بعد استرداد الموصل والرقة.. أين ستكون المعركة القادمة ضد داعش؟
مع اقتراب هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في مدينة الموصل العراقية يلوح سؤال في الأفق ألا وهو: أين ستكون المعركة الكبرى التالية؟
مع اقتراب هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في مدينة الموصل العراقية بينما يحيط به القوات المكافحة للتنظيم في مدينة الرقة السورية.. يلوح سؤال واحد في الأفق ألا وهو: أين ستكون المعركة الكبرى التالية؟
يشير العديد من المسئولين العسكريين الأمريكيين إلى وادي نهر الفرات، أي محافظة دير الزور في سوريا والمنطقة المحيطة بمدينة القائم في العراق، وفقاً لإذاعة "صوت أمريكا".
هاتان المنطقتان ليستا مكتظتين بالسكان مثل الموصل أو الرقة، لكن القتال يمكن أن يظل صعباً بشكل لا يصدق، مع تلاقى القوات المتعددة المكافحة للتنظيم -التي تحمل أجندات سياسية مختلفة بالكامل- معاً حول المنطقة.
وفي تصريحات سابقة له، قال الكولونيل الأمريكي ريان ديلون المتحدث العسكري باسم قوات التحالف الدولي ضد داعش، إن التحالف شاهد تياراً ثابتاً من قادة التنظيم الإرهابي وهو يحاول التحرك إلى مساحات وادي نهر الفرات.
كانت أحدث 5 غارات للتحالف استهدفت قادة بارزين للتنظيم قد حدثت في منطقتي الميادين والبوكمال في محافظة دير الزور، ولكن ديلون لم يقل ما إذا كانت المنطقة أصبحت المركز الجديد لما يُسمى "بالخلافة" التابعة للتنظيم.
اكتفى ديلون بأن يقول للمراسلين إنه لا يوجد أي معاقل بعد الآن، موضحاً أن التنظيم في حالة فرار، وأن التحالف لن يسمح لهم بإعادة تجميع صفوفهم والتقاط أنفاسهم.
تدريب جماعات المعارضة
من جانبه، قال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية الرائد جوش جاك للإذاعة، إن الولايات المتحدة تدرب جماعتين من المعارضة السورية تم فحصهما لمحاربة داعش في جنوب شرق سوريا.
هاتان الجماعتان هما مغاوير الثورة وشهداء القريتين، اللتان تتواجدان بمنطقة جبل القلمون ووادي نهر الفرات وصحراء حمد الممتدة من الحدود الأردنية شمالًا على طول الحدود العراقية إلى نهر الفرات.
أوضح جاك أنه لن لن يخوض في التفاصيل لأسباب أمنية تشغيلية، مشيراً إلى أن كلا القوتين السوريتين الجنوبيتين الشريكتين للتحالف تضمان حالياً بضع مئات من المقاتلين، مضيفاً أنه يتم تجنيد المزيد يومياً للمساعدة في القتال ضد داعش.
أشار جاك إلى أن جماعات المعارضة السورية التي يتم فحصها تحلف جميعها اليمين بأنها ستقاتل داعش فقط، وستتمسك بقانون النزاع المسلح وستحترم حقوق الإنسان.
قاعدة التنف العسكرية
في أثناء ذلك، وضعت القوات الموالية للنظام السوري والموجهة من إيران أنفسها بين قاعدة التنف السورية -حيث يدرب التحالف مقاتلي الجماعتين المعارضتين لهزيمة داعش- وأرض يسيطر عليها التنظيم الإرهابي في وادي نهر الفرات.
وفي تصريحات حديثة للمراسلين، قال الكولونيل الأمريكي ريان ديلون إنه يعتقد أن الطريق الوحيد للوصول إلى مدينة البوكمال في محافظة دير الزور في الوقت الحالي -إذا كان هذا الأمر مطروحاً- يجب أن يكون من اتجاه أو موقع مختلف.
من جانبه، أوضح مايكل أوهانلون المتخصص في الأمن القومي وسياسة الدفاع في معهد بروكنجز الأمريكي، أن الولايات المتحدة وإيران في منافسة مباشرة الآن للحصول على نقاط وصول محددة داخل شرق سوريا، موضحاً "نحن لا نريد بالضرورة ذلك لأنفسنا، ولكن لا نريده لإيران".
يستشعر قادة إيران وجود فرصة لإنشاء جسر أرضي مستمر سيمتد من إيران إلى البحر الأبيض المتوسط، بينما ترغب الحكومة السورية في استعادة الأراضي الغنية بالنفط في محافظة دير الزور، حسب الإذاعة الأمريكية.