انسحاب جزئي لداعش وتقدم كردي بعد ساعات من بدء معركة الموصل
انسحاب جزئي لداعش أمام تقدم كردي كبير شرق الموصل وتأهب الحشد الشعبي لهجوم جنوبي، بعد ساعات من بدء معركة الموصل.
بعد إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بدء معركة الموصل لطرد تنظيم "داعش" من المدينة فجر الاثنين، انطلقت القوات الحكومية والكردية والحشد الشعبي الشيعي نحو المدينة من 4 محاور مختلفة، ما انتهى بانسحاب جزئي للإرهابيين من الجزء الأيسر من المدينة، وضربة جوية نجا منها قائد التنظيم الإرهابي أبوبكر البغدادي، لكنها قتلت قائدا آخر بارزا.
وتشارك في المعركة التي تعد أكبر قتال تشهده الموصل من الاجتياح الأمريكي في 2003، قوات بشمركة كردية وأخرى مدعومة من الولايات المتحدة، بجانب القوات الحكومية العراقية المدعومة من التحالف الدولي ضد "داعش"، إضافة إلى قوات الحشد الشعبي الشيعي المدعوم من إيران، وقوات الحشد الوطني السني والقبائل العشائرية في نينوي المدعومة من تركيا.
وتواجه تلك القوات المدعومة دوليا نحو 10 آلاف عنصر إرهابي داخل الموصل و7 آلاف آخرين في محيط المدينة، في معركة طويلة أكد التحالف الدولي صباح الاثنين أنها "قد تستغرق أسابيع أو أكثر".
وتمكن 4 آلاف مقاتل من قوات البشمركة الكردية من السيطرة على قرى جديدة من قبضة "داعش"، وهي شاقولي والبدنة الكبرى والبدنة الصغرى، والتي تقع جميعها على محور الخازر الشرقي للموصل، وذلك بعد انتزاعها قرى باصخر وخرابة سلطان، وقطع الطريق الرئيسي الرابط بين الموصل وإربيل.
ومع انهيار خطوط الصد الأمامية لتنظيم داعش في بعشيقة شمال شرق الموصل بضربات عنيفة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن وقوات البشمركة، قالت مصادر محلية بمحافظة نينوى إن "داعش" دعا عناصره عبر مكبرات الصوت للانسحاب من الجانب الأيسر من المدينة، وذلك بسبب ما وصفه "بظهور النفاق في أرض الخلافة".
وأوضحت المصادر أن "انسحاباً جزئياً لعناصر داعش بدأ من عموم مدينة الموصل"، موضحا أن "غالبية العناصر قررت الانسحاب مع عوائلهم، خوفا من المعارك الجارية".
وعلى المحور الاستراتيجي ذاته، أعلنت تركيا أنها زجت بنحو 3 آلاف مقاتل من قوات الحشد الوطني السني والذين دربتهم على مدار الأسابيع الماضي في معسكر بعشيقة للمشاركة في المعركة، كما أكدت استعدادها لاستقبال "مئات الآلاف" من النازحين العراقيين المحتملين نتيجة القتال في آخر معاقل "داعش" بالعراق.
وفي الوقت ذاته، تتأهب قوات الحشد الشعبي الشيعية لاجتياح بلدة الحويجة التي تقع على بعد 100 كيلومتر جنوب الموصل، وهو ما أثار مجددا مخاوف من ارتكابهم لانتهاكات طائفية وحشية ضد العراقيين السنة الذين يقطنون في البلدة ويقدر عددهم بنحو 200 ألف شخص، على غرار ممارساتهم من حرق للبيوت ونهبها بعد تحرير الفلوجة العراقية من قبضة "داعش".
ومن داخل الموصل، أفاد مصدر محلي بمحافظة نينوى بأن زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي، أبو بكر البغدادي، نجا من ضربة جوية قاتلة استهدفت رتلا قرب منطقة الغابات في الموصل، فيما أشار إلى مقتل أبوموسى المغربي أحد أبرز قادة ما يسمى بـ”جيش العسرة” وعدد من مرافقيه.
فيما أفاد مصدر آخر في نينوي بأن العلم العراقي رفرف لأول مرة منذ 28 شهرا فوق الجامع الكبير وسط الموصل الذي أعلن منه البغدادي “خلافته المزعومة” في يونيو/تموز 2014، موضحا أن أحد شباب الموصل نجح في الوصول إلى جامع النوري الكبير ورفع العلم العراقي فوق أحد أركانه في خطوة شجاعة أعطت للأهالي الإحساس بالتفاؤل وبقرب النصر.
ودبلوماسيا، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الاثنين، أن "داعش سيخسر الحرب في النهاية"، معربا عن قلق المملكة من ارتكاب المليشيات الشيعية لمجازر وحمامات دم بعد دخولها لمدينة الموصل.
أما وزارة الخارجية المصرية أعربت عن تضامن مصر الكامل مع حكومة وشعب دولة العراق في معركة طرد الإرهابيين من الموصل، مؤكدا أن كل التنظيمات الإرهابية والموالين لها في العالم لا يمكن أن تصمد أو تجد ملاذا آمناً أمام إرادة الشعوب المحبة للسلام والاستقرار.
ومن جهة أخرى، جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تأكيده على أن أنقرة "ستشارك في العملية وستكون على الطاولة من المستحيل أن تبقى خارج ذلك"، قائلا:" كيف لا ندخل ولنا حدود مع العراق على طول 350 كيلومترا، ونحن مهددون من تلك الحدود".
aXA6IDE4LjIxNy4yMDcuMTEyIA== جزيرة ام اند امز