سياسة
الصراع على "غنيمة الموصل".. إيران كلمة السر
مع اقتراب نهاية معركة الموصل، وبداية ظهور بوادر للاقتتال بين القوات المشاركة بها ، تظهر انتهازية إيران.
بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها قوات الجيش العراقي بمساندة التحالف الدولي في تحرير شرق الموصل بشكل كامل من براثن تنظيم داعش الإرهابي، واستعدادها لطرد التنظيم خارج غرب الموصل، أشارت تقارير دولية إلى أن إيران بدأت في محاولات جادة لإشعال الاقتتال داخل صفوف التحالف، خاصة قوات الأمن العراقية، للفوز بغنائم معركة الموصل التي أوشكت على الانتهاء، فيما يبدو على أنها دفعة إيرانية جديدة نحو عدم الاستقرار داخل العراق.
تحالفات جديدة
أشار تقرير لمعهد دراسات الحروب الأمريكي إلى أن إيران تسعى لزعزعة الاستقرار داخل العراق من جديد عن طريق بث وتعزيز الخلافات بين السنة والشيعة داخل قوات الأمن العراقية حول غنائم الموصل، ومحاولة طرد التأثير الأمريكي على الحكومة العراقية والدفع نحو تحالف رسمي بين بغداد وطهران.ويشير التقرير الى أن إيران لم تعلق على استمرار الوجود الأمريكي في العراق بسبب الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، لكن مع مشارف نهاية معركة الموصل ستحاول إيران طرد التواجد الأمريكي في العراق لبسط سيطرتها على الحكومة العراقية.
وأضاف التقرير أن أحد إستراتيجيات إيران الرئيسية هي إقامة تحالف رسمي مع العراق، يضمن التواجد العسكري واللوجستي الإيراني داخل العراق، مما سيعني الإطاحة بحكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.
وشدد التقرير على أن محاولات إيران إنتهاز فرصة نهاية معركة الموصل لدفع الاقتتال بين القوات العراقية والمليشيات الشيعية المدعومة من إيران ستدفع بشكل كبير إلى زيادة التدخل العسكري الأمريكي في العراق، وليس العكس، وظهر ذلك جليّا في وعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدعم العراق "على كل الأصعدة" لمحاربة الإرهاب.
ويشير التقرير إلى أن نجاح إيران تريد استخدام العراق كقاعدة لطرد التواجد الأمريكي من الشرق الأوسط أيضا، حيث أشار إلى زيارة مقتدى الصدر إلى لبنان في 20 يناير/كانون ثاني للقاء زعيم حزب الله الإرهابي حسن نصر الله، وكلاهما يتحصل على أوامرهما من طهران مباشرة، وذلك لمناقشة تأثير كل من المليشيات الشيعية في العراق وحزب الله على مجريات المنطقة.
وينتهي التقرير إلى مساعي إيرانية حثيثة لاستغلال محاولات نوري المالكي الإطاحة بالعبادي لضمان صعود أحد رجال طهران المخلصين على رأس الحكومة العراقية، وذلك عن طريق دعمه خلال الانتخابات العراقية المقبلة في عام 2018.