شكوى للصحفي المصري مصطفى أمين أطلَقت الاحتفال بعيد الأم
مصطفى أمين يسرد في كتابه "أمريكا الضاحكة" موقفاً جعله يُطلِق تدشين حملة واسعة للاحتفال بعيد الأم.
في 21 مارس/آذار من كل عام يحتفل العالم العربي بعيد الأم تكريماً للأمهات وتقديراً لدورهن في بناء أسرهن ورعاية أبنائهن.
ويعود الفضل في تحديد يوم للاحتفال بالأم إلى الصحفي المصري الراحل مصطفى أمين، الذي راودته الفكرة بعد اطلاعه على نموذج الولايات المتحدة الأمريكية الرائد في تكريس فكرة عيد الأم بداية من 12 مايو/أيار 1907 على يد آنا جارفس بإقامتها تجمعا كبيرا للاحتفال بوالدتها وجميع أمهات ولاية فرجينيا الغربية.
وفي كتابه "أمريكا الضاحكة" الذي أصدره عام 1943 يسرد مصطفى أمين موقفاً حسم الأمر بالنسبة إليه لتدشين حملة رسمية، وجعل 21 مارس/آذار يوماً للاحتفال بعيد الأم في مصر.
وروى أمين: "أثناء وجودي في مكتبي بمؤسسة (أخبار اليوم) الصحفية، جاءت سيدة مصرية تطلب مقابلتي وعلى الفور رحبت بوجودها واستمعت إلى فحوى رسالتها، التي تخلّصت في شكوى من مشكلة مع ابنها الوحيد، حيث قامت الأم بتربية الابن الوحيد لها بعد أن توفي زوجها وسخّرت حياتها وكامل رعايتها فقط لراحة ابنها ورعايته".
وأضاف: "تضحيات السيدة مع ابنها استمرت حتى إنه استكمل دراسته في كلية الطب، وتخرّج وأصبح طبيباً وتزوّج، وطوال مشواره الدراسي وأثناء مرحلة تكوينه لأسرة، ساندته الأم وساعدته في الزواج بشراء شقة".
وتابع أمين: "تلخصت مشكلة السيدة في أن ابنها انقطع عنها تماماً عقب الزواج واستقلاله بحياته، ومع مرور الوقت انقطعت صلته بها، وتوقّفت جميع الزيارات وطرق التواصل بينهما، ما أثّر عليها بالسلب نفسياً، خصوصاً مع تراجع حالتها الصحية، وهي بمفردها تحتاج إلى مساعدة".
وفي الكتاب يصف الصحفي المصري موقف هذه السيدة بنقطة تحول كبيرة في تفكيره، وأصبحت بمثابة دافع إنساني كبير ليدشّن حملة رسمية عبر مقاله اليومي، حول فكرة الاحتفال بالأم، تحت عنوان "احتفال عيد الأم".
حملة مصطفى أمين لتحديد يوم للاحتفال بالأم لم تقتصر في مقال الرأي فحسب، إذ توجّه إلى وزير التعليم المصري وقتها كمال الدين حسين، لإقناعه بالأمر وعلى الفور واقف حسين، ووجّه الطلب إلى الرئيس المصري جمال عبدالناصر.
ووصل مصطفى أمين ردّ عبدالناصر، الذي أبدى موافقته وترحيبه بالفكرة، وفي 21 مارس/آذار 1956 بدأت مصر الاحتفال بالمناسبة.
وبِنهاية 1965، تغيّر اسم "عيد الأم" إلى "عيد الأسرة" بعد اعتقال مصطفى أمين واتهامه بـ"التجسس لصالح أمريكا"، لكن دعم أمهات مصر له أجبر عبدالناصر على إعادة اسم العيد كما كان أولاً، لِيظلّ الاحتفال به في الدول العربية يوم 21 مارس/آذار سنوياً.