي، فيمكنه التحول إلى ضوء، وهذا ما يمكن للباحثين نظريًا اكتشافه.
وللاستفادة من المجال المغناطيسي الطبيعي للنجم ( PSR J1745-2900 )، اعتمد دارلينج على ملاحظات مرصد في نيو مكسيكو، لرؤية إذا كان النجم المغناطيسي يحول الأكسيونات إلى ضوء، فقد يظهر ذلك هذا التحول في الإشعاع الخارج من النجم المنهار.
لم يرصد دارلينج حتى الآن أيًا من الأطوال الموجية المتميزة في الضوء القادم من النجم المغناطيسي، لكنه كان قادرًا على استخدام الملاحظات لوضع احتمالية وجود أكسيونات، وهو ما يقتضي إجراء المزيد من الأرصاد.