يأتي عيد الأم هذا العام 2017 مع دخول حرب الانقلابيين عامها الثالث تلك الحرب التي فقدت بسببها آلاف الأمهات أبناءهن.
اعتاد اليمنيون الاحتفال بعيد الأم في 21 آذار / مارس منذ سنوات طويلة، حيث يعتبر هذا اليوم منافساً في شعبيته للأعياد الدينية.
ويأتي العيد في هذا العام 2017 مع دخول حرب الانقلابيين عامها الثالث، تلك الحرب التي فقدت بسببها آلاف الأمهات أبناءهن.
وفيما تحتفل أمهات العالم بعيد الأم في جو بهيج من الفرحة ولمّ الشمل، تقدم الأمهات في اليمن التضحيات الجليلة، يقاومن اليأس بالأمل والعجز بالقدرة والضعف بالشجاعة، يحملن المجتمع بكل ما حلّ فيه على يد مليشيات الانقلاب على أكتاف الصبر وإلى معالي التضحيات.
لم يعد 21 من مأرس/آذار يعني للأمهات اليمنييات كما كان لهن من قبل حرب المليشيات، ولم يعد لهن أن يحتلفن سوى بالتضحيات في سبيل الخلاص منها، ومن بين ركام الأحزان والمعاناة والقهر تستدعي الأمهات اليمنيات ذكريات زمن ماقبل المليشيات، ليعشن طقوس عيدهن بالتذكر لا بالاحتفال ولمة الشمل والهدايا وتجسيد أواصر الروابط الاجتماعية التي دمر الانقلابيون نسيجها.
دفعت الأمهات في اليمن الثمن الباهض من حرب الانقلابيين، فمنهن من فقدن أولادهن وأزواجهن، شهداء أو مختطفين أو مفقودين أو معاقين.. وآخريات شردن من منازلهن ووجدن أنفسهن في مخيمات النزوح هرباً أو أجبرن من نيران الانقلابيين.
الحاجة "زينة" أم لثلاثة شهداء من أصل ستة من أبنائها أجبرتهم الحرب على الانضمام إلى صفوف المقاومة الشعبية للدفاع عن مدينة تعز "وصارت تلقب بـ "الخنساء" وتقول إنها فخورة بذلك.
أم "هلال" بحرقة وألم تنظر إلى طفلها المعوق ولا تقوى على تحمل الواقع الذي حل عليه بفعل قذيفة المليشيات التي سقطت على المنزل، لتجد طفلها بدون قدم ومضرجاً بالدماء.
في عيد الأم؛ أمهات اليمن ثكالى بالوجع والخوف والفقد والألم.. والصبر قوتهن في مقاومة جرائم المليشيات، والتضحيات سبيلهن عزة وكرامة من أجل الخلاص من الانقلاب ومليشياته التي زرعت الموت والخوف والجوع والجهل.