شاهدتهم عبر الكاميرات.. محاكمة أم أسترالية بتهمة ترك أطفالها يموتون في حريق المنزل

تتابع السلطات في أستراليا محاكمة شابة أُوقفت بتهم خطيرة بعد وفاة ابنتيها الصغيرتين في حريق اندلع بمنزل العائلة، بينما كانت تتابع ما يحدث دون أن تتدخل.
في مساء الثامن من سبتمبر/ أيلول العام الماضي، اهتزّت ضاحية سيدنهام شمال غربي ملبورن على وقع حريق التهم منزلاً سكنياً كانت داخله ثلاثة أطفال صغار. رجال الإطفاء هرعوا إلى المكان بعد بلاغ الجيران الذين سمعوا انفجارات متلاحقة وصراخاً يخرج من النوافذ.
ورغم الجهود الحثيثة، انتهت الكارثة بوفاة الطفلتين إيزابيل (5 سنوات) وليفيا (عامان) بعد نقلهما إلى المستشفى، بينما نجا شقيقهما كاليس (3 سنوات) بأعجوبة، بعدما وُضع في غيبوبة صناعية في مستشفى الأطفال الملكي.
مغادرة قبل اندلاع الحريق
التحقيقات كشفت أن الأم شانيا لي، البالغة من العمر 25 عاماً، غادرت المنزل قبل دقائق من اندلاع النيران برفقة شريكها ماثيو ماكوليف (23 عاماً).
الشرطة ذكرت أن لي كانت تتابع ما يجري عبر كاميرات المراقبة المثبتة في المنزل على هاتفها المحمول. وتعتقد جهات التحقيق أنها سمعت صرخات أطفالها بينما كانوا محاصرين وسط الدخان، لكنها لم تُبلغ الطوارئ ولم تعد إلى المنزل لإنقاذهم.
اتهامات ثقيلة
أمام محكمة ملبورن، وُجهت إلى لي تهم القتل غير العمد بحق طفلتين، والتسبب في إصابة خطيرة لطفل ثالث. النيابة العامة طلبت حبسها على ذمة التحقيق، معتبرةً أن مغادرتها المنزل رغم علمها باندلاع الحريق تمثل إهمالاً جسيماً.
غير أن المحكمة قررت الإفراج عنها بكفالة مشروطة، على أن تقيم مع والدتها في بلدة مواما وأن تبلغ مركز شرطة إتشوكا ثلاث مرات أسبوعياً.
تسجيلات مسرّبة
جزء آخر من ملف القضية اعتمد على تسجيلات هاتفية بين لي وشريكها أثناء فترة سجنه. في إحدى المكالمات، اتهم ماكوليف الأم بأنها شاهدت الحريق وسمعت صرخات أطفالها عبر الكاميرات.
لي اعترفت بأنها تابعت ما حدث لكنها قالت إنها أبلغت والدتها في اللحظات الأخيرة فقط. المحققون اعتبروا هذه التسجيلات دليلاً إضافياً على معرفتها بما جرى في تلك الليلة.
بداية النيران
تقرير الشرطة رجّح أن الحريق بدأ في غرفة النوم الرئيسية، وربما كان مشتعلاً بالفعل قبل أن يغادر الزوجان. الجيران ذكروا أنهم سمعوا دوي انفجارات متتالية قبل أن تنتشر النيران وتغمر المكان، مؤكدين أن صرخات الأطفال دوّت في الحي بينما كانوا عالقين داخل المنزل.
وفي رواية المحققين، فإن الأم وشريكها توجها إلى ضاحية مجاورة لسرقة باب سيارة، تاركين الأطفال وحدهم في مواجهة النيران.
سجل سابق ومشكلات إدمان
ملف شانيا لي القضائي أثار مخاوف إضافية، إذ تبيّن أنها تواجه اتهامات سابقة تتعلق بالسرقة والسطو، إضافة إلى قضايا لم تُحسم بعد في جرائم أخرى، بينها حيازة سلاح غير قانوني.
كما ذكرت الشرطة أن لديها معلومات حديثة عن تعاطيها مخدرات مثل الكودين والـMDMA، وهو ما اعتُبر عاملاً مقلقاً في سلوكها.
انتظار ما ستكشفه المحاكمة
بعد أن خمدت النيران وبقي المنزل المحترق شاهداً على المأساة، لم ينسَ الجيران صرخات الأطفال تلك الليلة.
ومع تحديد موعد جديد لاستكمال المحاكمة العام المقبل، يبقى المجتمع المحلي في حالة ترقب، فيما يظل السؤال قائماً: هل كان ما جرى إهمالاً كارثياً أم أن التحقيقات ستكشف أبعاداً أخرى للحريق؟
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAg جزيرة ام اند امز