معركة الموصل.. نهاية أم بداية جديدة لداعش؟
صحيفة" الجارديان" البريطانية تطرح تساؤلًا حول مصير داعش في حال نجاح معركة الموصل، موضحة أن التغلب على عناصر داعش الإرهابية يعد تحولا دراميا بالعالم، يؤثر على الصراع القائم بسوريا.
تستمر معركة الموصل لليوم الثاني على التوالي، وربما أسابيع أو شهور تفصل تنظيم "داعش" الإرهابي لمواجهة مصير جديد في حال انتهاء المعركة لصالح القوات العراقية، خاصة أن المدينة هي آخر المعاقل الكبرى للتنظيم الإرهابي، وثاني المدن العراقية التي سيطر عليها منذ عامين، حيث يسكنها أكثر من 2 مليون عراقي.
والهدف من المعركة استرداد القوات العراقية مدينة الموصل، وفي حالة انتهاء المعركة لصالحها، تطرد قوات داعش من جميع المدن العراقية التي بسط نفوذه عليها منذ،2014،
وتطرح صحيفة" الجارديان" البريطانية تساؤلًا حول مصير داعش في حالة نجاح معركة الموصل، موضحة أن التغلب على عناصر التنظيم يعد تحولاً درامياً بالعالم، يؤثر على الأوضاع والصراع القائم بسوريا، وربما تصبح نهاية التنظيم يعود بالنفع لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وللمجموعات الإرهابية المتواجدة في عدد من المدن السورية، خاصة أن أغلبية عناصر تنظيم القاعدة يرتبط ارتباطًا قويًا بجبهة فتح الشام، ما يؤدي لتسلسل آخر للصراعات بين المجموعات الإرهابية في سوريا، واندماج قوات داعش بداخلهم.
من ناحية أخرى أشارت الصحيفة البريطانية إلى احتمالية أخرى، هي امتداد تهديد تنظيم داعش إلى الغرب، والكثير من التحليلات والتوقعات السياسية تشير إلى زيادة الهجمات الإرهابية في المرحلة المقبلة، لا سيما الموجهة ضد الدول الأوروبية، من خلال انتقال تنظيم داعش إلى أماكن ومدن أخرى بديلة لتصبح قواعد لتدريباتهم، أو وصول أفراد وعناصر قتالية بمفردها من سوريا والعراق بحثًا عن مواقع جديدة، ما يزيد من احتمالية وقوع هجمات جديدة على أوروبا.
بينما يؤمن بعض المتفائلين بأن الفشل لتنظيم داعش في المعركة الحالية، يعني السقوط والانهيار للتنظيم الإرهابي نهائيًا، مشيرين إلى أن داعش لم يخسر سيطرة على مدن فقط، بل سيخسر إمدادات مالية ونفطية إضافة لضعف صورته أمام العالم، ومع الوقت تقل خطورة وتهديدات داعش، مثل حال تنظيم القاعدة في نهاية 2009.
على الجانب الآخر، يرى المتشائمون أن عناصر التنظيم بحثت عن السيطرة على العراق بالكامل منذ عام 2007 إلى 2014، بدون امتلاكهم قدرة التحكم الكاملة على جميع الإمدادات، وبدون أي مواجهات حقيقة مع القوات العراقية، متوقعين أن على المدى البعيد قد يصل لعقود تبدأ حملات فعلية ضد هذا التنظيم الإرهابي، ما يعني أن داعش لن يستسلم بسهولة على الرغم من تعرضه لهزائم عديدة خلال عامي 205 و2016 في سوريا والعراق، واتفق المحللون المتشائمون أن داعش لديه قدرة وإمكانية لبناء التنظيم من جديد، وإعلان الخلافة مرة أخرى لعقود ممتدة.
والحقيقة لا يستطيع أحد أن يؤكد أي سيناريو أو احتمال من الاحتمالات السابقة، وكيف تنتهي معركة الموصل، ولكن في جميع الأحوال تصبح هذه المعركة نقطة تحول في تاريخ التنظيم الإرهابي.